الغارديان: النخبة الاسلامية بمصر غير قادرة على تطبيق العدالة الثورية… وضغوط للتنازلات
أشارت صحيفة “الغارديان” البريطانية إلى أن “المعارضة المصرية التي تجددت قواها ترفض الخضوع لسلطوية الماضي”، لافتا إلى أن “المؤسسات الحكومية في شتى انحاء العالم عادة تحظى بقدر كبير من التأمين ولكن في القاهرة لمس الاحتجاج على مقربة من مقر السلطة وترا حساسا لدى المصريين”.
ولفتت إلى أن “الغالبية العظمى من المصريين على مر العصور نشأوا على أن وجودهم غير مرغوب فيه وغير ذي جدوى بالقرب من اروقة السلطة حيث تتخذ القرارات التي تسير حياتهم”، قائلا: “مصر كانت على مر التاريخ دولة تنظر فيها النخبة الحاكمة الى الشعب على انه كتلة يجب اخضاعها بمزيج من الترغيب والترهيب”، مضيفة: “هذا الاسلوب في الحكم استمر حتى سقوط حسني مبارك اثر موجة عارمة من الاحتجاجات”.
ورأت أن “الاخوان المسلمين الذين تولوا الحكم مؤخرا يريدون الابقاء على نفس الاسلوب السلطوي في الحكم، حيث يعتمدون على الاسلوب الاقصائي ويرفضون التعديية”، مشيرة إلى أن “مرسي، الذي انتخب ديمقراطيا بفارق ضيق للغاية محافظ للغاية، ويمكن وصفه بأي شيء خلاف الديمقراطية، فعلى الرغم من الخطب الثورية عن الثورة وشهدائها، إلا ان نظام مرسي ابقى على الجهاز الامني الذي قتل الثوار بنفس صورته القديمة”.
وكشفت عن أنه “في الايام المئة الاولى من حكم مرسي سجلت 88 حالة من التعذيب على يد الشرطة ادت 34 منها الى الوفاة”، قائلة: “يكفي النظر إلى المكلفين بكتابة الدستور حتى نرى أن مرسي يريد الابقاء على الحكم السلطوي، حيث يمكن القول إن مسودة الدستور تكاد ان يكون قد انفرد بكتابتها مجموعة من الرجال الاسلاميين المحافظين المتقدمين في السن بعد التخلص من الاصوات المعارضة”.
واعتبرت أن “النخبة الاسلامية الحاكمة ليست راغبة او قادرة على تطبيق العدالة الثورية ولن تفتح آلايات السلطة للشعب، وهذا يعني انه بالنسبة للكثيرين، ومن بينهم الملايين الذين صوتوا لمرسي دون ان يشاركوه في فكره السلطوي، لم تتحقق وعود وآمال الثورة، وهذا يعني ان الثورة مستمرة”، لافتة إلى أنه “من الصعب على مرسي والاخوان المسلمين الاستمرار في القول إن الاحتجاجات ليست سوى اعمال تخريب او خيانة خاصة انها تتزايد وتتزامن مع استقالة عدد كبير من المسؤولين والمستشارين الرئاسيين ومع رفض السفراء المصريين في الخارج الاشراف على الاستفتاء على الدستور”.
وقالت: “الزمن تغير والمصريين اصبحوا على اعتاب السلطة بصورة فعلية ورمزية ولا يمكن لأي قوة تتجاهل ذلك ان تبقى لفترة طويلة
“.
الفاينانشال تايمز: ضغوط على مرسي للقيام ببعض التنازلات لتخفيف الأزمة
أشارت صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية إلى أن “الضغوط تزايدت على الرئيس المصري محمد مرسي للقيام ببعض التنازلات لتخفيف الازمة السياسية بعد ان نجمت ليلة من العنف بين مؤيديه ومعارضيه الى مقتل خمسة واصابة 670 شخصا”، لافتة إلى أن “مجلسا من اكبر رجال الدين في مصر طلب من مرسي تعليق العمل بالسلطات الاضافية التي منحها لنفسه الشهر الماضي وان يجري حوارا مع جميع الأفرقاء”.
وأوضحت أن “الاعتراض على القوى الجديدة التي تولاها مرسي وعلى تعامله مع الاحتجاجات والعنف تسبب في موجة من الاستقالات بين مستشاري الرئاسة وكبار المسؤوليين، حيث استقال عصام الامير رئيس التفزيون المصري ورفيق حبيب نائب رئيس حزب العدالة والحرية المنبثق عن الاخوان المسلمين، كما استقال اربعة من مستشاري الرئاسة”.
ونقلت الصحيفة عن مراقب غربي في القاهرة اعتقاده ان “صورة الاخوان المسلمين تضررت ولكن الجميع ارتكبوا اخطاء”، مشيرا إلى أنه “ما زال هناك مخرج من الازمة، وما زال هناك فرصة، وهذه الفرصة لتجنب المزيد من العنف يمكن الحصول عليها بإرجاء الاستفتاء“.