الإخوان المسلمون: عبء أم رصيد للمعارضة السورية؟

وأخيراً كتب الاخوان المسلمون حكايتهم في سوريا، بعد 76 عاماً على وجودهم فيها، و67 عاماً على تعيين مصطفى السباعي كأول مراقب لهم في البلاد. فقد كان الاخوان وراء اتفاق توحيد المعارضة السورية الذي تم التوصل اليه في قطر، لكن بعض السوريين يخشون احتفاظ الجماعة بنفس النفوذ الذي كان لها في المجلس الوطني السوري الأضيق تمثيلا.

فقد وافق المجلس الوطني السوري الذي يهيمن عليه الاخوان، المدعومون من قطر، تحت ضغط شديد من الدوحة والولايات المتحدة الاحد الماضي، على أن يصبح أقلية في كيان أوسع نطاقا هو الائتلاف الوطني السوري.

ولفت نائب رئيس المجلس، الاخواني فاروق طيفور الى أن «الاخوان لن يحتكروا السلطة في الساحة السياسية وادارة الفترة المقبلة»، مؤكداً أن «الاخوان سيكونون جزءا من اطار سوري شامل، لاعادة بناء البلاد وشفاء الجروح التي خلفها حكم أسرة الأسد».

وكما حدث في مصر خلال الأشهر الأولى بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك، حاول الاخوان المسلمون في سوريا التخفيف من نفوذهم على المجلس الوطني السوري، حتى لا يفزعوا الداعمين الغربيين. لكنهم اتهموا بأنهم يهيمنون على المجلس، من خلال ممارسة النفوذ على اسلاميين مستقلين، فضلاً عن توجيههم الأموال الى جماعات ذات حظوة لديهم داخل سوريا حتى تعزز من وجودها. ومن المتوقع ان يشغل المجلس الوطني السوري نحو خُمسي مقاعد الائتلاف الوطني السوري الجديد التي يبلغ عددها حوالي 60 مقعدا، ومن ثم فمن المنتظر أن يتقلص نفوذ الاخوان المسلمين، ولو على الورق.

وانتخب معاذ الخطيب وهو رجل دين من دمشق رئيساً للائتلاف، والخطيب (50 عاما) كان ضيفا دائما على شاشات قناة «الجزيرة» الفضائية التي تستخدمها قطر للترويج لإسلاميين لهم علاقة بالاخوان، وتسهيل قبول الولايات المتحدة للشبكة الاسلامية.

ويُطارد الماضي القريب الاخوان في الائتلاف الجديد، اذ استقال عدد كبير من الشخصيات البارزة في المجلس الوطني خلال الأشهر القليلة الماضية، شاكين من أن الاسلاميين يهمشون الأقليات والمرأة. وغادر ثلاثة آخرون محادثات الدوحة من بينهم مؤسس المجلس الوطني أديب الشيشكلي، وعبّروا عن غضبهم من عدم تمكين المرأة من الوصول الى الامانة العامة الجديدة للمجلس الوطني التي انتخبت الاسبوع الماضي.

وعن الانسحابات قال أحد أعضاء الاخوان «لقد قالوا ان المجلس أصبح مجلسا للاخوان المسلمين، لكن بكل صدق أعتقد ان ذلك حدث لانهم لم يُنتخبوا للأمانة العامة». لكن رغم ذلك ظلت شخصيات تتمتع بالاحترام في الائتلاف الجديد، تشعر بعدم ثقة في الاسلاميين بغض النظر عما يصرحون به.

وقال المعارض اليساري هيثم المالح ان «الاخوان المسلمين لم ينفتحوا على الجماعات الاخرى، رغم أنهم قالوا من قبل أنهم سيفعلون ذلك، وانه يجب الضغط عليهم حتى يصبحوا أكثر انفتاحا». ويشك العلمانيون في موقف الاسلاميين من المرأة ومن غير المسلمين في انتفاضة شابتها الطائفية. وساند مسيحيون ودروز وشيعة من بينهم العلويون الرئيس السوري بشار الأسد، وتخشى هذه الطوائف مما قد ينتظرها من أغلبية سنية واقعة تحت تأثير الاسلاميين. كما تدفق مسلّحون من القاعدة في العراق، وجهاديون من دول أخرى للقتال ضد حاكم يعتبرونه «كافرا لأنه علوي».

 واشتبك الاخوان المسلمون مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في العام 1982 وقُتل الآلاف في انتفاضة فاشلة. وحينها عملت الجماعة بلا كلل للوصول بنفوذها الى العامة، من خلال المساجد والمعاهد الدينية رغم كونها جماعة محظورة.

 
وعن جماعة «جبهة النصرة» السلفية، والتي نفّذت هجمات انتحارية، قال قائد عسكري من المسلّحين «إنها مجرد جماعة اسلاميين منظمين

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *