138 دولة تصادق على الاعتراف بدولة فلسطين ــ وأسرائيل: تعتبره رساله تحذير لها!!

صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة ، الليلة على الاعتراف بفلسطين دولة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة، إذ ، صوتت 138 دولة لصالح تغيير صفة فلسطين من صفة مراقب إلى دولة مراقبة غير عضو في المنظمة الدولية. وصوتت ضد القرار 9 دول، بينما امتنعت 41 دولة عن التصويت.

وقد صوتت لصالح القرار 17 دولة أوروبية على الأقل، منها النمسا وفرنسا وايطاليا والنرويج واسبانيا. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد بذل الكثير من الجهد لإقناع الدول الأوروبية بالتصويت لصالح رفع صفة فلسطين في الأمم المتحدة. ولكن بريطانيا وألمانيا وغيرهما امتنعتا عن التصويت.

ولم تعارض القرار من الدول الأوروبية الا جمهورية التشيك التي انضمت في ذلك إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وكندا وبنما وعدد من الجزر الصغيرة في المحيط الهادئ مثل (ناورو) و(بالاو) و(ميكرونيزيا) و(جزر مارشال).

واستقبل الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة نتائج التصويت بإطلاق الألعاب النارية والعياران النارية في الهواء احتفالا.

حماس تعلن تأييد الإعلان الأممي

وقال رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة المقالة إسماعيل هنية في تصريح “نؤيد أي إنجاز سياسي لشعبنا على طريق انتزاع الدولة على قاعدة عدم الاعتراف بالمحتل أو التفريط بثوابتنا الإستراتيجية وحقوقنا الثابتة وفي مقدمتها حق العودة”. لكن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قالت إن قرار منح فلسطين صفة دولة غير عضو في المنظمة الدولية “مؤسف وستنتج عنه نتائج عكسية” لأنه يضع المزيد من العراقيل في طريق السلام.

وقالت كلينتون في كلمة ألقتها بواشنطن “لقد كنا واضحين بأن السلام الذي يستحقه الإسرائيليون والفلسطينيون لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال المفاوضات المباشرة عن طريق يضمن قيام دولتين لشعبين تعيش فيه دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وقابلة للاستمرار جنبا الى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل اليهودية الديمقراطية.

وقالت سوزان رايس المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “سيستفيق الفلسطينيون صباح الغد ليجدوا أن حياتهم لم تتغير عدا اضمحلال آمال تحقيق سلام دائم”.

عباس كفى للعدوان والاستيطان وكفى للاحتلال

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ألقى خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة طالب فيه المجتمع الدولي بالاعتراف بفلسطين كعضو مراقب غير كامل العضوية في الأمم المتحدة. وقال محمود عباس في كلمته “لسنا هنا لإلغاء شرعية دولة قائمة هي إسرائيل بل لتأكيد شرعية دولة يجب ان تقام هي فلسطين”.

وأضاف عباس أن “العالم مطالب اليوم بتسجيل نقلة هامة في مسيرة تصحيح الظلم التاريخي الذي الحق بالشعب الفلسطيني”. مشيرا إلى أن “الجمعية العامة مطالبة اليوم بإصدار شهادة ميلاد دولة فلسطين”. وشدد عباس على أن الفلسطينيين لن يقبلوا إلا بدولة عاصمتها القدس وعلى وفق حدود عام 1967.

وأشار خلال تقديم طلب قبول فلسطين دولة غير عضو للمنظمة الأممية ان العدوان الإسرائيلي الأخير على شعبنا أكد على ضرورة انتهاء الاحتلال. وقال الرئيس لقد حانت اللحظة كي يقول العالم بوضوح: كفى للعدوان والاستيطان والاحتلال.

وأضاف :” سنواصل المقاومة الشعبية السلمية وسننهي الانقسام وسننجز المصالحة. وأضاف إن شعبنا لن يتنازل عن حقوقه الوطنية الثابتة”.

وقال الرئيس الفلسطيني إن العالم مطالب اليوم بأن يسجل نقلة هامة في مسيرة تصحيح الظلم التاريخي الذي ألحق بالشعب الفلسطيني منذ النكبة. وأضاف الرئيس الفلسطيني أن كل صوت يؤيد مسعانا اليوم هو صوت نوعي وشجاع.

وأكد محمود عباس أن فلسطين ستتمسك على الدوام باحترام ميثاق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني والحريات

هآرتس: الاعتراف بدولة فلسطين رسالة تحذير لإسرائيل

اعتبرت صحيفة هآرتس أن الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، الليلة، هو بمثابة رسالة تحذير عالمية لإسرائيل، تفيد بأن العالم قد مل الاستيطان ورفض السلام، مقابل تأييد وتضامن دوليين مع الشعب الفلسطيني وطموحاته. فالدول الأوروبية الصديقة مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ودول صديقة أخرى مررت عبر تصويتها الليلة رسالة واضحة لإسرائيل مفادها أنه لا تسامح بعد الآن تجاه احتلال الضفة الغربية، وأنه لا ثقة بعد الآن بالتصريحات الإسرائيلية حول اليد الممدودة للسلام والرغبة الإسرائيلية بالتقدم نحو إقامة دولة فلسطينية.

وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي تنافس فيه المسئولون الإسرائيليون على الاستخفاف بالتحرك الفلسطيني، إذ لم سيبق مرة أن صدر هذا الكم الهائل، الذي صدر أمس من البيانات الإسرائيلية المستخفة بالتحرك الفلسطيني. وكان أبرز هذه البيانات التصريح الذي نقل عن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون وجاء فيه: هذا اليوم هو يوم هزيمة تاريخية للفلسطينيين”، وهو تصريح أعاد للأذهان تصريحات وزير الإعلام العراقي عن النصر في الوقت الذي انطلقت فيه الدبابات الأمريكية تجوب شوارع بغداد.

ومضت الصحيفة تقول إن الانهيار السياسي والهزيمة الدبلوماسية المهينة التي منيت بها إسرائيل الليلة، هي نتيجة لسياسة مثابرة قادها رئيس الحكومة نتنياهو. وقد كانت بدايتها برفضه الاعتراف بحل الدولتين، وكان ألقى خطابه في بار إيلان، تحت الضغوط الأمريكية، وهو كمن مسه شيء من الجان . صحيح أنه تحدث عن الدولة الفلسطينية لكنه لم يطرح الموضوع للتصويت عليه في الحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو هرب لاحقا من كل مبادرة سياسية عرضت عليه. فقد رفض البت في القضايا الجوهرية للصراع والحل الدائم له. أضاع الوقت عبر إطلاق الذرائع والحجج الواعية، وامتنع عن تقديم خطة سياسية للفلسطينيين وللدول الصديقة لإسرائيل. وفي غياب المبادرة السياسية انجر نتنياهو، ومعه الدولة كلها، إلى التصويت في الأمم المتحدة، جرا، كمن وضع في كيس، وفق التعبير الذي اعتاد شارون استخدامه بلهجة ساخرة.

لقد فشل نتنياهو، الذي تفاخر بتجنيد العالم ضد مشروع الذرة الإيراني، وبتجنيد الدعم الأمريكي للحملة العسكرية على غزة، فشل في إقناع الفلسطينيين والمجتمع الدولي بأنه جاد وصادق في مساعيه السلمية. غالبية زعماء العالم لا يصدقونه ويلقون عليه بالمسئولية عن الجمود السياسي.

ومع أن ادعاءات نتنياهو وليبرمان أن النصر الفلسطيني هو رمزي لا يغير شيئا، لن تقنع أحدا إلا أن فشله الذريع هذا سيبقى يتيما. لن يتحمل رئيس الحكومة المسئولية، ومثله سيتصرف وزير الخارجية، الذي دفعت حملته التحريضية ضد عباس المزيد من الدول لتأييد التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة.

نتنياهو يتهم الفلسطينيين بخرق الاتفاقيات ويحيموفتش تعارض القرار

استبق رئيس الحكومة الإسرائيلية، الليلة قرار التصويت على الطلب الفلسطيني برفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة من مكانة مراقب إلى دولة غير كاملة العضوية، بالقول إن القرار لن يغير شيئا على أرض الواقع، وأن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين تمر بين رام الله والقدس وليس من خلال قرارات أحادية الجانب في الأمم المتحدة.

وادعى نتنياهو في بيان صادر عن مكتبة أمس أن التحرك الفلسطيني يعني خرق الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وأن إسرائيل سترد على هذا الأمر. وزعم نتنياهو أنه لن يسمح بقيام دولة إرهاب إيرانية على حدود إسرائيل.

وانضمت زعيمة حزب العمل إلى انتقاد القرار الدولي معتبرة أنه قرار سيء، سبقه خطاب قاس مليء بالافتراءات وتزوير التاريخ.

ووصفت يحيموفتيش القرار بأنه “قرار أحادي الجانب، يمس بالطريق الوحيد التي يجب اتباعها وهي المفاوضات المسئولة. وقالت : “إن قرار الأمم المتحدة جاء على أثر الجمود السياسي المتواصل، وهو يثبت أنه على إسرائيل أن تتحكم بالعملية السياسية، وألا تضطر لامتصاص وتلقي أضرار لا نسيطر عليها”.

واعتبرت يحيموفيتش أن على نتنياهو أن يسأل نفسه، وأن يسأل شريكه ليبرمان كيف منيت إسرائيل، أثناء “ورديته” بهذه الهزيمة، وكيف كان هو وليبرمان من أعطيا هذه الهدية للفلسطينيين وحتى في يوم تاريخي مثل هذا اليوم.

وخلصت يحيموفيتش على القول آن الأوان الآن لوقف رفع أسنة اللهب، حتى لا نزيد من قوة الإنجاز المضر الذي حققه الفلسطينيون

 

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *