البعث:التيار الأزرق بلبنان ميليشيا إجرامية تفشت إقليميا بزعامة تاجر سلاح
ذكرت “البعث” ان “جبهة النصرة” على القائمة السوداء الأميركية، و”المعارضة السورية” برعاية رعاع حاقدين جهاديين كما استفاقت متأخرة على هذه الحقيقة الخارجية الفرنسية، هل هي بداية انقلاب سيجر معه بقية المواقف الغربية في قراءتها للمشهد السوري كاملاً، أم أنه مجرد انتقال تكتيكي في التعاطي مع واقع التوحش الإجرامي الذي بات الرافعة الرئيسية للصعود بالمعارضة السورية، والمصدر الوحيد لحقنها بالمزيد من الشرعية الزائفة”.
واعتبرت الصحيفة السورية انه “تطور مهم، وقد يكون صاعقاً لأطراف كثيرة قطعت كل مسارات العودة فيما يتعلق بحجم تورطها في الأزمة السورية، وانقلاب غير متوقع قد يضع هذه الأطراف مجتمعة في مواجهة إشكالية مستحيلة لا مجال أمامها لأي تعديل في المواقف، والالتفاف مرة أخرى في أتون عملية شائكة ومعقدة، لن يكون من السهل تبريرها أو تمريرها، للحاق مجدداً بالانعطافة الغربية، غير أن الحذر يبقى قائماً فإن كان الإعلان عن جبهة النصرة مجموعة إرهابية بمثابة رفع غطاء عن الفصيل الأشد شراسة ودموية واتساعاً، والأقوى فاعلية ميدانياً في جسم المعارضة السورية، وإن كانت الإشارة الى جهاديين حاقدين إدانة أخلاقية لمجموعة أولئك الذين يتصدرون شاشات “الجزيرة” و”العربية” و”فرانس24″ على امتداد ساعات البث، ولا ديدن لهم إلا ترويج الأكاذيب عن “جيش حر” يواجه “النظام” بأسلحة بدائية،
فإن الخلاصة الأولية التي يمكن السماح باستنتاجها من الآن هي أن الملك الجديد، الذي احتفل الجميع بتتويجه في الشرق الأوسط، بات نصف عار، وأن الإخوانية الاستبدادية والجهادية التكفيرية، اللتين تعتليان المنصة، بفعل صفقة مريبة وفاسدة، إنما تضعان المنطقة على حافة حروب أهلية مخيفة، وفوضى هدامة خارجة عن السيطرة، وأن الشعب السوري دفع بدمائه طوال عشرين شهراً ثمن الغطرسة الغربية وضريبة الانكار الأطلسي، وأن الصمود السوري، ومبدئية القيادة السورية، وتضحيات جيشنا الباسل، مكنت مجتمعة من الدفاع عن القيم العالية في التعددية والتعايش عندما التزمت حماية سوريا في وجه الظلامية والتطرف والقروسطية”.
اضافت انه “لقد قيض للعالم في أسبوع واحد أن يكشف فاجعة ديموقراطية مزعومة دفعت بطاغية إخواني الى مقعد الرئاسة لتسيل دماء المتظاهرين السلميين أمام قصر الاتحادية، وتتهدد مصر بانفجار سياسي واجتماعي يلامس حدود الحرب الأهلية”، وأن يكتشف أيضاً أن مايسمي نفسه “تياراً أزرق” في لبنان، أصم أسماع العالم بدعاوى مظلوميته، وأعماه بصورته كضحية مؤبدة، إنما هو ميليشيا إجرامية تفشت إقليمياً، بزعامة تاجر سلاح يعتاش على صفقات الدم والموت ويكبر كوحش صغير في أحضان الوهابية السعودية والقطرية، وأن يكتشف ثالثاً أن “مقاتلي الحرية في سوريا” ما هم إلا قتلة محترفون يقتلون التلاميذ في صفوفهم المدرسية بقذائف الهاون، ويفجرون السيارات المفخخة بعشرات المدنيين، أنى تمكنوا من ذلك، وأن هؤلاء مجتمعين هم التحالف الجديد الذي سيقود كامل الشرق الأوسط الى حريتهم الموعودة.. حرية فتاوى التحريم والتحليل على مقاس طموحاتهم السلطوية ومصالحهم السياسية ودرجة تبعيتهم وارتباطهم بالمشيخات والملكيات النفطية”.
وتابعت “البعث”، “خرج الوحش القاعدي الذي أراد له التحالف الوهابي الأطلسي أن يفتك بالقيم العلمانية والمدنية، فإذا به يحيل الشرق الأوسط بمجمله الى بركة دماء يومية، ويجازف بقلب أسس النظام وقواعد السلوكيات العالمية التي كرستها العصور المدنية، لقد سارعت العقلية الاستعمارية لملاقاة الرجعية العربية على أمل مصادرة شعوب المنطقة لدى أقصر مسافة، تعهدت خنق أصوات الأحرار الحقيقيين في ميدان التحرير وشارع الحبيب بورقيبة، لتدفع الى المقدمة بدهماء القرضاوي والغنوشي، ومجندي الظواهري، وتمد “ثوار سوريا” بالسواطير وبنادق البومباكشن ومن ثم بصواريخ ستينغر والأسلحة الكيماوية التكتيكية، لم يتوقع المحافظون في واشنطن قتل سفرائهم، ولم يتسع طيف الأفق الفرنسي البريطاني حساباً لمقاتلين جهاديين سوف يحطون رحالهم أخيراً في مرسيليا ولندن. وكان على سورية وحدها، بنظامها العلماني وإيديولوجيتها القومية أن تدفع بدماء أطفالها ونسائها ومقاتليها، وبإنجازاتها ومنشآتها على امتداد خمسين عاماً، ضريبة فادحة للمراهنات الغربية الفاشلة”.
ورأت ان “الاعتراف المتأخر يبقى إدانة لأصحابه، وأية صحوة لن تعني سوريا إلا إذا اكتملت إلى حدود الاستدارة الكاملة في الموقف، وأية أزمة وعي لا تهمنا إلا إذا كانت بناءة وإيجابية، فسوريا تدافع عن شعبها وكيانها انطلاقاً من قناعاتها الوطنية والقومية. ومثل هكذا لحظة راهنة لا تزيدها إلا اتساعاً، فإن الصمود السوري هو وحده الذي يصنع المتغيرات ويكرس الوقائع الثابتة”.