ذكرى اعلام الأدب والثقافة
هنالك شعراء وكتاب ابصروا النور وعاشوا في هذه الدنيا ثم رحلوا وغابوا بعد ان اثروا تاريخنا الادبي والثقافي، ابداعا وانتاجا ،ولم يجيدوا الجعجعة او يتقنوا فن العلاقات العامة وتسويق انفسهم في اسواق الادب .وثمة رجال ادب وفكر ظلوا في ذاكرة الناس والتاريخ وانتشر ذكرهم على لسان مختلف الاجيال ، وبرغم كل شيء نبقى مقصرين في حق من رحلوا وارتحلوا الى العالم الاخر مخلفين وراءهم شعرا وادبا وابداعا قراناه ونهلناهم بعدهم لنبدا من حيث انتهوا ،ومن ثم فنحن مقصرون في حق هذا الوطن وتراثه ،ولايزال الكثير ممن تعاطوا الكلمة وعشقوا القلم والكتابة منسيين في ذاكرتنا ودراساتنا ،وهناك اسماء كثيرة تبحث عمن يكتشفها .
ومن الذين رحلوا وغابوا عن الوجود والحياة وساهموا في تطور ادبنا وصياغة هويتنا الثقافية والاجتماعية الحضارية ولم تكتب اية كلمة بحقهم في صحفنا وادبياتنا المحلية ،نذكر على سبيل المثال لا الحصر الاذاعي الكاتب والاديب عرفان ابوحمد الهواري ،الذي عمل الكثير في خدمة مجتمعنا ونهضته العلمية في نواحي الادب والعلم والثقافة واشتهر بكتابه “اعلام من ارض السلام “اضافة الى كتابيه الاجتماعيين ، “صور من الحياة “و”الحديث ذو شجون “،وايضا الكاتب اكرم ابو حنا المولود في قرية الرينة والمتوفى عام 1973 الذي كان من طلائع واوائل القصصيين العرب في هذه البلاد ،وكذلك القاص والمؤرخ توفيق معمر صاحب المؤلفات “المتسلل وقصص اخرى ” و”مذكرات لاجىء”و”بتهون” و”تاريخ الظاهر عمر”،والكاتب المؤرخ محمود كناعنة(1934_1974).
هذا بالاضافة الى الشاعر محمد نجم الناشف من الطيبة ،والشاعر هايل عساقلة من المغار، والشاعر احمد طاهر يونس من عارة ،والشاعر المغاري حمزة نجيب بشير ،والكاتب الكرملي فرحات بيراني ،والشاعر حبيب زيدان شويري من كفر ياسيف ،والمؤرخ والمفكر سليمان بشير، وغير ذلك من الاسماء الشعرية والادبية . لذلك يجب ان نتوخى الدقة والموضوعية حين نؤرخ لحركتنا الثقافية العربية في هذه الديار ،ولتتضافر كل الجهود والطاقات الخيرة للتذكير باعلام ادبنا ،ودفاعا عن ثقافتنا الحقيقية ،والاهتمام اكثر بجذورنا الثقافية القومية ،اذ انه لا يعقل ان تبقى حركة الابداع الفلسطيني في الداخل وكأنها مقتصرة على عدد من الاسماء ،التي تم تسويقها،لا يتجاوز اصابع اليدين.