الاخوان المسلمون – 1

 (شروق أم غروب) الإخوان المسلمون في مصر حركة إسلامية سياسية أسسها حسن ألبنا عام 1928 تصف نفسها بأنها جماعة إسلامية تهدف إلى إصلاح شامل في مختلف نواحي الحياة وقد لخص مؤسسها فهم الإخوان إلى الإسلام على انه “عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وروحانية وعمل ومصحف وسيف”.

 وهي بذلك تدعو إلى الإصلاح في الأمة بكل الطرق فهي “دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية ثقافية وشركة اقتصادية وفكرة جماعية “.

 وما يهمنا إن الإخوان هيئة سياسية عارضت النظام لسنوات طويلة وتمتعت بعطف الشارع المصري وخاصة عندما لعبت على وتر المعتقد الديني الذي لازال الحاضن الأكبر لسلوك المواطن العربي الذي ينهكه الفقر والعوز والبطالة والنقص الحاد في الخدمات والتعليم والصحة .

 لقد تمتع الإخوان المسلمون بلباقة الخطاب الديني والسياسي وحسن التنظيم في الحركة واقترابهم من حركات المقاومة وخاصة في غزة وجنوب لبنان في ظل نظام اخرج مصر من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي وحيد دورها العربي والإقليمي .

 كما طرح الإخوان أنفسهم على الساحة الدولية بأنهم يمثلون ما أسموه بالإسلام المعتدل وسط تنامي دور الحركات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة وتهديدها الحقيقي للمصالح الأمريكية والغربية وتعرضها للأمن القومي للمنظومة الغربية في عقر دارها هذا المصطلح (الإسلام المعتدل) استمال الغرب تجاه الإخوان وغيرهم من التنظيمات الإسلامية التي صبغت نفسها به بعد أن اقتنعت بان الوصول إلى الحكم عبر أمريكا والغرب هو الطريق السحري لإزاحة الأنظمة الحاكمة المدعومة أصلا من الغرب، كما التجربة التركية التي يتمثل بها الإسلام المعتدل الملتزم بالديمقراطية والتنمية شجع أمريكا والدول الغربية على الانقلاب ضد حلفاءهم في الشرق الأوسط وأكبرهم الرئيس السابق حسني مبارك بمساعدة دول الخليج وتركيا على محاولة استنساخ التجربة التركية في مصر وتونس وليبيا ولم يجدوا شريكا يحمل المؤهلات المطلوبة من المعارضين أكثر قربا لتنفيذ مشروعهم غير الإخوان المسلمون لاعتبارات عديدة من أهمها:

 – تنظيمهم الداخلي المبني على (الأمر والطاعة) فالمرشد العام هو المحرك الفعلي للتنظيم، العلاقة التي تربط قادة الإخوان بحكام الخليج والحكومة التركية.

 – وجود قيادات واعية للمرحلة التاريخية التي تمر بها مصر والمنطقة العربية ومنفتحة على التغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية وخاصة ما يتعلق بأمن إسرائيل والالتزام بمعاهدة السلام.

 – السياسة الاقتصادية المنفتحة التي ترسخت لدى قيادات الإخوان كون اغلبهم من الأثرياء ورجال الأعمال والأكاديميين والميسورين.

 – تعاطي قياداتها مع الثقافة الغربية بدون حرج والبراعة في إيجاد نوع من التزاوج بينها وبين الثقافة الإسلامية التي يحملونها.

 – اغلب قيادات الإخوان من الذين درسوا في الجامعات الغربية او مزدوجي الجنسية أو تربطهم صلات قربى بمواطنين من أصول عربية في الدول الغربية وأمريكا .

 – القدرة و السيطرة والضغط على مشاعر جزء كبير من الشعب المصري والعربي وتوجيهه وفق أجندتهم. كل ذلك وأسباب أخرى أوصلت الإخوان المسلمين إلى الحكم وحتى لا نسقط جهدهم الذاتي بذلك يحسب لهم إجادة لعبة التحالفات والمناورات السياسية ، وانتشار أعضاء الجماعة في مختلف المؤسسات الحكومية والجامعات ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الصحافة والإعلام والنوادي الرياضية وحتى المؤسسة العسكرية .

 وعندما دقت ساعة العمل وتحولت شعارات المتظاهرين في مصر من إصلاح النظام إلى إسقاط النظام كانت عين الإخوان احدهما على ميدان التحرير والأخرى على أمريكا وبغمزة من الأخيرة زجوا بكل ثقلهم في الثورة مع القوى السياسية والثوار لتطيح بالرئيس وفي خضم تداعيات سقوط النظام السياسي وهلال الربيع الديمقراطي والفوضى السياسية والاجتماعية والانفلات الأمني والانتخابات المرتجلة وضعف المؤسسة العسكرية التي تولت السلطة المؤقتة في البلاد صحا المصريون فوجدوا إن الإخوان قد تسلقوا جدار السلطة ويرفسون بأرجلهم كل من يحاول اعتلاء السور.

“يتبع”

[email protected]

 

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *