تقرير عاجل // ..الخلاف بين “حزب الله” و”أنصار الله”: مجرّد اعتراض أم بداية انقلاب؟!
أثار إعلان تنظيم “أنصار الله” فك ارتباطه مع “حزب الله” سياسياً وعسكرياً وأمنيا ضجة في الأوساط السياسية اللبنانية والفلسطينية السياسية والامنية على حد سواء، إذ كا آخر ما يتوقع من “انصار الله” نظرا للارتباط الوثيق مع الحزب الذي شكل داعما ماليا ومظلة سياسية وامنية للتنظيم الفلسطيني الاسلامي الذي انشق مسؤوله العقيد جمال سليمان عن حركة “فتح” قبل عقدين ونيف من الزمن في ذروة المعارك الداخلية.
اللافت في اعلان “انصار الله” انه لم يذكر سببا واحد عن انفصاله عن الحزب وان كان قد حرص على التأكيد على “مواصلة مسيرة الجهاد والمقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني المحتل”، قائلا: “سنبقى انصارا لله وانصارا لجماهير امتنا العربية والاسلامية وهذا عهدنا لكل الأحرار والشرفاء ولكل الحريصين على مصلحة الأمة ورفعتها”.
بعد الاعلان المفاجىء بدأت التأويلات تكثر عن الاسباب الحقيقية الكامنة وراء هذا الانفصال في هذا التوقيت الدقيق بالذات، وقد رجح مسؤول فلسطيني ان يكون السبب ماليا، اذ طلب سليمان من الحزب زيادة رواتب عناصره والموازنة المالية التي تقلصت تدريجيا، فضلا عن الانزعاج الضمني لـ”انصار الله” من الانفتاح الذي ينتهحه “حزب الله” نحو القوى الفلسطينية بعدما حصر علاقته عبره، فلوحظ التواصل مع القوى الاسلامية الاخرى بما فيها “عصبة الانصار” الاسلامية والحركة الاسلامية المجاهدة واللجان الشعبية والاحياء وتقديم مساعدات اجتماعية وخدماتية وصحية كانت كلها محصورة عبر “انصار الله” الذي شكل رديفا فلسطينيا للحزب في المخيمات الفلسطينية وتحديدا في عين الحلوة حيث القوة الاكبر عسكريا وشعبيا له والمية ومية حيث يقيم سليمان بتسهيلات امنية خاصة من الحزب.
وطرح هذا الانفصال تساؤلات حول توقيته في ظل موقف “حزب الله” من احداث سوريا، والتباعد المذهبي السني الشيعي والذي يتواصل بشكل سريع ويكاد يبلغ مداه، وحول الحديث عن تحضيرات عسكرية لمعركة دمشق الكبرى وتأثيرات ذلك على الساحة اللبنانية والطائفتين السنية والشيعية بسبب المواقف المتنافضة من الاحداث في سوريا، متسائلة “هل هو موقف اعتراض ام بداية انقلاب الى المحور الاخر؟”
في المقابل، لم يعلق “حزب الله” على الموضوع، واكتفى بايفاد مسؤول رفيع المستوى الى عين الحلوة ليلتقي بالمسؤول العسكري في “انصار الله” ماهر عويد وسط انزعاج من الطرفين، الحزب للاعلان بهذه الطريقة و”انصار الله” لما سُرّب على شاشة احدى المحطات التلفزيونية من ان “حزب الله” وبخ الحركة بعد ما تبين له ان الصواريخ التي عثر عليها في الجنوب الموجه الى اسرائيل عشية انتهاء حرب غزة كان يقف وراءها “انصار الله” ولان التمويل الذي كان يقدمه الحزب للحركة كان يصرف بشكل فردي وخاص، علما أنّ عويد نفى في تصريح له أن تكون قيادة الحزب هي من سرّبت هذا الخبر كما أشيع عبر وسائل الاعلام