المعارضة المصرية باقية في الميادين «حتى إسقاط الإعلان الدستوري»

وإن قلت أعداد المتظاهرين والمحتجين، بقيت الأجواء ساخنة في قلب ميدان التحرير في وسط القاهرة، مرددة هتافات «مليونية للثورة شعب يحميها» المطالبة برحيل الرئيس محمد مرسي واسقاط الاعلان الدستوري الذي اصدره. وعلى هامش الميدان دارت معارك متقطعة بين محتجين وقوات الشرطة بالقرب من مقر السفارة الأميركية، بينما بقيت الأوضاع متوترة في مدن مصرية عدة، بعد ليلة خلفت نحو 116 مصابا وحرق مقر للإخوان واقتحام آخر.

التيار الشعبي الذي يتزعمه حمدين صباحي والقوى المدنية في ميدان التحرير دعت أمس من جديد جماهير الشعب المصري، «لاستكمال مسيرته في النضال ضد محاولات إجهاض الثورة، والتمكين لحكم مستبد ديكتاتوري جديد»، بالاحتشاد في ميادين مصر غدا تحت شعار «حلم الشهيد»، إضافة إلى استمرار اعتصام ميدان التحرير وفاعلياته المختلفة حتى ذلك الوقت، مع بحث سبل التصعيد السلمي مع شركاء الحركة الوطنية والقوى السياسية والثورية إذا لم تتم الاستجابة لمطالب الشعب المصري المشروعة.

كما دعا حزب مصر القوية الذي يتزعمه عبد المنعم ابو الفتوح، إلى مسيرة سلمية مساء اليوم إلى مقر قصر الاتحادية الرئاسي في مصر الجديدة، للتأكيد على رفض الإعلان الدستوري والضغط لدعم المبادرة التي قدمها الحزب للخروج من الأزمة، إضافة إلى إعادة طرح مبادرة كان الحزب قدمها منذ يومين في محاولة منه لحل الأزمة الناتجة عن إصدار الإعلان الدستوري.

يذكر ان الحزب كان قد طرح مبادرة تقضي بالغاء الاعلان الدستوري ما عدا ما يتعلق منه باقالة النائب العام عبد المجيد محمود.
وفي الإسكندرية، دعت الجبهة الشعبية لمناهضة «أخونة مصر» جميع القوى السياسية والوطنية، للمشاركة في مليونية الجمعة المقبل، أمام مسجد القائد إبراهيم، وسط المدينة لحسم الثورة وإنجاحها «رغما عن أنف جماعة الإخوان».

وتحت عنوان «معا لإسقاط طاغيتهم»، أصدرت الجبهة بيانا جاء فيه: إن «الشعب قد دفع ثمن ثورته من دماء أبنائه، ولا يوجد أغلى من الدم عند هذا الشعب العظيم، وكان الكثير يظن أن أكثر ما سيتحقق هو إلغاء الإعلان الدستوري وحل التأسيسية ولكن الحشود فاقت التوقعات، وقام هذا الشعب العظيم بفسخ العقد العرفي بين الإخوان والسلطة بعد ممارستهم غير المسؤولة وغير الوطنية».

وعلى صعيد المواجهات، شهد محيط ميدان التحرير والسفارة الأميركية، طوال يوم أمس اشتباكات متقطعة وسمعت بوضوح أصوات طلات الغاز المسيل للدموع والخرطوش، ونادت الداخلية المصرية القوى السياسة للتدخل لوقف الاشتباكات.

ووقعت مواجهات ليلية في الشوارع المجاورة للميدان امتدت صباحا الى الميدان نفسه واطلقت قوات الامن غازات مسيلة للدموع على المتظاهرين الذين اضطروا الى الفرار وعلى الخيام التي اقاموها منذ الجمعة.
وعرضت القنوات التلفزيونية مشاهد لمتظاهرين ملثمين يلتقطون القنابل المسيلة للدموع ويقذفون بها نحو قوات الشرطة في شارع قريب من السفارة الاميركية.

ونفت وزارة الداخلية المصرية ما تردَّد حول قيام قوات الشرطة باقتحام ميدان التحرير.
كما اكدت عدم صحة ما بثته بعض المواقع الإخبارية حول احتجاز متظاهرين داخل أو في محيط السفارة الأميركية.
وقالت إن الحقيقة إن أجهزة الأمن قد تمكنت من إحباط محاولة لاقتحام أحد البنوك وتحطيم واجهته وجهاز الصراف الآلي الخاص به، وضبط عدد من مرتكبي تلك الواقعة واصطحابهم لقسم الشرطة واتخاذ الإجراءات القانونية قبلهم.

كما صرح مصدر عسكري بأنه لا صحة لما تناوله عدد من المواقع الإلكترونية حول مطالبات جماعة الإخوان للقوات المسلحة بتأمين مقرها العام في منطقة المقطم، وقال إن الجيش في ثكناته، ولا يتدخل في الصراعات السياسية الدائرة لصالح أي طرف ولا ينحاز إلا لمصالح الشعب المصري، ولم يدفع بأي تشكيلات أو قوات إلى الشارع.
وأوضح المصدر أن القوات المسلحة لا تؤمّن سوى عدد من المنشآت الحيوية في وسط القاهرة وهي السفارة الأميركية ومحيط وزارة الداخلية، من أجل معاونة الشرطة المدنية، لافتا إلى أنه لم يتم الدفع بأي قوات إضافية اليوم أو على مدار الأيام الماضية.

 
وقال المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة العقيد أركان حرب أحمد محمد إن عدد القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، ذكرت أنباء عن قيام عناصر من الشرطة العسكرية بمداخل القاهرة الكبرى باستيقاف عدد من الأوتوبيسات ومنعها من دخول العاصمة، مؤكدا أنه لا صحة مطلقا لتلك الأنباء، وأضاف إن عناصر الشرطة العسكرية الموجودة بمداخل القاهرة الكبرى غير مخولة بالتعامل مع المدنيين أو منعهم من التحرك.

 
وفي أحداث المحافظات، قال محافظ الغربية المستشار محمد عبدالقادر، إن الأجهزة الأمنية تمكنت من السيطرة على الموقف في ميدان الشون بمدينة المحلة، بعد الاشتباكات التي وقعت مساء أول من أمس ومنعت الاحتكاكات بين المتظاهرين وشباب الإخوان، نافيا الأنباء التي ترددت عن وفاة أحد شباب الألتراس متأثرا بإصابة خرطوش.
وقالت مصادر صحية في الغربية إن حالات الإصابة التي استقبلها مستشفى المحلة العام ومستشفى أبوالعزم التخصصي وصلت إلى 132 حالة جراء الاشتباكات.
وقالت مصادر أمنية إنه لم يحدث أن اشتعلت النيران بمحطة وقود بميدان الشون، لافتة إلى أن المحطة أغلقت أبوابها مع اندلاع الاشتباكات وتم غلق جميع المحابس الخاصة بالمواد البترولية بالمحطة.

 
وكان ميدان الشون قد شهد اشتباكات بين المتظاهرين من أعضاء الحركات الائتلافية المعارضين لقرارات الرئيس محمد مرسي وبين شباب جماعة الإخوان.
كما قررت نيابة أول طنطا في الغربية إخلاء سبيل 6 أشخاص، وذلك بضمان محل إقامتهم، بعدما ضبطتهم أجهزة الأمن على خلفية مظاهرة واشتباكات في طنطا بتهمة إثارة الشغب.

وفي بورسعيد، استقبلت المستشفيات 48 حالة إصابة، بينهم صبي أصيب بطلق ناري في الظهر، وحالته سيئة، بعد اشتباكات اندلعت مساء أول من أمس بين قوى مدنية وأنصار جماعة الإخوان، بسبب رفضهم للإعلان الدستوري.

وكانت الاشتباكات قد تجددت بين المتظاهرين وقوات الشرطة في البحيرة، في محيط ميدان الساعة في دمنهور مساء أول من أمس، عقب محاولة بعضهم اقتحام مقر جماعة الإخوان، والذي تسلمته الشرطة من الجماعة لحمايته، ما أسفر عن إصابة 10 أشخاص بجروح واختناقات، ولكن أكدت مصادر أمنية أن الأوضاع عادت إلى الهدوء أمس.
كما وصل عدد ضحايا المواجهات بين أعضاء جماعة الإخوان والقوى المدنية بالمنصورة الرافضين للإعلان الدستوري إلى 25 شخصا، بينهم 6 من قوات الأمن.

وقالت مصادر أمنية، إن الأوضاع عادت إلى الهدوء الحذر أمس، بعد مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين أمام مقر حزب الحرية والعدالة في شارع الجلاء، ما أدى إلى قيام قوات الأمن بإطلاق كثيف للقنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم وإبعادهم عن مقر الحزب ليتمكنوا من تحرير المحتجزين من أعضاء الجماعة داخل مقر الحزب بعد المواجهات العنيفة مع المتظاهرين، وهو ما أدى لاشتعال النيران في المقر.

وحول التظاهرات في الإسكندرية، قال منسق التيار الليبرالي المصري رشاد عبدالعال إن المشاركين في المسيرات قارب عددهم أكثر من 250 ألف شخص، حيث توقفت حركة المرور في الإسكندرية وأصيبت بحالة شلل تام عدة ساعات حتى تم انتهاء فعاليات المسيرات الاحتجاجية في التاسعة ونصف مساء.
وكانت تحركت مسيرة الإخوان المؤيدة للرئيس وشارك فيها عدة آلاف من أعضاء الإخوان وأنهت المسيرة في منطقة محرم بك وحرصت جماعة الإخوان أن تكون هناك سيارة كبيرة تحمل مكبرات صوت لكي يتم استخدامها في المسيرة.

وكانت وزارة الصحة والسكان أعلنت أن عدد المصابين في ميدان التحرير بالقاهرة وميدان الشون بالمحلة الكبرى ودمنهور والمنصورة وصل 116 مصابا خلال تظاهرات مليونية «للثورة شعب يحميها».
كما نظم عدد من أعضاء حركتي 6 أبريل في مطروح وشباب مطروح للتغيير وقفة احتجاجية أمس أمام مقر حزب الحرية والعدالة بمطروح اعتراضا على الإعلان الدستوري، ورفعوا لافتات مناهضة للإعلان الدستوري والمطالبة بتحرير الوطن من رموز الفساد الذين مازالوا في مواقعهم.

وأمنيا، قالت قيادات حزبية، إن وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، أجرى اتصالات هاتفية معهم للتدخل لمنع احتكاكات بعض المتظاهرين بقوات الأمن في سيمون بلفار بجوار السفارة الأميركية منعا لإطلاق الغاز المسيل للدموع، وناشدهم الحفاظ على سلمية التظاهرات.

وقال مصدر أمني مسؤول إن الأجهزة الأمنية تحملت وتتحمل أعباء كثيرة وتبذل جهودا مضنية على مدار الساعة، مشيرا إلى أن ما أثير بشأن انسحاب القوات من مهامها في بعض المناطق أمر مناف للحقيقة ويبخس ما تبذله من جهد وما تقدمه من تضحيات.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية قامت بأداء مهامها المكلفة بها في حماية وتأمين المنشآت المهمة والحيوية، وكان لتدخلها أكبر الأثر في منع تفاقم وتصاعد الأمور لما شهدته بعض المحافظات من مشاحنات، وهو ما مكن الأجهزة الأمنية من إحباط العديد من محاولات استغلال تلك التظاهرات في تكدير الأمن بالشارع المصري.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *