خبير أمريكي يعترف: كل من اوباما ورومني بأنه لا يوجد حل سهل في سورية

يعتقد جون فيفر مدير برنامج السياسية الخارجية تحت المجهر في مؤسسة الدراسات السياسية انه لا يوجد احتلاف كبير بين مواقف اوباما ورومني من قضايا السياسة الداخلية والخارجية. وأجاب في لقاء مع روسيا اليوم:

شكرا لوجودك معنا على شاشة روسيا اليوم، هنالك الكثير من قضايا الشؤون الخارجية، لنبدأ من التغيرات في العالم العربي، كيف اثرت برأيك على الحمَلات الانتخابية؟ وعلى الانتخابات بشكل عام؟

كان الربيع العربي إحدى القضايا، التي يمكن لادارة اوباما أن تشيرَ اليها كإنجاز، على الاقل في البداية. حيث، وعلى الرغم من أن الادارة انتظرت وقتا طويلا، فإنها في النهاية وقفت الى جانب المحتجين، وتخلت عن دعمها لمبارك. وفي النهاية ساندت الولاياتُ المتحدة الحركاتِ الديمقراطيةَ في المنطقة، لكن الأمر تغير في العالم العربي منذ ذلك الوقت. والجمهوريون حاولوا تحقيق اهداف سياسية من خلال وصف الادارة الامريكية بالساذَجة في دعم ما اعتقدت في البداية أنها حركاتٌ ديمقراطية، ثم اتضح لاحقا أنهم إسلاميون من وجهة نظر الجمهوريين، وان اوباما عبَّد الطريق للانتصار السياسي للاخوان المسلمين. ولكن في النهاية تستطيع ادارة اوباما ان تظهر وجهة نظر رئاسية حول هذا الموضوع وان تظهر تناسقا بين تصريحات وخطابات الرئيس الاولية، التي تفضل التعامل واعادة التعامل مع العالمين العربي والاسلامي والسياسات اللاحقة، وبين الاستقرار النسبي، واركز على النسبي هنا، الذي نراه في مِصرَ وتونُس، وطبعا ما حدث في ليبيا والهجوم على السفارة الامريكية ومقتل السفير الامريكي ظهر كموضوع مهم في الحملة، ولكن مرة اخرى حاولت حملة رومني ان تظهر أن ما يتحدث به الرئيس هو هراء، وانه لا يرد بطريقة جيدة وانه لا يحدد التهديدات او يرد عليها. ولكنني اعتقد أن ادارة اوباما ردت بشكل فاعل وجيد بعد مقتل السفير الامر يكي بوصف طبيعة اولئك الذين كانوا وراء مقتله، لذلك اعتقد أن هذا والتغييرات التي حصلت في العالم العربي ستصب لمصلحةِ اوباما.

ولكن التصريحات كانت متضاربة في بعض الاحيان لانهم بينما دعموا التغيرات في العالم العربي انتقدوا بشكل كبير صعود الاسلاميين في العالم العربي، وبخاصة حملة رومني، هل برأيك ان صعود الاسلاميين يشكل قلقا للولايات المتحدة؟

من وجهة نظري، كلا.. ادارة اوباما استطاعت تحديد ومعرفة القُوى الفاعلة على الارض في العالم العربي خلال الانتخابات وبعد الانتخابات في تونُس ومِصرَ وفي مناطقَ اخرى وفي ليبيا ايضا، وهي أن الاسلامَ السياسي قوةٌ على الارض، وكان كذلك منذ بعض الوقت، ولا يمكن التغاضي عن هذا، ادارة رومني المحتملة تتمنى أن يكونَ الواقعَ شيئا آخر. ولكن اذا تسلم رومني السلطة فيجب عليه ان يعترف بالوقائع على الارض وسيكون هذا كما لو تمنى احدهم ان تكون هناك حكومةٌ مختلفة في تركيا ربما حكومةٌ عَـلمانيةٌ ديمقراطية ولكن ذلك غير موجود. وهذا ما كان عليه الحال على مدى ثماني سنوات.

ولكن هل تعتقد انهم يرون الفرق بين القُوى الاسلامية ..بين الاخوان المسلمين والقاعدة التي يعترف الجميع بوجودها ليس فقط في ليبيا ولكن ايضا في سورية واماكنَ اخرى.

اعتقد أنهم كلهم من وجهة نظر الجُمهوريين المحافظة، كلهم قوة واحدة، وهي قوة لا يحبونها كثيرا.. الجمهوريون انتقدوا الاسلام كدين علنيا اكثر من مرة، والاسلام السياسي بشكل عام من دونِ اي تفريق بين القاعدة والاخوان المسلمين، ومن دون ادراكِ ان الطرفين متناقضان في كثير من الاحيان ويتصارعان بين بعضهما كما يراهم الناس في العالم العربي.لذا من وجهة نظر الجُمهوريين هناك ترجمة ساذجة لما يحصل في العالم العربي ومن وجهة نظر ادارة اوباما، اعتقد انها قادرةٌ على فهم الاختلافات في الاسلام السياسي والاختلاف الكبير بين القاعدة من جهة والاخوان المسلمين من جهة اخرى.

ولكنهم لم يتوقعوا ان تكون هناك عناصر فاعلة للقاعدة على الارض في ليبيا على سبيل المثال؟

اعتقد انه كانت هناك تقاريرُ منذ بَدءِ الانتفاضة تفيد بأن القاعدة هناك تتشكل لدرجة ما، ولكن السؤال هو الى اي مدى لدى القاعدة ايُ تأثير هناك .وهذا سؤال مطروح، ومن الواضح ان الوضعَ في ليبيا متقلب وستستفيد القاعدة في حال وجود فراغ سياسي في البلاد، ولا اعتقد انه يوجد تعاطف بين الشعب مع الحركات الاصولية.

كيف ترى موقف كل من المرشحين اوباما ورومني من سورية؟

سورية سؤال كبير لا اعتقد ان ايا منهم يريد التعامل معه الان، واعتقد ان رومني تجاهل دعوات من حزبه للتدخل العسكري في سورية، وهو يدرك ان الرغبة في حرب جديدة هنا في الولايات المتحدة ضئيلة جدا، والدعوةَ الى تدخل عسكري لن تضمن له اصواتا كثيرة، اما ادارة اوباما فهي تعرف التكلِفةَ السياسية والعسكرية والاقتصادية لاي تدخل في سورية، لذا لا يريد اي منهم القيادة الحالية في سورية، ويعترف الطرفان بأنه لا يوجد حل سهل في سورية، ويتطلعان الى لاعبين اخرين مثل تركيا والسُعودية والاتحاد الاوروبي لتحديد موقفهم ولكننا لن نرى ايَ تصريحات درامية خلال الانتخابات من قبل اي من المرشحين..

موضوع اخر ساخن خلال الانتخابات هو ايران، وكثيرون يرون تشابها بين موقفي اوباما ورومني من ايران؟

اكيد، يحاول معسكر رومني القول إن موقفَهم إزاءَ ايران اكثرُ تشددا وانهم سيتخذون موقفا اكثر شجاعة ولكن اذا نظرت الى ما قاله معسكر رومني، فلا يمكن التفريق بين ما يريدون فعله وما قام به اوباما، فكلاهما قالا إنه يجب الابقاء على العقوبات المشددة وأن جميعَ الخيارات مطروحةٌ على الطاولة، وهذ طبعا يعني استخدام القوة العسكرية وانه من المهم مساندة اسرائيل كحليف للولايات المتحدة ، ولكن في الواقع لا يوجد اي خلاف، قد يكون هناك بعض المجال لاختلاف بسيط حيث قالت ادارة اوباما انه قد تكون هناك مباحثات بعد الانتخابات لذا ادارة اوباما في موقع تستطيع فيه القول إنها تفعل شيئا على المسار السياسي فيما معسكر رومني لا يمكنه فعل ذلك.وحول اسرائيل، طبعا رومني اقرب من ناحية فلسفية وايديولوجية بشكل عام الى نتانياهو واسرائيل، وادارة اوباما عملت مع نتانياهو وقالت إن اسرائيلَ هي حليفٌ امريكي قوي ولكن من الواضح وجود خلاف سياسي بين اوباما ونتنياهو وهما يختلفان بشكل كبير..

من يستخدم الاخر في هذه الانتخابات؟ هل تستخدام اسرائيل المرشحَين لتعزيز موقفها في امريكا ام يستخدم المرشحان اسرائيل للحصول على الاصوات؟

من الواضح ان الاصوات اليهودية مهمة وليست هي فقط، ولكنْ ايضا المسيحيون الاصوليون الذين يدعمون اسرائيل بشكل كبير. والاخيرون قوة انتخابية مهمة للجمهوريين وقوة مهمة للحزب الديمقراطي لذا سيكون موضوع اسرائيل مهما جدا وقد تظهر بعض المواقف متشابهة الى حد كبير بين الطرفين ولكن لديها تأثير كبير على هذه الجالية، نتانياهو يدرك الدور الذي تلعبه اسرائيل في السياسة في امريكا والافضلية التي يملِكها خاصة على الادارة الحالية لذا اعتقد ان الطرفين يستفيدان من بعضهما.

أحد الخلافات بين الطرفين هو الدرع الصاروخية وروسيا، اين يقف كل من المعسكرين برأيك حول هذا الموضوع؟

اعتقد أن هناك توصيفا خاطئا لان ادارة اوباما تراجعت عن خطط الدرع الصاروخية التي كان بوش قد وضعها، ولكنْ وُضعت بدلا منها خُطةٌ مشابهة بشكل كبير، وبكلمات اخرى خُطةُ دِرعٍ صاروخية تشمل رومانيا وتركيا وبولندا. وهذا يركز بشكل كبير على ايران وهذا ما يقولونه ولكن روسيا غير مرتاحة لذلك، لذا السؤال هو كيف ستستخدم ادارة اوباما او ادارة رومني الدرعَ الصاروخية لاستفزاز روسيا، من الواضح ان معسكرَ رومني يبدو مهتما باستفزاز روسيا، وادارة اوباما تقول إنه توجد نقاط مشتركة بيننا وهناك الكثير منها. لذا فإن الدرع الصاروخية ليست هي الموضوع الأساس، ولكن كيف سيستخدمه كل من المعسكرين إما لابعاد الولايات المتحدة عن موسكو او لمحاولة التغلب عليه كعائق لايجاد نقاط مشتركة اخرى.

وبرأيك من من المرشحين الاقدر على ايجاد حل للمشاكل الداخلية على الاقل؟

اذا نظرنا الى التاريخ جاء جورج بوش الى الحكم بفائض في الميزانية ونفذ الاصلاحات الاقتصادية التي يعد الان رومني بتنفيذها مثل تخفيض الضرائب على الاغنياء والحد من الإنفاق الحكومي، وهذا يعد وصفة لما حصل خلال فترة بوش، تضخم مالي كبير جدا وعدم قدرة الحكومة على الاستجابة والتعامل في الاوقات الحرجة كما حصل خلال اعصار كاترينا، لذا اعتقد ان رومني كجمهوري كان معتدلا قبل سنوات وكان سيوافق على هذا ولكن لانه اصبح اكثر تطرفا كمرشح للرئاسة يريد تطبيق سياسات اقتصادية تتعارض مع مبادئ الحزب الجمهوري قبل عقود.

وحول السياسة الخارجية من برأيك يمكنه شن حرب؟

اعتقد ان معسكر رومني كان اكثر عسكرية من ادارة اوباما، رومني لم يعد فقط بالابقاء على الانفاق الحكومي كما هو بل بزيادته، كان اكثر شوفينية في تصريحاته حول روسيا او الصين او الشرق الاوسط، الديمقراطيون شنوا حروبا بقدر الجمهوريين او اكثر على مدى السنوات الخمسين او الستين الماضية. وفي السلطة، كل الرهانات مشروعة، كل من الديمقراطيين والجمهوريين شنوا حروبا بنفس الطريقة، وبنفس القدْر. ولكنني من خلال تصريحات المرشحين، اعتقد أنه يمكن القولُ إن الجمهوريين يميلون اكثر للحروب من الديمقراطيين

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *