سفير أسرائيل في واشنطن يكشف: بوش تحدث مع شارون في 2005 عن إسقاط الأسد فرد بأنه … «شيطان نعرفه»

أكد سفير اسرائيل السابق في واشنطن إيتمار رابينوفيتش ورئيس الوفد الإسرائيلي للمفاوضات مع سورية أيام حكومة اسحق رابين ان اسرائيل تبنت قرارا واضحا يقضي بعدم التدخل باي شكل من الاشكال في الحرب الاهلية الدائرة حاليا في سورية على افتراض ان بشار الاسد سيزول وبالتالي فان ايران ستفقد اهم حليف لها في المنطقة، مشددا على ان اسرائيل تمتنع عن تقديم المساعدات الانسانية للمعارضة السورية.

ولم يستبعد رابينوفيتش في حديث صحفي تفكك الدولة السورية وصعود نظام لا يستطيع الصمود وبالتالي اندلاع سلسلة من الثورات والانقلابات، مشيرا الى ان اسرائيل لها مصلحة في الاستقرار. وقال ان «اسرائيل لا تريد ان تشاهد العناصر السلفية او الاسلامية تسيطر على النظام السوري» مضيفا ان الاميركيين يبذلون جهودا من اجل ضمان الانتقال الى وضع مستقر ومتين.
ووصف الرئيس المصري محمد مرسي انه مناور ويحرص على احتواء اي تدهور في العلاقات مع اسرائيل، فيما اعتبر تداعيات قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المضي لطلب دولة غير عضو في الأمم المتحدة ما زالت مجهولة.

 
وفي ما يلي نص اللقاء:

لماذا اسرائيل معنية باستمرار حكم بشار الاسد وتضغط على الغرب والولايات المتحدة من اجل عدم التدخل لوقف المجازر في سورية؟
– على فكرة صحيفة «الشرق الاوسط» نشرت اخيرا امورا عكسية وكتبت ان اسرائيل تستغل تسخين الموقف في هضبة الجولان استعدادا للتدخل العسكري من اجل اسقاط بشار الاسد. في الواقع ان هذين الاتجاهين المتطرفين الاول يقول ان اسرائيل ترغب في مواصلة نظام حكم الاسد وثانيا انها مستعدة للتدخل لاسقاطه وكل هذه المواقف غير صحيحة لان اسرائيل كان لها توجه مزدوج بالنسبة لنظام الاسد في سورية اجمالا (الاب والابن)، وفي كل الاحوال عندما ثارت الثورة ضد النظام اولا على نطاق تظاهرات محدودة وتحولت الثورة الى حرب اهلية فان الموقف الحازم الاسرائيلي هو يقضي بعدم التدخل.
من اين تنبع ازدواجية المعايير؟

في عام 2005 الرئيس جورج بوش الذي لم يحب الاسد قط بسبب دور بشار الاسد في العراق والتمرد السني ضد الولايات المتحدة، تحدث مع ارييل شارون لبحث امكانية اسقاط الاسد. حينها قال له شارون ان بشار هو شيطان معروف، اعرف انه شيطان لكن من ناحية ثانية نحن نعرفه، ومعه في نوع من التعايش اذا اردته. صحيح سورية تعمل ضد اسرائيل خاصة عن طريق لبنان والمنظمات الفلسطينية، وصحيح ان سورية هي القاعدة الامامية لايران، ولكن سورية في الوقت نفسه تحتفظ وتحترم فض الارتباط منذ عام 1974 وهناك هدوء على الحدود مع سورية في منطقة الجولان. بالمقابل كان الافتراض ان الخيار الوحيد البديل للنظام الاسدي يتمثل بالاخوان المسلمين، لان الثوران على النظام كان بين 1979 و1982 متمثلا بتمرد الاخوان المسلمين في حماه وغيرها، ولاقت قمعا شديدا. والذي كان يقصده شارون انه اذا اراد بوش اسقاط الاسد قد تحصل على نظام راديكالي من الاسلامين في دمشق.
في العام 2006 كان تحول في التعامل مع بشار الاسد بسبب حرب لبنان الثانية وكان الشعور في اسرائيل ان تحالف ايران سورية حزب الله يضر اسرائيل ضررا كبيرا. وفي عام 2007 عندما تم كشف المفاعل النووي الذي بناه بشار الاسد في شمال شرق سورية بالتعاون مع كوريا الشمالية، فهذا اثار الشعور في اسرائيل ان هذا الشخص ليس له رأي ولا تفكير وهو قادر على القيام باعمال متطرفة جدا.
في كل الاحوال استنتاج ايهود اولمرت الذي كان رئيسا للوزراء كان انه رغم كل ذلك يجدر محاولة التوصل الى تسوية مع بشار الاسد انطلاقا من الافتراض ان انجع طريقة لبدء تقويض الجدار الايراني هو اخذ اللبنة السورية.
منذ فبراير 2007 حتى ديسمبر 2008 بوساطة تركية قام بالتفاوض مع بشار. هذه السياسة وضع حد لها مع تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو حيث اعلن الاخير جهارة انه يرفض بتاتا اي احتمال للانسحاب من الجولان، وقبل بضعة اسابيع نشر الصحافي الاسرائيلي شمعون شيفر سبقا صحافيا انه بوساطة اميركية من قبل الديبلوماسيين الاميركيين دنيس روس وفريد هوف تمت مفاوضات تمهيدية بين حكومة نتنياهو
وبين نظام الاسد، وهذه المفاوضات استمرت حتى اندلاع اعمال الشغب في مارس 2011.
امر اجراء المفاوضات تم تأكيده من قبل الاحتياطي مايك هرتسوغ الذي كان رئيس الطاقم العسكري التابع لوزير الدفاع ايهود باراك. من الصعب علي ان اقيم واقدر مدى جدية هذه المفاوضات المسبقة على الاقل من وجهة نظر رئيس الوزراء نتنياهو، ولكن نعلم انه منذ انطلاقة العملية السلمية في 1991 في ما يسمى بعملية مدريد معظم الحكومات الاسرائيلية تناورت والتفت بين المسارين الفلسطيني والسوري.
(اخر مرة لما حضرت عملية الترجمة الفورية للانكليزية والعربية والعبرية عندما التقيت مع ايهود باراك مع السيد حكمت شهابي الذي كان رئيس اركان الجيش السوري في حينه ووصل الى المفاوضات مع بثينة شعبان في ديسمبر العام 1994 استصعبت شعبان ترجمة المصطلح السوري بنية القوة (قوام الجيش) وفي المصطلح المصري نظام المعركة وكان علي ان اساعد بثينة شعبان وان اقدم لها المصطلح السوري كما يقال في سورية وعندها نظر حكمت شهابي للوثاق السورية وكان مطلعا على المصطلحات السورية) وقد اطلت في الحديث لاشرح ازدواجية المعايير الاسرائيلية، بمعنى من ناحية هناك نظام يضرنا ومن ناحية ثانية هناك فوائد معينة لهذا النظام وفي احتمال للتوصل معه الى تسوية سياسية.
كل هذا الموقف تغير بعد شهر مارس عام 2011 بعدة اسابيع عندما اتضح ان النظام غير قادر على قمع الثورة، والاستنتاج الاسرائيلي كان ان هذا النظام حكم عليه بالزوال، وحاليا في هذه المرحلة وما دامت الحرب الاهلية مستمرة وعدم وضوح اي نوع من النظام سيستبدل بالنظام الحالي، فان احتمال اجراء المفاوضات غير موجود.
آنياً تبنت اسرائيل قرارا واضحا يقضي بعدم التدخل باي شكل من الاشكال في الحرب الاهلية بسبب ان الفرضية الاسرائيلية هي ان بشار الاسد سيزول، وهناك فائدة بان ايران ستفقد اهم حليف لها في المنطقة، والجسر من اجل الوصول الى حزب الله في لبنان. ولكن اسرائيل تدرك انه في حال قدمت اي نوع من المساعدة الاسرائيلية للمعارضة افتراضا انها ستقبل بها، حينها ستقدم شيئا عمليا لبشار، لان الاخير ادعى من اليوم الاول ان هذا التمرد ليس حقيقيا واصليا وشعبيا وانما مؤمراة خارجية تدفع بها اسرائيل والولايات المتحدة. ومن هنا فان اي مؤشر على مساعدة اسرائيلية للمعارضة كان سيخدم الدعاية للنظام، لهذا السبب تمتنع اسرائيل عن تقديم او عرض المساعدات الانسانية.

بعد مرور عام ونصف العام على المعارك داخل سورية باعتقادك الى اين تسير الاوضاع هناك؟
– لا نعرف. وكما قلت فان مصير النظام محتوم ولكن لا استبعد انه في مرحلة ما النواة الصلبة للنظام اي الطائفة العلوية ستنسحب وتتراجع الى جبال العلويين وتتحصن هناك دفاعا عن نفسها. خوفا من ارتكاب مجازر. نعلم ايضا ان الاكراد في شمال شرق البلد يشكلون 10 في المئة من مجمل عدد السكان اي نحو مليوني شخص لهم تطلعات بالاستقلال. ومن هنا لا استبعد في مرحلة ما سنشهد تفكك الدولة السورية بالاضافة قد نشهد صعود نظام لا يستطيع الصمود وبالتالي سنرى سلسلة من الثورات والانقلابات كما شهدت سورية منذ عام 49 حتى العام 70. وهنا اقول ان اسرائيل لها مصلحة في الاستقرار لاننا لا نود ان نرى على حدودنا الفوضى وعدم استقرار. واسرائيل لا تريد ان تشاهد العناصر السلفية او الاسلامية تسيطر على النظام او حالة من عدم،الاستقرار او الفوضى في جنوب سورية، قد تؤدي الى مشهد مماثل لما تشهده الحدود مع مصر في منطقة سيناء. هنالك احتمال وانا اؤمن بان الولايات المتحدة تعكف على هذا الاحتمال بان الربط بين اجزاء المعارضة وبين عناصر موجودة حاليا اصلا في قلب النظام، الولايات المتحدة تعلمت درسا من الحالة العراقية. بعد احتلال العراق العام 2003 كانت سياسة مناوئة للبعثثة (نظام البعث) وتفكيك الانظمة الامنية والجيش والجهاز الحكومي. حينها سادت الفوضى وكلفت الولايات المتحدة سنين طويلة. ايضا التجربة الليبية ليست مشجعة. واعلم ان الاميركيين يبذلون مجهودا من اجل ضمان ائتلاف سيضمن الانتقال الى الوضع المستقر والمتين.
وماذا عن اتفاق المعارضة في الدوحة؟
– ما جرى في الدوحة اخيرا هو محاولة لتمتين وتكثيف المعارضة. انا اتحدث ليس فقط عن هذا الامر وانما الربط بين المعارضة واجزاء وعناصر في النظام نفسه.
بعد انتخاب الرئيس باراك اوباما مرة ثانية، هل سنشهد تحركا ضد بشار الاسد ودفعه للتنحي باسرع ما يمكن؟
– انا على قناعة بانه في اعقاب الانتخابات الاميركية سنشاهد سياسية اميركية حثيثة اكثر. في الاشهر التي سبقت الانتخابات كانت ادارة اوباما تسير بحذر شديد ورفضت اي خطوات قد تقترب من التدخل العسكري مثل اعلان مناطق حظر جوي كما كان في العراق في عهد صدام حسين. وكان التفكير السياسي لاوباما الا ينظر الناس الي كاحد يدفع الولايات المتحدة باتجاه تدخل عسكري ثالث في الشرق الاوسط. ولكن حاليا هذا التفكير غير موجود والمخاوف من فوضى في المشهد السوري بل الشعور بانه كلما مر الوقت كلما تعززت العناصر الجهادية التي قد تنال من سورية، فانا على اعتقاد اننا سنشهد فعلا سياسة اميركية اكثر تكثيفا وحثيثة.
كشف وزير الدفاع البريطاني في صحيفة «الغارديان» عن خطة بريطانية للتدخل في سورية؟
– لا توجد علاقة بين القضيتين.
الاوضاع على الحدود السورية – الاسرائيلية متوترة ووقع تبادل اطلاق نار. هل هي رصاصات طائشة اما هي مفتعلة من النظام السوري؟
– لا نعلم. ربما اننا نتحدث عن قضية موضوعية. او كنتيجة غير مباشرة للقتال مع المتمردين وكان هذا القتال قريبا جدا من خط وقف اطلاق النار. ربما كانت قيادات محلية بادرت الى ذلك.وربما هنالك محاولة من النظام لصرف الانظار وتحويل حرب اهلية داخلية الى صراع آخر اسرائيلي – عربي قد يخرج منه النظام ببياض الوجه. انا اطرح هذه الفرضية ولكن هي اقل امكانا لان هذا النظام ارتكب الاخطاء. ولكن حتى في حساب مصالحه فسيعود عليه بخطأ فادح.
ما انعكاسات سقوط الاسد على المنطقة وخاصة ايران و«حماس»؟
– في هذه القضية المتعلقة بالعلاقات بين ايران والنظام السوري هناك امران من ناحية الحرب الاهلية داخل سورية وقمع السكان السنة من قبل النظام العلوي وهي طائفة منبثقة عن الشيعة بدعم ايران و«حزب الله». وهذا يثير غضبا عارما في كافة ارجاء العالم العربي تجاه هذه السياسة وبنفس الوقت صعود الاخوان المسلمين الى سدة الحكم في مصر. تعلمون ان «حماس» هي الفرع الفلسطيني للاخوان المسلمين. و»حماس» غزة هي تحت سيطرة الاخوان المسلمين ومن هنا كان تحويل التاكيد الحمساوي من سورية وايران تجاه مصر. واستثمار ايران في قطاع غزة يتم حاليا من قبل جهات اخرى مثل «الجهاد الاسلامي» لا في «حماس».
باعتبارك سفيرا سابقا في الولايات المتحدة، كيف سيكون شكل العلاقة بين اسرائيل واميركا على ضوء فوز اوباما؟
– طبعا هناك رواسب شخصية بين اوباما ونتنياهو ولكن العلاقات البينية جيدة وشخصيا لا اعتقد بان اوباما سيبذل جهدا كبيرا في تصفية الحسابات. واعتقد انه بعكس الفترة الاولى التي كان خلالها في البيت الابيض، فان التاكيد على القضية الفلسطينية لن ياخذ هذا القدر من الاهمية واول قضية هي داخلية اقتصادية وهنالك في الشرق الاوسط العديد من المشاكل. ذكرنا سورية وما يسمى بالقنبلة الموقوته الايرانية وقضية العلاقات مع مصر التي تحدث عنها اوباما وهو ان مرسي ليس عدوا ولكن ليس صديقا. ولكن السؤال يدور حول مجمل العلاقة مع الانظمة الاسلامية وهي من ابرز نتائج الربيع العربي وطبعا هناك القضية الفلسطينية ولكن ليست مطروحة بهذه القوة كما كانت في بداية عهد اوباما.
برأيك ما هي تداعيات قرار الفلسطينيين بالتوجه الى الامم المتحدة؟
– تداعيات قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس او السلطة الفلسطينية في المضي لطلب دولة غير عضو في الأمم المتحدة ما زالت مجهولة. في الوقت الحاضر من الواضح ان نتنياهو قرر الرد بضبط النفس. لا أراهن على أن هذا التوجه سيستمر في المستقبل.
ماذا بخصوص الحرب الاسرائيلية على غزة؟
– قرار الخروج إلى عملية عسكرية في غزة لم ينبع من اعتبارات متعلقة بالانتخابات «بالمفهوم الضيق للكلمة». كان ينبغي على «حماس» أن تأخذ بعين الاعتبار عندما قررت المضي في سياسة التصعيد، أنه ما من حكومة إسرائيلية تستطيع أن تقبل إطلاق نار مستمرا على التجمعات السكنية في الجنوب، خاصة شهرين قبل الانتخابات.
نحن مقبلون على انتخابات في اسرائيل والاحزاب الاسرائيلية لا تدرج قضية السلام مع الفلسطينيين؟
– كلا. يجب ان ننتظر قرار ايهود اولمرت بالنسبة لمشاركته من عدمه في الانتخابات. واذا قرر خلال الايام القريبة انه سيترشح في الانتخابات فان برنامجه الاساسي يتعلق بالعملية السلمية، حينها الصراع الاساسي في الانتخابات سيتم بينه وبين نتنياهو، وبالتاكيد القضية الفلسطينية ستعود تحتل المشهد الاساسي. اما اذا اخفق اولمرت وليفني في الترشح، فالتنافس الاساسي سيتم بين نتنياهو ورئيسة حزب العمل شيلى يحيموفيتش والقضية الاساسية ستكون اقتصادية اجتماعية وشيلي قلبت برنامج حزب العمل راسا على عقب وهذا الحزب كان يرفق بيرق دعم التسوية السياسة. وفي عهد شارون انتقل هذا البيرق الى حزب كاديما وخاصة بعد احتجاج بخصوص ثورة «الكوتج» اكتشفت رئيسة حزب العمل بعد هذه الثورة ان رفع والتلويح بالبيرق الاجتماعي والاقتصادي دفع بمكانتها قريبا جدا من نتنياهو. ومن هنا سياستها المقررة انه على الاقل حتى موعد الانتخابات هي لا تبعد الناخبين اليمينيين من خلال الحديث على القضايا السياسية، ومن هنا لا نسمع كثير عن القضية الفلسطينية.
هل انت قلق من حكم الاخوان المسلمين في مصر؟
– انطباعي هو ان القضية الاسرائيلية شأنها شأن غيرها من المسائل. الرئيس مرسي يناور. من جهة له ايديولوجيات الحزب ومن ناحية ثانية هو بحاجة للاهتمام ويخدم مصالح دولة. يريد تامين احتياجات 85 مليون مصري ويحافظ على العلاقات مع الولايات المتحدة. ويتسلم المساعدات من العربية السعودية ودول الخليج ويجب ان يحرص على احتواء اي تدهور في العلاقات مع اسرائيل.
وفي ما يتعلق باسرائيل فان خياره هو الحفاظ على ادنى علاقة عبر القنوات الامنية دون ان يتدخل شخصيا بهذه العلاقة.
هناك تغييرات جذرية في الشرق الاوسط كيف ترى قضية «الربيع العربي» وانعكاساته على اسرائيل؟
– انا افصل بين المدي البعيد والقريب. في المدى البعيد دمقرطة العالم العربي تشكل مصلحة اسرائيلية لان حل السلام الدائم الثابت سيتم فقط عبر الانظمة الديموقراطية. سلام التسعينات كان سلام الحكم الاستبدادي وكانت السياسة الاسرائيلية تقول بعدم التدخل في طبيعة الانظمة في الدول المجاورة وتتفاوض معه في سدة الحكم. بالنتيجة تم التوقيع على اتفاقيات واحترامها ولكن بغياب قاعدة دعم شعبية.
نلاحظ عاماً بعد عام ان اليمين الاسرائيلي ينمو مثل وزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي اصبح تيارا مركزيا وتحالفاً مع نتنياهو الذي يطرح افكارا وقوانين عنصرية تجعل من امكانية الحل او المفاوضات معقدة؟
– صحيح ان اليمين في اسرائيل يتعزز ويتقوى. ولكن يجب ان ننتبه الى تفصيلات الامور الدقيقة. مثلا العام 2006 فاز اولمرت في الانتخابات وكان برنامجه التراجع، بمعنى مواصلة الانسحاب احادي الجانب من الضفة الغربية كما فعل شارون في حينه في غزة، على هذا البرنامج انتخب اولمرت في العام 2006. في عام 2009 اكبر الكتل كانت «كاديما» برئاسة تسيبي ليفني وكان لها صوت واحد اكبر من نتنياهو ولكن دون شك بعد حرب لبنان وبتاثير الحرب والخوف من ايران فان الجمهور الاسرائيلي انحرف نحو اليمين. مع ذلك لماذا قام نتنياهو بالدمج مع ليبرمان؟ لانه لا ينظر الى الانتخابات المقبلة وهو واثق تماما من نفسه. اذا كان للكتلة اليسارية مرشح قد يصبح رئيس وزراء لكانت حظوظه جيدة للانتصار والتغلب على نتنياهو في الانتخابات المقبلة ولكن اليسار الوسط حاليا مقسم بين 3 و4 مجموعات لها قيادات لا ينظر اليها على انها قادرة ان تصبح في رئاسة الوزراء. ومن هنا تاتي اهمية قرار اولمرت لانه ينظر اليه على انه قادر ان يصبح فعلا رئيس وزراء

* الرأي

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *