مصادر “خاصة” : الأسد أفشل انقلابا بقيادة عميد في القصر… وعطل حكومة بقيادة ” وليد المعلم”!

توقيت هروب أو اختفاء الناطق باسم الخارجية السورية” جهاد مقدسي” له معنى، وهو “الكود السري: لما كان مُخطط له. ولكن قبل الدخول في التفاصيل علينا أن نعرف بأن جهاد مقدسي كان ناطقا باسم السفارة السورية في لندن. وسُحب لدمشق ليصبح مدير دائرة الإعلام الخارجي بالوكالة. والرجل كان مقربا جدا من الاستخبارات البريطانية التي نجحت في تجنيده وتدريبه سرا. وكان كلما زار بيروت أسبوعيا يلتقي سرا مع البريطانيين ويتفق معهم على إشارات وعبارات معينة، وهو ما اعترضت عليه الخارجية السورية والسلطات هناك بأنه “يخرج عن النص”. والحقيقة كان الرجل يمارس تجسسه على بلده على الهواء مباشرة. فلقد أختفى جهاد مقدسي منذ يوم الجمعة وأغلق هواتفه ولا يرد عليها حسب المصادر السورية التي توصلت لها ” القوة الثالثة” .ولكن هناك تقارير أكدت بأنه غادر نحو بيروت حيث تقيم عائلته هناك منذ عام تقريبا، ومن هناك غادر نحو بريطانيا. فسارعت السلطات السورية وحسب التقارير لإعفائه من منصبه بتاريخ اختفائه على أنه مطرود من الوظيفة والمهمة، وهي طريقة باتت معروفة في سوريا أخيرا. ولقد استعملت مع رئيس الوزراء الهارب ” حجاب” ومع السفير السوري في العراق” الفارس” واللذان قررا الهروب أيضا وغيرهما. والأثنان انضما الى المعارضة السورية، وأشيع بترتيب قطري مقابل مبالغ خيالية وأقامه دائمة وقصر وضمان عائلي لعقود.

ولكن لماذا أختفى مقدسي الجمعة تحديدا؟

فمقدسي كان على مقربة من غرفة عمليات “لبنان” السرية العاملة بالضد من النظام السوري والمرتبطة بغرفة عمليات إسطنبول، وغرفة عمليات “عمان” وطبعا بأشراف الاستخبارات الأميركية والبريطانية والفرنسية والتركية. وكانت ساعة الحسم هي يوم السبت حيث احتلال المطارات السورية وبتوقيت واحد وعلى رأسها مطار دمشق الدولي، ونزول قوات خاصة فرنسية وبريطانية مباشرة وفرض الأمر الواقع. وخصوصا في المطار القريب لمرقد السيدة” زينب بنت علي بنت أبي طالب” في خطة مزدوجة ( أولها: تأسيس المطار كقاعدة تمويل ورأس حربة وكرة ثلج على الأرض. وثانيا: حماية المرقد المقدس من التجاوز وهي رسالة للعلويين والشيعة وإيران، ويبدو بنصيحة من مراجع شيعة لهم علاقة بالبريطانيين والأميركيين).وكان يفترض بجهاد مقدسي الألحاق بالبريطانيين فورا لتأسيس غرفة إعلامية ولوجستية، ثم ينتقل بعدها لأداره التلفزيون السوري فيعود للخارجية.

فكان اختفاء مقدسي ليلة التحضير للهجوم “الخماسي” الذي أشرفت عليه غرف عمليات لبنان وتركيا والأردن وبالتنسيق مع القوات المعارضة على الأرض وعبر الاجهزة الخاصة للاتصال. وتم حشد حوالي 50 ألف مقاتل لهذه المهمة من المحافظات السورية ومن داخل دمشق. وبالفعل اندفعت القوات على شكل مجموعات ومن محاور عدة للاستيلاء على المطارات ومنع قادة النظام من الهروب، ومن ثم انتقال المعارضة نحو وضع أخر. وكان مقرر أن تعلن المعارضة بالخارج أي “الائتلاف الوطني” حكومة مصغرة لتسيير الأعمال ليكون أخر يوم في عمر النظام السوري الحاكم، وكلها خطوات مباغته وسريعة!.

وهنا لم تستشار روسيا والصين أطلاقا بحجة أن التدخل ليس دوليا، وليس من الدول الغربية، وليس من الناتو ، وبالتالي هي عملية استدعاء من قبل السوريين لهذه الدول، ونداء من قبل المعارضة كان متفق عليها أن يذاع مباشرة ( أي عملية احتيال على روسيا والصين والقانون الدولي والعالم). والهدف عدم أشراك المعارضة المقربة من روسيا والصين وتركها تمارس المعارضة للمعارضة التي أعدت نفسها للحكم.

 وهذا ما حز بنفوس الروس والصينيين الذين أعطوا إشاراتهم وإرشاداتهم للنظام السوري وقبل ساعة الصفر لأفشال المخطط ” البريطاني الأميركي الفرنسي التركي” وبالفعل سارع النظام الذي بوغت بالمعلومات فأنطلق لأهم هدف وهو مطار دمشق لينقذه من السقوط. وبالفعل باشر النظام بعدها بأخذ زمام المبادرة عندما باغت تلك القوات من الحدود اللبنانية حتى مطار دمشق ومدن صغيرة قريبة للمطارات الأخرى. من هنا أرتبك جهاد مقدسي فشعر بأن الخطر قد وصل اليه، وأن المخطط قد فشل، فقرر الهروب أسوة بقادة عسكريين ومدنيين كانوا مكلفين بواجبات أخرى مرتبطة بهذا المخطط…. وكانت تلك الخطة الأولى أي المرحلة الأولى من المخطط!.

 

 انقلاب قصر، ووليد المعلم، ودور سفارة دولة خليجية تدعي الحياد!

المرحلة الثانية من المخطط

المرحلة الثانية كانت وكما هو مخطط، وحال نجاح السيطرة على المطارات وبضمنها مطار دمشق، كانت الخطة نزول قوات كوماندوز وخاصة ” بريطانية وفرنسية وأميركية وتركية وقطرية وأردنية” لتلتحق بقوات أخرى أساسا متسللة في الداخل السوري لتطويق القصر الجمهوري والأماكن الحساسة في العاصمة. وطبعا بعد احتلال التلفزيون السوري. هناك سيعلن (انقلاب القصر بقيادة  عسكري برتبة عميد يعمل داخل القصر الجمهوري وفي مكان حساس، وكان متفق معه على الخطة والإشارة وساعة الصفر). وبعدها يصار الى أدارة مدنية بحكومة أنتقالية سيقودها ( وزير الخارجية وليد المعلم) وهو اختيار أميركي لكي يكون دوره كدور رئيس الوزراء المصري الجنزوري. بعد نجاح الولايات المتحدة من التنسيق مع الوزير وليد المعلم عندما سافر عدة مرات في بداية الأزمة. ولقد صرح حينها وليد المعلم بأنه عُرض عليه مبلغ 100 مليون دولار من قطر مقابل الانشقاق ورفض، وكان التصريح للتمويه، ولإزالة الشكوك وبالاتفاق مع قطر بحيث لم تعلق قطر على تصريحات المعلم في حينها لتعطي للتصريحات مصداقية.

وأبقى المعلم على شخصية دبلوماسية هي التي تدير المفاوضات السرية من العاصمة النمساوية وهو ( السفير السوري في فيينا الصباغ) لأنه مقرب من حلقات النظام، ولا يُشك فيه ،وأنه لن يتغير حتى لو طُرد السفراء السوريين من الدول الأوربية كونه سيبقى ممثل سوريا في  مركز الأمم المتحدة في فيينا  أيضا  وبالتالي يستوجب بقائه ،وهذا ما تم بالفعل عندما طردت الدول الأوربية السفراء السوريين أبقت على الصباغ في فيينا بنفس الحجة القانونية والشرعية، وأن الأطراف النمساوية يعلم باتصالات الصباغ مع الأميركيين. فكان ولازال الصباغ يدير مفاوضات سرية من فيينا مع الأمريكان والبريطانيين وبتكليف وتنسيق وعلم وليد المعلم. بحجة إنقاذ سوريا من الخراب ومن المعارضين الذين ليست لهم خبرة سياسية وأداريه. وكذلك بعلم جهاد مقدسي الذي جاء لمهمة الناطق باسم الخارجية بعلم المعلم، وهم حلقة متوزعه وغير مقتصره على المعلم وصباغ ومقدسي.

ولقد اختير المعلم  بتزكية من الولايات المتحدة، لأنه صديقا للكثير من العاملين في مراكز القرار الأميركية أضافة أنه ليس بعثيا، ولم تلطخ يده بالدماء، ومن الطائفة السنية، لديه علاقات دولية واسعة. والمعلم صديقا لوزراء خارجية قطر وتركيا والأمارات والكويت والمغرب وجميع الدول العربية والأوربية الداعمة للمعارضة السورية. ناهيك أنه وجه معروف محليا وإقليميا ودوليا وليست لديه مشاكل مع جيران سوريا ، ولديه خبرة طويلة جدا في الإدارة والدبلوماسية.

وكان المعلم على تنسيق “سري” عبر أطراف  أخرى مع غرفة العمليات السرية من داخل سفارة بلد خليجي  يدعي الهدوء وعدم الدخول في الملف السوري وفي الأزمات لأنه يراعي موقعه الجغرافي من إيران ولكنه يمارس دورا خطيرا في السر. وتنسيق أخر  مع غرفة أخرى من داخل سفارة دولة أوربية شرقية متحولة الى الاتحاد الأوربي. ناهيك أن بيت السفير الأميركي في دمشق كان ولازال مركز وسنتر الاتصالات والشفرات.

 وفي أخر المطاف

فشل المخطط الغربي – التركي – العربي لحد الآن ولازالت المعارك جارية، ولقد سارعت الولايات المتحدة والغرب لإشغال العالم بملف  السلاح “الكيماوي” للتغطية على فشل الخطة التي كانت من وجهة نظر أمريكا والغرب هي الأنجح وهي الأسهل والأسرع. بحيث أعلن الأمين العام للجامعة العربية بأن سقوط نظام الأسد سيكون بأية لحظة لثقته بالخطة التي أفشلها الجيش السوري. وراحت المعارضة السورية فعطلت مشروع الحكومة الانتقالية. لا بل راح أحد المعارضين ليشغل الإعلام ببالون قديم بأن اللواء عمر سليمان قتل في انفجار دمشق مع آصف شوكت عندما كان يتفاوض على الملف الكيماوي بتكليف أميركي . والهدف هو للتغطية على الفشل الذريع والمخزي. بحيث حتى أبواق من  قناة الجزيرة راحت لتعطي مخطط سير طائرة وهمية بأنها طارت من مطار دمشق وفيها الرئيس السوري وعائلته هاربا من دمشق. وعندما فشلت هذه الدعاية نشروا بأن زوجة الرئيس السوري قد قتلت …الخ من البالونات الفاقعة والتي خدمت النظام السوري كثيرا!.

 ولكن هذا لا يعني انتصار الجيش السوري، ولا يعني نجاة النظام السوري. بل هناك مخططات أخرى وأهمها انقلاب القصر وهي الخطة التي أصبح الغرب يراهن عليها كثيرا. وهناك خطة  جاهزة  وهي شن غارات بمساعدة إسرائيل لضرب قواعد الصواريخ والأماكن الحساسة بحجة تدمير السلاح الكيماوي.

 

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *