تكلفة الحرب الإسرائيلية 400 مليون دولار يومياً

أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حربه على الفلسطينيين في قطاع غزة عمداً وعن سبق إصرار. وهي من نوع حروب «الخيار» التي لم تكن إسرائيل مضطرة لها، خصوصاً وأن تفاهما على وقف النار كان قد أعلن قبل شن الحرب بساعات. وقد أوحى للجميع أنه أعد للحرب عدتها بعدما أعلن من اللحظات الأولى اسماً للعملية الحربية الواسعة التي نال تفويضاً بتوسيعها وبتجنيد قوات احتياطية كبيرة للتعامل مع تطوراتها.

والواقع أن هذه الحرب، مثل الكثير من الحروب الإسرائيلية، نالت موافقة واسعة من أطياف الحلبة السياسية. قلة فقط وقفت ضدها وليسوا جميعا من معارضي رئيس الحكومة. فالكثير من معارضي نتنياهو، خصوصاً من حزب العمل و«كديما»، كانوا يحرضونه على فعل أشد. ومع ذلك فإن هذه الحرب، وجدت، ومن اللحظة الأولى، من يعارضها لأسباب اقتصادية. فالجميع يعلم أن ميزانية العام 2013 لم تقر بسبب تقليصات كبيرة مطلوب إدخالها وهي تمس قطاعات وشرائح اجتماعية واسعة. بل أن أحد مبررات تقديم موعد الانتخابات كان عدم القدرة على إنجاز ميزانية مقبولة لدى أطراف الائتلاف الحكومي ما استدعى إعادة بلورة الائتلاف عبر انتخابات جديدة.

وأيا يكن الحال فإن ميزانية العام الحالي تعاني من عجز كبير يزداد أيضاً بسبب الوضع الأمني واحتياجاته. وإذا كان هذا هو الحال في ظروف اعتيادية فما بالكم بظروف حرب تشنها إسرائيل. والسؤال اليوم لدى الخبراء الاقتصاديين هو ماذا ستكون عليه الميزانية العامة الإسرائيلية المقبلة في ظل حرب لا أحد يعلم نهايتها ولا نتائجها. والأهم لا أحد يعلم كيف ستغطي الحكومة الإسرائيلية ليس فقط العجز السابق، وإنما أيضا التكلفة الجارية للحرب. ولا يخفى على أحد أن الحرب لم تعد رخيصة الثمن، حتى لمن يحقق الانتصار.

وعرضت صحف إسرائيلية أنواع الضغوط المفروضة على صناع القرار الإسرائيلي في هذا الشأن، وتكلفة القرار. وفي الآتي بعض المعطيات الهامة والتي تتخطى الأثر المباشر للحرب على الاقتصاد لجهة أسعار الأسهم في البورصة وحجوزات السفر والإقامة من وفي إسرائيل.

عموماً هناك إجماع بين الخبراء على الأثر السلبي لهذه الحرب على الميزانية العامة وعلى ميزانية الدفاع الإسرائيلية. وأشارت المجلة الاقتصادية لـ«يديعوت» إلى أن كل شيء يتعلق اليوم بعدد أيام الحرب، حيث أن تكلفة الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي في اليوم الواحد تبلغ حوالي 1,5 مليار شيكل (أقل بقليل من 400 مليون دولار). ونقلت المجلة عن خبير عسكري قوله إن التكلفة العسكرية المباشرة في حرب لبنان الثانية كانت بحدود 350 مليون شيكل (90 مليون دولار) في حين أنها في حرب «الرصاص المسكوب» 170 مليون شيكل (أكثر من 40 مليون دولار). ومن المعطيات الحربية الجارية فإن الحرب الآن أقرب إلى حرب لبنان الثانية لجهة ما تغطيه هذه الحرب من سكان في الجانب الإسرائيلي وربما أكثر.

ومعروف أن حرب لبنان الثانية استمرت 32 يوماً وكلفتها على ميزانية الدفاع الإسرائيلي وحدها بلغت حوالي أربعة مليارات دولار. أما عملية «الرصاص المسكوب» على غزة فاستمرت 21 يوماً كلفت ميزانية الدفاع حوالي مليار دولار. ولكن حرب لبنان الثانية جرت قبل أكثر من ست سنوات في حين أن حرب غزة الأولى انتهت قبل حوالي أربعة أعوام. وهذا يتطلب من أي اقتصادي أن يكيف التكلفة للأسعار الحالية فيضيف للأرقام النهائية ما بين 10 و15 في المئة. وهذا ما يرتكز إليه الاقتصاديون في تقدير تكلفة الحرب الجارية المحتملة. وعموما هذه بعض المعلومات حول التكلفة:

تكلفة القبة الحديدية: حتى الآن هناك أربع بطاريات قبة حديدية وقبل أن تدخل البطارية الخامسة للعمل في الأيام القريبة. يكلف تشغيل هذه البطاريات يوميا ما بين 9 و17 مليون شيكل (كل 4 شيكل دولار). وبالرغم من أن قدرة غزة على الإطلاق تبلغ اليوم أكثر من 200 صاروخ يومياً إلا أن القياس يقوم على أساس محاولة اعتراض 60 صاروخا فقط. وتكلفة اعتراض صاروخ واحد لا تقل عن 150 ألف شيكل، بحسب وزارة الدفاع، لكنها لا تقل عن 280 ألف شيكل حسب تقديرات الصناعات العسكرية الإسرائيلية. وليس مؤكدا إن كانت هذه التكلفة تشمل تكاليف انتاج بطاريات القبة الحديدية التي غطتها وزارة الدفاع الأميركية.

أما تكاليف تشغيل سلاح الجو الإسرائيلي فهي كبيرة لا شك. ومثلا فإن كل ساعة طلعة للطوافات الحربية تكلف ما بين 60 و80 ألف شيكل. أما الطائرات الحربية القاصفة فإن تكلفة كل ساعة طيران تبلغ ما بين 200 و250 ألف شيكل للطائرة. وتكلفة تسليح الطائرة الحربية الواحدة (صواريخ، قنابل) يتراوح بين 120 و250 ألف شيكل حسب نوعية الصاروخ أو القنبلة. أما تشغيل الطائرة من دون طيار فيكلف فقط ثمانية آلاف شيكل في الساعة.

أما تكلفة ساعة القتال للسفن الحربية كالتي شاركت في القصف في اليوم الأول للحرب على غزة فيشبه طائرات سلاح الجو. ويمكن حساب تكلفة تفعيل القوات البرية من متوسط أيام القتال في حرب لبنان الثانية و«الرصاص المسكوب» (حوالي 250 مليون شيكل يوميا). ونظرا لاحتمال استخدام معدات أشد تعقيداً فإن تكلفة تجنيد كل جندي احتياط تبلغ 500 شيكل يوميا. وتبلغ تكلفة قذيفة مدفع عيار 155 ملم حوالي خمسة آلاف شيكل.

 
وعن التكاليف المدنية اللاحقة للحرب، حدث ولا حرج. فهذه التكاليف بعد حرب غزة الأولى بلغت 800 مليون شيكل، في حين بلغت بعد حرب لبنان الثانية 4,5 مليار شيكل. وهذه الحسابات لا تتضمن تكلفة الأضرار غير المباشرة على الاقتصاد.
ومن المهم الإشارة إلى أن إسرائيل قررت حتى الآن تجنيد 30 ألف جندي والعدد مرشح ليبلغ 75 ألف جندي

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *