أين الأخضر الإبراهيمي؟!

نفتش في هذه الايام عن صوت أو حضور أو حوار للاخضر الابراهيمي فلا نجده .. نلجأ إلى صورة الأخضر في لبنان وافغانستان، فنجده مزهوا بحضوره رغم بعض محاولات اغتياله في بيروت حين تعرض موكبه لقصف مدفعي كاد ان يصيبه في تلك الأيام، ومع ذلك أصر الرجل على دوره، كان يعرف حجم القوى الداعمة وما هو الدور السوري فيه اضافة إلى ما يمتلكه من معطيات حول ضرورة انهاء الحرب اللبنانية حسبما كان مقررا لها في تلك الايام.


اليوم يجد الاخضر ما ليس بوسعه ان يفعله .. ليست الأزمة في سوريا في نهاياتها ولن تكون في القريب العاجل، وليس من يتلاعب بها ومن يغذي أوارها يشعر باقتراب الحل وان عليه الانكفاء .. ليس من ضاغط ولا مضغوط، بل ليس من يسرب معلومات عن قرب أجل تلك الحرب كي يتدبر اللاعبون الصغار أمورهم. ولهذا تمضي المعارك الطاحنة، وبدل ان تتبدل معطياتها، نراها تقترب من دمشق، عاصمة سوريا التي يراهن كثيرا على بقاء المعارك خارجها كي لا يصاب الصمود السوري بسوء.

يتجول الأخضر بين ربوع البلدان الرئيسية في الأزمة السورية فيجد فيها ما يسمعه من الاعلام وأكثر. الروس والصينيون على مواقفهم، والأميركي وان كان مهتما بشؤونه المحلية من انتخابات الرئاسية، فهو غير مستعجل لوضع حد للأزمة .. والغرب عموما يتطلع إلى الموقف الاميركي فيذهب مذهبه او يظل على تكتيكاته. واما المعارضة السورية فليس فيها ما يسر سوى انها تكثر في ” النق ” من أجل ان يزيد الممول ما يدفعه لها، فيما تظل المعارك شغالة على اكثر من صعيد ومنطقة، تزداد حينا لكنها دائمة التوزيع الجغرافي، حيث ثمة من يصنع لها تواريخ تحركاتها وكيفيتها.


لا نعرف بالضبط على اي خط من الخطوط يشتغل الأخضر وهو المهموم بالتفتيش عن حلول يعرف مسبقا ان لا احد يملكها سوى كبار الكبار والصغار، هؤلاء فقط من لديهم الحل والفعل، فإن أمروا سويت المشكلة، ولكي يأمروا عليهم ان يتمثلوا مصالحهم في كل العالم وان يتفقوا عليها لتكون سوريا هي الجائزة التي يفوز بها هذا الفريق او ذاك، فإن فاز بها الروسي والصيني والايراني، تتغير خارطة الشرق الاوسط، ويتمدد واقع المقاومات ويصير مرجعا عالميا يحسب له ألف حساب. اما اذا فاز الاميركي، فستتغير ايضا خارطة الشرق الاوسط لكن بطريقة معاكسة.

يعرف الاخضر ان عليه ان لا يتعب باله في محصلة تحركاته، لأن النتيجة معروفة، ومثلما قلنا اعلاه، فهو على علم به، بل تراه يردده في كل لقاءاته .. ولهذا سيغيب طويلا او قليلا، ريثما ينجلي الغبار الدولي عن كلام جديد هو في طريق التأسيس لكن فعله سيحتاج الكثير من الوقت .. وسيظل السوري يدفع من حياته وبلاده ومستقبله الثمن.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *