لماذا أعلن جعجع الطلاق مع “حزب الله” وكيف نعى الحوار؟

انكسرت الجرة بصورة نهائية بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية” بعد توتر متصاعد بين الحزبين منذ أن انتهت مفاعيل الحلف الرباعي الذي أدى إلى دخول “القوات اللبنانية” إلى البرلمان للمرة الأولى في العام 2005. وبدا واضحا أنّ كلا من الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع أعلنا “طلاقا بالثلاثة” لا يمكن العودة عنه لا عبر حكومة وحدة وطنية، ولا من خلال طاولة حوار، باعتبار أنّ الأمور بينهما وصلت إلى الطريق المسدود بعد أن تحوّلت الخلافات في وجهات النظر إلى حرب إعلامية استخدم فيها جعجع تعابير من العيار الثقيل في رد مفند على المواقف التي كان قد أعلنها نصرالله في بداية الأسبوع الجاري.

وفي حين اعتبرت قيادات “مستقبلية” رفيعة المستوى أنّ جعجع تكلم بلسان فريق الرابع عشر من آذار بالمطلق، ونجح في لجم اندفاعة “حزب الله” الاعلامية بأقل تقدير بعد أن وضع النقاط على الحروف، تساءلت أوساط مسيحية قريبة من حارة حريك عن الأسباب التي دفعت بجعجع إلى زج نفسه في قلب الصراع السني – الشيعي، والهدف من تبنيه للمعركة الداخلية والخارجية المعلنة على “حزب الله” والمقاومة في وقت تشهد فيه المنطقة برمتها عملية خلط أوراق واسعة النطاق من شأنها أن تعيد رسم المشهد الداخلي استنادا إلى معطيات جديدة بدأت تلوح في الأفق.

وبعيدا عن الشكل والتوقيت، رأت الأوساط أنّ جعجع لم يعلن “الطلاق” مع “حزب الله” فحسب إنما مع فريق الثامن من آذار بمكوّناته كافة، فضلا عن أنه نعى بشكل مباشر مبادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإعادة لمّ شمل طاولة الحوار بعد أن وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه من تصعيد يعود بأساسه إلى التباين في المواقف من الأزمة السورية، لاسيما بعد التطورات الميدانية والسياسية والمواقف الغربية المعلنة والتي شكّلت، بحسب المصادر، “ضربة معنوية” للآذاريين الذين يعولون على سقوط النظام السوري ويبنون سياساتهم الافتراضية على هذا الأساس.

وانطلاقا من هذه القراءة، تعتبر الأوساط أنّ جعجع شن هجوما وقائيا للدفاع عن فريقه، وتستبعد أن يشكل الرد “القواتي” نقطة تحوّل في مسار الأزمة الداخلية أو في المسار الحكومي. وتلفت إلى أنّ الدعوات لتشكيل حكومة وفاق وطني ساقطة من الأساس، إذ إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كان قد استنفد كل السبل لاشراك الفريق الاذاري قبل إعلان حكومته الحالية، وبالتالي لو أراد هذا الفريق المشاركة لكان حسم أمره منذ أشهر طويلة كانت كافية لتجنيب البلاد ما وصلت إليه.

 وتعتبر الأوساط أنّ تطرق جعجع إلى الموضوع الإيراني للهجوم من خلاله على “حزب الله” لم يكن موفقا، لاسيما أنه يحاول إقحام نفسه في لعبة إقليمية ودولية كبيرة لا طاقة له على احتمال نتائجها، فموضوع سلاح “حزب الله” المدعوم إيرانيا تحول إلى شأن إقليمي ودولي وخرج عن نطاق السيطرة المحلية، فلا “حزب الله” آيل إلى تسليم سلاحه، ولا إيران بوارد التراجع عن مواقفها من ملفات لبنان وسوريا والشرق الأوسط.

 والخلاصة،

 وفقا للمصادر نفسها، هي أنّ الفريق الآذاري يحاول العودة إلى دائرة الضوء من خلال تصعيد سياسي وإعلامي لن يقدم او يؤخر في مسار الأمور، وذلك على اعتبار أنّ لبّ الخلاف الراهن هو بين التيارين السني والشيعي وكلاهما يتجنب الاشتباك المباشر لعلمه اليقين بأنه لن يكون قادرا على حسم الموقف لمصلحته على الرغم من الأرجحية السياسية والعسكرية والأمنية لصالح المقاومة

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *