أميركا منزعجة من تركيا بسبب إيران: بيع الذهب مقابل الغاز خرق للعقوبات
أبدت الإدارة الأميركية انزعاجاً شديداً من مبيعات أنقرة المرتفعة من الذهب لإيران، وذلك بسبب اعتقادها أن طهران تقوم بالتهرب من العقوبات الغربية المفروضة عليها عن طريق بيع الغاز الطبيعي لتركيا مقابل ذهبها. وقد وصل الانزعاج الأميركي إلى مرحلة بدأ يهدّد فيها علاقة واشنطن مع أنقرة، ودفع بكل من الكونغرس ووزارة المالية الأميركية إلى السعي لوقف هذه التجارة، بحسب ما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال».
وكان مجلس الشيوخ الأميركي أقرّ، أمس الأول، عقوبات جديدة ضد طهران، تستهدف قطاعات الطاقة والموانئ والنقل البحري وبناء السفن، إضافة إلى بيع المعادن الثمينة إلى إيران، بما في ذلك الذهب.
وبحسب الصحيفة، التي نقلت عن مسؤولين أميركيين، تأتي خطوة مجلس الشيوخ إزاء تركيا بعد أن منح الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الصيف الماضي السلطة لوزارة الخزانة باتخاذ إجراءات ضدّ أي طرف أجنبي يساعد إيران على امتلاك المعادن الثمينة.
وسلطت الصحيفة الضوء على بيانات رسمية صادرة عن وكالة الإحصاءات التركية تشير إلى ارتفاع الصادرات التركية من الذهب عشرة أضعاف عن العام الماضي، حيث بلغ مجموع صادرات الذهب التركي 12 مليار دولار خلال أيلول الماضي مقابل 1.2 مليار دولار خلال العام الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا أقرت الأسبوع الماضي أن هذا الارتفاع السريع لصادراتها من الذهب يرجع إلى المشتريات الإيرانية، حيث تستغل إيران الذهب التركي في تجنب العقوبات الغربية التي أدت إلى تجميد نظامها المصرفي العالمي بشكل كبير.
يُذكر أن إيران تمدّ تركيا بـ18 في المئة من غازها الطبيعي و51 في المئة من نفطها. ومنذ أن أُقرّت العقوبات الأميركية والأوروبية على إيران، كانت أنقرة تدفع لها بالليرة التركية. وبما أن الأخيرة غير قادرة على تحمل تكلفة الشراء في السوق العالمية، يمكن استغلال قدرتها على تغطية مبيع الذهب التركي.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المسألة تُطرح في وقت ليست فيها العلاقة على خط واشنطن – أنقرة على أحسن ما يُرام، موضحة أن الأحداث المحتدمة في الشرق الأوسط، وتحديداً في سوريا وغزة، أرخت بثقلها على تلك العلاقة