السعودية: أعفاء العم وتولي أبن الأخ وزارة الداخلية . . ولكن لماذا تنحى العم؟

لماذا تنحى أو أقيل الرجل الأقوى في المملكة.. وزير الداخلية السعودي؟!

لا يطلب وزير في الدول العربية التنحي عن منصبه. لكن تستخدم الحكومات هذا التبرير لاخفاء ما هو اعظم. وحسب وكالات الأنباء التي لا تنقل سوى البيانات الحكومية فقد أصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمراً ملكيا يقضي بتعيين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية، خلفا للأمير الأقوى بالمملكة أحمد بن عبدالعزيز الذي صدر اليوم أمر ملكي بإعفائه من منصب الوزارة بناء على طلبه وفق ما أشار إليه بيان الديوان الملكي.

وكان الأمير محمد يشغل منصب مساعد وزير الداخلية للشئون الأمنية حتى بعد وفاة والده الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي سبق الأمير أحمد في تولي وزارة الداخلية، الذي لم يستمر أكثر من ستة أشهر على رأس هرم الداخلية.

ويعد الأمير محمد في التعيين الجديد أصغر وزراء الدولة الذين يحملون حقيبة وزارية، حيث ولد بمدينة جدة في العام 1959 رافق والده في العديد من محطات الأمن وعدد من المحافل الدولية، حتى تم تعيينه في 1999 مساعدا لوزير الداخلية للشئون الأمنية.

والأمير محمد الإسم، يعد الأبرز بعد والده في مكافحة الإرهاب وتنظيماته الحركية التي وجدت في السعودية بيئة لها، خاصة ما بعد العام 2003 الذي اكتوت منه المملكة ولأعوام لاحقة من تنظيمات إرهابية، كافحها الأمن السعودي عبر استراتيجية كان الأمير محمد بن نايف ذراع الإشراف فيها.

وتعرض الأمير محمد للعديد من محاولات الاغتيال على أيدي أفراد من جماعات إرهابية، كان أبرزها في 2009 وتعرض حينها لإصابات طفيفة بعد أن أوهمه أحد المطلوبين بتسليم نفسه، إضافة إلى محاولة بارزة أخرى كانت في 2010 وكشف حينها أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خطط لاغتيال الأمير محمد بن نايف بتنفيذ عملية انتحاربية بأحزمة مفخخة تم تهريبها من اليمن، قبل أن يفشل الأمن السعودي ذلك في منطقة جازان جنوب السعودية.

 أعلان محمد وزيرا

علن مصدر رسمي سعودي عن تعيين الامير محمد بن نايف وزيرا للداخلية خلفا للامير أحمد بن عبدالعزيز الذي أعفي من منصبه “بناء على طلبه” وفقا لصيغة التقليدية التي تذكرها المراسيم السعودية.

وافادت وكالة الانباء السعودية نقلا عن مرسوم ملكي ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعفى الاحد اخاه غير الشقيق الامير احمد بن عبدالعزيز “من منصبه بناء على طلبه”، وعين مكانه مساعده للشؤون الامنية الامير محمد، نجل ولي العهد الراحل الامير نايف، الذي تولى وزارة الداخلية لعقود حتى وفاته في حزيران/يونيو وحل محله نائبه وشقيقه الامير احمد.

والأمير أحمد هو أصغر الأشقاء “السديريين” من أبناء مؤسس المملكة العربية السعودية الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود.

ويقول مراقبون إنه ومع ان كفاءة الوزير الجديد تؤهله لشغل منصبه الذي درس العلوم السياسية في الولايات المتحدة وشارك في دورات خارجية متقدمة حول مكافحة الإرهاب، فإن التساؤل يظل قائما حول كسر هرمية ابناء الملك عبدالعزيز، لاسيما وان الوزير المعفي من منصبه هو أحد أبناء الملك المؤسس.

وأثار هؤلاء المراقبون عدة تساؤلات حول أسباب إقدام الملك عبدالله على كسر التسلسل الهرمي لأبناء الملك عبدالعزيز بهذا التعيين، حيث ان الوزير المعفي من منصبه هو أحد أبناء الملك المؤسس، وذلك رغم ان كفاءة الوزير الجديد تؤهله لشغل منصبه الذي درس العلوم السياسية في الولايات المتحدة وشارك في دورات خارجية متقدمة حول مكافحة الإرهاب.

والامير محمد المولود عام 1959 هو احد أبناء الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، الذي شغل منصب وزارة الداخلية لسنوات طويلة ومن ثم وليا للعهد قبل رحيله في 2011.

ويرى المتابعون للشأن السعودي ان قرار تعيين الأمير محمد يؤكد ان القيادة السعودية باتت تفضل الكفاءات من احفاد الملك عبدالعزيز على صلة القرب في المواقع الحساسة، في وقت تعيش المنطقة على سيناريوهات قلقلة بسبب الأزمة السورية والدور الإيراني المتصاعد فيها.

ويتولى الامير محمد منذ العام 1999 منصب مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية وقاد عملية مطاردة القاعدة بعد الاعتداءات الدامية التي بداتها العام 2003 حتى العام 2006.

وكان الامير محمد بن نايف قد نجا في 28 ايلول/سبتمبر 2009 من محاولة اغتيال نفذها انتحاري فجر نفسه بمجلسه في منزله بجدة وقضى الانتحاري في العملية ولم يصب الامير الا بجروح طفيفة.

وكان الهجوم هو الأول من نوعه الذي يتعرض له احد افراد العائة المالكة منذ بدء موجة الاعتداءات ضد الاجانب ومنشآت نفطية والتي خلفت اكثر من 150 قتيلا من السعوديين والأجانب.

تزامن تعيين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيرا للداخلية السعودية مع مقتل جنديين سعوديين خلال كمين للقاعدة جنوب البلاد.

واعلن مسؤول امني سعودي رفيع المستوى مقتل جنديين سعوديين خلال كمين نصبته مجموعة من القاعدة فجر الاثنين في منطقة نجران مؤكدا في الوقت ذاته اعتقال 11 من عناصرها بينهم يمني، بحسب مصدر رسمي.

ونقلت الوكالة السعودية عن المتحدث الامني بوزارة الداخلية ان جنديين قتلا عندما تعرضت احدى دوريات حرس الحدود في قطاع شرورة بمنطقة نجران لكمين من مسلحين فجر الاثنين.

واضاف “تمكن رجال الامن من متابعة المعتدين اثناء محاولتهم تجاوز الحدود الى اليمن والقبض عليهم وعددهم 11 شخصا”.

واصيب اربعة من هؤلاء بجروح بالغة بحسب المحدث الذي اشار الى ان بين المقبوض عليهم يمني والباقون سعوديين.

واكد المتحدث ان “جميع المقبوض عليهم من السعوديين هم ممن سبق ان اوقفوا لارتباطهم بجرائم وانشطة الفئة الضالة وتم اطلاق سراحهم مؤخرا”.

وتستخدم السلطات السعودية تعبير “الفئة الضالة” في اشارة الى القاعدة.

وتابع ان “القضاء الشرعي هو الفيصل في مصير الذين تورطوا بانشطة الفئة الضالة والاجهزة المختصة تبذل ما في وسعها للعمل على تصحيح مفاهيم من يتم إطلاق سراحهم (…) وتبقى المسؤولية الاجتماعية بعد ذلك على المحيطين بهم للتأكد من سلامة نهجهم وعدم تهديدهم لامن وسلامة المجتمع”.

وكانت وزارة الداخلية اعلنت قبل اسبوعين ان 200 معتقل اسلامي سابق تابعوا برنامجا لاعادة التاهيل سمح لهم بالعودة الى ممارسة حياتهم المدنية مع مواكبة اعادة اندماجهم في المجتمع.

ويعمل “مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية” في الرياض وجدة على اعادة تاهيل الالاف من المتشددين المتاثرين بـ”فكر الفئة الضالة” عبر برامج دينية واجتماعية ونفسية وتاريخية ودورات علمية ورياضية وفنية ومهنية وندوات خلال فترة زمنية يقضونها بالمركز.

وبرنامج اعادة التاهيل مخصص للسعوديين العائدين من معتقل غوانتانامو الاميركي ولمعتقلين سابقين بتهمة الارهاب ويتضمن دعما ماليا لاعادة اندماجهم في المجتمع.

ورغم اعلان مشجعي هذا البرنامج نجاحه، الا ان بعض التائبين يعودون الى ممارسة انشطة متطرفة.

وفي حزيران/يونيو 2010، اعلن مسؤول في البرنامج في وزارة الداخلية ان عشرة في المئة فقط ينخرطون مجددا في انشطة متطرفة بعد خروجهم من مركز اعادة التاهيل.

يذكر ان السلطات القضائية باشرت عبر محكمة مختصة صيف العام الماضي محاكمة خلايا عدة تضم الاف المتهمين بالانتماء الى القاعدة

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *