فورين بوليسي: دول الخليج تخذل اللاجئين السوريين والأخوان المسلمون يحرمونهم من الخبز

يرى الكاتب مارك لينش في صحيفة فورين بوليسي الأمريكية أن للمجتمع الدولي والولايات المتحدة أعذار كثيرة وراء حذرهما من الاضطلاع بدور أكبر في الحرب السورية الداخلية. ويشير إلى المخاوف التي تثار حول طبيعة المعارضة وما سيترتب لاحقا في حال تسليحها والخوف من الإنزلاق من دور محدود إلى تورط عسكري مباشر مع أهمية الشرعية الدولية الملحة دوما. لكن ما الذي يمكن أن يبرر فشل معالجة الحاجات الإنسانية للعدد المتزايد من اللاجئين السوريين؟

لايمكن لأحد أن يشكك جديا في حجم أزمة اللاجئين السوريين الهائلة، فهناك الآن ما يقارب 465 ألف لاجئ مسجل لدى منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في كل من الأردن ولبنان وتركيا وشمال أفريقيا، دون احتساب العدد الحقيقي الذي يفوق هذه الأرقام نتيجة عزوف اللاجئين عن التسجيل لدى المنظمات الرسمية، ودون الأخذ بأعداد كبيرة من اللاجئين المشردين داخل سوريا وتقدر أعدادهم بمئات الآلاف، يعيش كل هؤلاء في ظروف قاسية داخل وخارج مخيمات اللاجئين.

وعلى غرار ما حصل للاجئين العراقيين أواسط الـ 2000 ات يعيد المجتمع الدولي ما حصل وقتها في عدم الاستجابة للأزمة الإنسانية العاجلة، ومع قدوم فضل الشتاء والبرد القاسي تشير وكالات غوث اللاجئين إلى نقص حاد في تمويلها وعدم تسديد الدول لتعهداتها بالمساعدات الانسانية حيث لم تقدم الدول أكثر من 35% مما تعهدت بتقديمه وطلب هذه المنظمات لقرابة 500 مليون دولار لم تحصل إلا على جزء بسيط منها. وعبرت منظمة الغذاء العالمي أول أمس عن قلقها الكبير من تدهور أوضاع الغذاء داخل سوريا والذي يستفحل مع منه توزيع الغذاء نتيجة تصعيد الصراع في مناطق متزايدة. كما تعبر الدول التي تستضيف اللاجئين عن أعباء اقتصادية واجتماعية كبيرة بسبب تزايد أعداد اللاجئين السوريين لديها وما يترتب على ذلك من تهديد للاستقرار فيها.

فعلى المجتمع الدولي تدارك مضاعفات الأزمة وتخفيف المعاناة الإنسانية الكبيرة وتخصيص موارد كافية للمساعدة في تخفيف تداعيات الأزمة بغض النظر عما يجري على الصعيد السياسي فمساعدة اللاجئين يجب أن تكون أولوية لا تتوقف حسب مجريات الأزمة السياسية والحرب الداخلية في سوريا. ولا تكمن المشكلة هنا في الولايات المتحدة التي قدمت أكبر مشاركة في المساعدات بل في دول الخليج التي لم تدعم أقوالها وتعهداتها اللفظية بالمال، فضلا عن الدول التي تتطوع عادة للمساعدة.

من جانب آخر، كشف موقع المعارض السوري نزار نيوف أن مسلحين من الأخوان المسلمين في سوريا بأوامر من فاروق طيفور بدؤوا بتفكيك مطاحن القمح ونقلها إلى تركيا بعد أن أفرغت هذه المجموعات صوامع الحبوب وباعتها للمخابرات التركية

ويشير موقع الحقيقة، إلى أنه بعد أن أقدمت عصابات”لواء التوحيد” الإجرامية، الجناح العسكري الأخوان المسلمين ، على السيطرة على صوامع الحبوب في محافظة حلب وريفها ونقل محتويتها إلى تركيا، بدأت تفكيك المطاحن الحكومية والخاصة في المدينة ونقلها إلى تركيا أيضا.

في هذا السياق، قالت مصادر ميدانية لـ”الحقيقة” إن عصابات “لواء التوحيد” أقدمت خلال اليومين الماضيين على تفكيك “مطحنة الشهباء” الحكومية ونقلها إلى تركيا أيضا. وتبلغ الطاقة اليومية للمطحنة ، التي جرت عملية توسيع وتحديث لها في العام 2005، حوالي 130 طنا يوميا، أو ما يقارب خمسة آلاف طن شهريا إذا ما جرى استخدامها بطاقتها القصوى وبنظام الوارديات الثلاث.

وكانت “الحقيقة” كشفت الشهر الماضي أن عصابات”لواء التوحيد” ، التي تخضع عمليا لتوجيهات فاروق طيفور، نائب رئيس “الائتلاف” ونائب المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين الإرهابية، أقدمت على نهب عشرات صوامع ومراكز تخزين الحبوب في مدينة حلب وضواحيها ونقل محتوياتها التي قاربت المليون طن من القمح إلى تركيا. وهو ما أكدته لاحقا مجموعة “المحامين الأحرار” المؤيدة للمجلس الوطني السوري المعارض في بيان رسمي. وبعد ذلك أقدمت العصابات نفسها على سرقة حفارات التنقيب عن النفط ونقلها بشاحات ضخمة إلى تركيا أيضا.

هذا الوضع أدى إلى أزمة خانقة في توافر مادة الخبز التي كانت سوريا تتميز من بين بلدان الشرق الأوسط كلها بأنها توفره للسكان ، بمن في ذلك قرابة 600 ألف لاجىء فلسطيني وأكثر من مليون لاجىء عراقي، بسعر زهيد وبأقل من التكلفة بشكل كبير، نتيجة للدعم الذي تتلقاه صناعة الرغيف من الخزينة العامة.

على هذا الصعيد، نقل “تلفزيون الخبر” عن مواطنين في حلب قولهم: ” لا نحصل على الطحين، ولا المازوت الذي نضطر لشرائه بأسعار تفوق السعر المدعوم بأضعاف، كما ان أسعار الخميرة ارتفعت، والتيار الكهربائي ينقطع لفترات طويلة ما يضطرنا للعمل على مولدة التيار الكهربائي، كل هذه العوامل رفعت سعر الخبز”.، فيما قال مواطن آخر” على الرغم من ارتفاع سعر الخبز لأضعاف إلا أننا نحتاجه ونضطر لشرائه، هذا إن وجدناه”، وقال صاحب الفرن ” انقطاع الطحين هو السبب، لا يوجد طحين كاف ومعظم المطاحن أغلقت أبوابها”

.وقال عامل في مطحنة خاصة ” جميع المطاحن في حلب موجودة في مناطق يسيطر عليها مسلحو المعارضة، بعض المطاحن يتحكم بها المسلحون ، حيث يمنعون توزيع الطحين لأسباب مجهولة”.وتابع ” بقية المطاحن لا تحصل على القمح من الصوامع التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة أيضاً”، وذكر مصدر لتلفزيون الخبر أن بعض الصوامع تم إفراغها من القمح وتحويل مخزونها وبيعه، وبعض القمح تم تهريبه إلى تركيا”.وتابع المصدر ” المسلحون يرفضون توزيع القمح للمطاحن بهدف الضغط على السلطات لتحقيق بعض مطالبهم”، دون الإفصاح عن مضمون المطالب.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *