مندوب سوريا في الأمم المتحدة: الحوار هو الطريق الوحيد للخروج من الازمة

أشاد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في حديث الى صحيفة “تشرين” السورية، بمواقف روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية المستندة إلى مبادئ القانون الدولي والإدراك التام لحقيقة ما تتعرض له سوريا من استهداف موجه ضد الدولة والشعب والآثار العميقة التي ستترتب عنه في المنطقة والعالم.

وإعتبر الجعفري أن “ما تدعيه بعض الدول من حرص على الشعب السوري ومطالبتها بالتدخل من أجل “حمايته إنسانياً” وتقديم المساعدات الإنسانية له يتعارض تماما مع ما تقوم به هذه الدول من إيواء وتمويل وتسليح للجماعات المسلحة التي تمارس أعمالا إرهابية تمسّ حياة ورفاه السوريين وأمنهم واستقرارهم وتدمر ممتلكاتهم الخاصة والعامة والبنى التحتية ومنجزاتهم التنموية”، لافتا الى أن “فرض بعض الدول إجراءات تقييدية قسرية أحادية لا يعبر عما تدّعيه هذه الدول من حرص على الشعب السوري، فهذه الإجراءات الظالمة تحول دون حصول السوريين على احتياجاتهم الأساسية، ومنها الغاز المنزلي المستخدم في الطهو والوقود المستخدم في التدفئة وتشغيل محطات توليد الطاقة وكذلك الغذاء والدواء ووسائل النقل الجوي والاتصالات”.

وشدد الجعفري على أن “الحكومة السورية تقوم بكل الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها، وهي قادرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وترحب بأي جهد صادق لمساعدتها بهذا الشأن مع التشديد على ضرورة عدم استغلال الجانب الإنساني لأغراض سياسية تدخلية في الشؤون الوطنية السورية”، مؤكدا أنه “على الدول التي تدعي الحرص على الشعب السوري أن توقف أولاً دعمها للجماعات المسلحة وأن ترفع عقوباتها الاقتصادية الظالمة التي تضر بالشعب، وأن تقدم مساعداتها الإنسانية، إن وجدت فعلاً، للشعب السوري عبر آليات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري”.

وأشار الى أن “أمانة الأمم المتحدة محكومة بالتوازنات السياسية العالمية، وهي لا تحظى دائماً بالاستقلالية والحيادية التي يفترض أن تتمتع بهما، كما أن هناك ضغوطاً قوية يتعرض لها مسؤولو الأمم المتحدة، فخلال لقاءاتنا الثنائية نجدهم متفهمين كأشخاص لما يجري ويدعمون الخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية لوقف العنف وإيجاد حلّ سلمي للأزمة، لكنهم سرعان ما يتعرضون لضغوطٍ من الدول التي يتبعون لها بجنسيتهم أو من دول ذات نفوذ، فيضطرون للإدلاء بتصريحات لا تعبر عن قناعتهم أحياناً”.

ورأى الجعفري أن “تغييب سوريا عن اجتماعات جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أدى إلى إضعاف أداء المجموعتين العربية والإسلامية وتراجع الدعم للقضية الفلسطينية، فقد أصبحت هاتان المنظمتان خاضعتين لتأثير البترودولار القطري والسعودي وتركيا، وهذا التأثير يصب أولاً وأخيراً في فلك المصالح الغربية الاستراتيجية المعادية للعرب والمسلمين وللقضية الفلسطينية، ويكفي أن نُذكّر في هذا الصدد بالرفض المستمر داخل المجموعة الغربية لمجرد طلب قبول فلسطين كدولة مراقبة غير عضو، في حين تستخدم هذه المجموعة الغربية نفسها المجموعة العربية لإيذاء سوريا ومصالحها بأي شكل كان في الأمم المتحدة.”

وقال:”إن الأساس في تجاوز هذه الأزمة يتمثل، في رأيي، في إرادة الشعب السوري لحل الأزمة حلاً سورياً وطنياً بعيداً عن أي أجندة خارجية، حلاً يرفض التدخل الخارجي ويلتف حول الوحدة الوطنية ومصونية السيادة وعدم التفريط باستقلالنا واستقلالية قرارنا السياسي. أعتقد بأنه لا يجب أن يعول أحد على الخارج الذي جلب الكوارث والمصائب للعديد من الشعوب والأمم، وها هي ذاكرة الأمم المتحدة حاضرة لكي تُسمع من به صمم.”

وأكد أن الحوار الوطني الشامل بمشاركة كل السوريين هو الطريق الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة وإصلاح الأخطاء المتراكمة على مدى سنين وملء الثغرات البنيوية ومكافحة الفساد والمحسوبيات والمحاباة والاستثمار الأمثل للكفاءات الوطنية في الداخل والخارج وبناء سوريا الجديدة لكل السوريين.

 وأدعو المعارضة الوطنية للانخراط في الحوار الوطني التوافقي، والابتعاد عن توظيف طاقاتها المهمة في خدمة أجندات خارجية لا تريد الخير لسورية ولشعبها أبداً، والمشاركة في صنع مستقبل سورية ونهضتها من كبوتها بما يصون دماء السوريين ويحفظ الوطن سالماً كي نُسلم تلك الأمانة بصورة أفضل للأجيال القادمة

.

Similar Posts

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *