واشنطن تدرج “النصرة” على لائحة الإرهاب وتفرض عقوبات على “الشبيحة”

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، أن “جبهة النصرة” في سوريا هي تسمية جديدة لتنظيم “القاعدة” في العراق، ما يعني إدراجها على لائحة الإرهاب، كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على قياديين اثنين في “جبهة النصرة” تبعاً لقرار وزارة الخارجية .


وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في بيان صحفي، إن الوزارة عدّلت قرار اعتبار تنظيم “القاعدة” في العراق منظمة إرهابية أجنبية، والأمر التنفيذي رقم 13224 ليتضمن تسمية جديدة هي “جبهة النصرة” وكل الطرق التي يمكن أن تكتب بها .

 

 وأوضحت أن نتائج اعتبار “جبهة النصرة” تسمية جديدة لتنظيم “القاعدة” في العراق، تتضمن حظر تزويد أو محاولة تزويد أو التآمر لتزويد مواد دعم وموارد لها، أو إقامة أية معاملات معها، وتجميد جميع ممتلكات ومصالح المنظمة بالولايات المتحدة أو تخضع لسيطرة مواطنين أمريكيين .


وأشارت نولاند إلى أن “جبهة النصرة” أعلنت مسؤوليتها عن نحو 600 هجوم بينها أكثر من 40 هجوماً انتحارياً وعمليات بتفجير عبوات ناسفة وأسلحة صغيرة في مدن كبرى بينها دمشق وحلب ودرعا وحماة وحمص وإدلب ودير الزور . وقالت إن “جبهة النصرة تسعى من خلال هذه الهجمات إلى تصوير نفسها على أنها جزء من المعارضة السورية المشروعة، بينما هي في الواقع، محاولة من القاعدة في العراق لخطف نضالات الشعب السوري لأهدافها الضارة” .


وكانت الوزارة أدرجت زعيم الجبهة الملّقب “أبو دعاء” على لائحة الإرهاب عام ،2011 كما أدرجته الأمم المتحدة على لائحة الإرهاب أيضاً في العام نفسه . وقالت المتحدثة إن “أبو دعاء” أصدر توجيهات استراتيجية إلى أمير “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني أمره فيها ببدء العمليات . وأعلنت الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على القياديين في جبهة النصرة ميسّر علي موسى عبد الله الجبوري، وأنس حسن خطّاب، تبعاً لقرار الخارجية .


كما أعلنت الوزارة فرض عقوبات على “الجيش الشعبي” و”الشبيحة” وقياديين في “الشبيحة”، في إطار العقوبات المفروضة على الحكومة السورية والمتعاملين معها . وقالت إن “هاتين الميليشياتين استخدمهما نظام الأسد في حملة الترهيب والعنف” . وأضافت أن “الجيش الشعبي أنشئ ويتم الحفاظ عليه، بدعم من إيران وحزب الله على نموذج الباسيج الإيرانية التي أثبتت فعاليتها في العنف والترهيب لقمع المعارضين”، وقررت فرض عقوبات على قياديين هما أيمن جابر ومحمد جابر .


في سياق متصل، أعلنت نولاند أن الولايات المتحدة ستبحث خلال اجتماع أصدقاء سوريا في المغرب تقديم دعم إضافي للمعارضة السورية .


من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إن سوريا لم تتخذ أي خطوات جديدة في الأيام الأخيرة تدل على استعدادها لاستخدام السلاح الكيماوي، استناداً إلى تقارير استخباراتية . وأكد “إن المعلومات المخابراتية استقرت في المرحلة الحالية، لم نر أي شيء جديد” . وأضاف “إلا أننا مستمرون بمراقبة الوضع عن كثب لنؤكد لهم بوضوح أنه لا يمكنهم في ظل أي ظرف كان أن يستخدموا الأسلحة الكيماوية ضد شعبهم، ما سيكون له عواقب وخيمة” .


في غضون ذلك، حذّر يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أن الوضع السوري “خطر”، وطالب باتخاذ “تدابير وقائية” في سوريا والدول المجاورة لها . وقال للصحافيين بعد اجتماعه إلى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في بيروت، إنه تحدث مع مضيفه عن الوضع في لبنان، في ظل التطورات الحاصلة في سوريا .

 وأضاف أن “الوضع هناك (في سوريا) خطر ويستدعي اتخاذ تدابير وقائية ليس لسوريا وشعبها فحسب، بل لدول الجوار” . وأشار إلى أنه “مع كل أسبوع وشهر يمر يزداد الوضع خطورة، ويأخذ أبعادا طائفية وإثنية ودينية في هذا الصراع الخطر أصلاً، ما ينعكس على أوضاع اللاجئين السوريين” .


وأشار إلياسون إلى أن الأمم المتحدة تتابع الأحداث بسوريا، “لكن لا يزال علينا العمل مع المشكلة الأساسية والأسباب الجذرية والصعوبات الحالية من أجل إحلال السلام، وهذه الجهود ستستكمل” . وأضاف “هناك اتصالات تجري بيننا وبين ممثلنا الأخضر الإبراهيمي، ونأمل أن نرى تقدماً” .


وصرح وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان بأن فرنسا “لا تنوي التدخل في سوريا”، ورفض تأكيد وجود حاملة الطائرات الفرنسية “شارل ديغول” في المنطقة، وقال إن هذه السفينة “قيد الخدمة” . وأضاف “من الأفضل أن نلزم الحذر بشأن المخاطر التي يمكن أن تحدث” . وتابع “هذه الأسلحة (الكيماوية) مخزنة ونعرف مكانها، الغربيون، فرنسا والولايات المتحدة، يعرفون أين هي مخزنة، وهي لا تستخدم”، موضحاً أنها “محمية حالياً من قوات بشار الأسد” .


وقالت صحيفة “كومرسانت” الروسية إن روسيا تقاوم ضغوط الولايات المتحدة كي تقنع الرئيس السوري بشار الأسد بالاستقالة . وقال التقرير “روسيا لا تعتزم إقناع الزعيم السوري بترك منصبه طواعية”، وأشار إلى سبب يتسم بقدر أكبر من العملية لمقاومة روسيا للضغوط الأمريكية، هو أن “موسكو مقتنعة أن الأسد لن يخرج طواعية” .


وخطا الاتحاد الأوروبي الاثنين، خطوة إضافية باتجاه الائتلاف الوطني السوري المعارض عبر وصفه ب”الممثل الشرعي” للشعب السوري، بعد استقباله رئيسه أحمد معاذ الخطيب . وفي إعلان مشترك، قال الوزراء الأوروبيون ال27 إنهم “يقبلون” “الائتلاف ممثلاً شرعياً للشعب السوري” . وعلى سبيل التسوية، وافق أنصار التحفظ على اعتبار الائتلاف “ممثلاً شرعياً للشعب السوري”، وليس ممثلاً “عن تطلعات الشعب السوري”، كما كان يحصل حتى الآن . وستبحث هذه المسألة في اجتماع مراكش لمجموعة “أصدقاء الشعب السوري” .


وحذر الاتحاد الأوروبي النظام والأطراف الأخرى من مغبّة استخدام الأسلحة الكيميائية . وأعرب في بيان لاجتماع مجلس وزراء خارجيته “عن القلق البالغ إزاء إمكانية استخدام ونقل المواد الكيميائية الأسلحة في سوريا، وذكّر النظام السوري والأطراف الأخرى أنه، في حالة استخدام هذه الأسلحة، فستتم محاسبة المسؤولين عن ذلك” . وأشار إلى أنه لا يزال يشعر بالقلق الشديد من امتداد آثار الأزمة السورية إلى الدول المجاورة، مجدداً التزامه بسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها” .

 

 كما جدد دعمه لجهود الإبراهيمي للتوصل إلى حل سياسي استناداً إلى مبادئ جنيف . وأعلن الاتحاد أنه زاد مساعدته الإنسانية إلى المتضررين من النزاع السوري 30 مليون يورو، ستخصص إلى مليوني شخص في سوريا إضافة إلى نصف مليون فروا من البلاد

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *