الخبراء الروس يدخلون على خط المعارك في سوريا ويرجحون كفة النظام
تجمع المعلومات والمصادر على عنف المعارك الدائرة في العاصمة السورية دمشق وريفها كما في محافظة حلب، وتختلف في قراءة حسابات الربح والخسارة كما تتناقض في تفسير مسار العمليات العسكرية ونوعية القتال والفريق القادر على الحسم، في ظل موازين قوى عسكرية وسياسية تراوح بين حدي التأكيد على صمود النظام والاعتبار أن ادخال الاسلحة الكيماوية على خط الأزمة يؤشر الى بداية نهاية النظام من خلال التمهيد لعمل عسكري وامني يعد له الغرب.
غير أن لزوار العاصمة السورية رأي آخر ومشاهدات مختلفة، اذ يؤكدون أن العاصمة دمشق والمقار الحكومية والمؤسسات الامنية المتواجدة فيها ما زالت بعيدة جداً عن الاشتباكات ومحاولات الاقتحام، فضلا عن أن نجاح العملية العسكرية ضد مطار دمشق الدولي التي اعلن عنها “الجيش السوري الحر” غير صحيحة وإن كانت بعض الفصائل المعارضة قد اقتربت منه الى حد كبير وتمكنت من السيطرة المؤقتة على الطريق الدولية المؤدية اليه، إلا أن ذلك لم يدم سوى لبضع ساعات لا أكثر، خصوصاً أن الجيش السوري كان على علم بتفاصيل العملية، كما كان قد أعد الخطط العسكرية اللازمة لمواجهة الوضع المستجد، كما حشد قوات النخبة والحرس الجمهوري في النقاط الحساسة والاستراتيجية. وهذا ما يفسر سرعة سيطرة الجيش النظامي على الوضع معطوفاً على الخسائر البشرية التي وصفها المعارضون أنفسهم بالهائلة، كما ادرجوها في خانة المجازر التي ينفذها النظام ضد معارضيه.
وبمعزل عن التناقض الكبير في وصف المعارك وتوصيف نتائجها، فإن الثابت الأكيد هو نجاح الجيش السوري في إبعاد المسلحين عن مطار دمشق الدولي والطرق المؤدية اليه بدليل عودة حركة الطيران المدني الى طبيعتها، بما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الجهة التي زودت القيادة السورية بالمعلومات الدقيقة عن عملية السيطرة على دمشق ومطارها ومقارها الحكومية والرسمية، فضلا عن الخبراء العسكريين الذين رسموا خطط احباطها بالرغم من حسن تنظيم المسلحين فضلا عن نوعية تسليحهم وتجهيزهم.
ولم تتأخر الاجابة لتأتي على لسان دبلوماسي شرقي ، فكشف عن دور اساسي في ادارة المعارك المتصاعدة على الاراضي السورية للخبراء العسكريين الروس العاملين في قاعدة طرطوس البحرية، كما أكد أن ايران وروسيا وضعتا امكانيات تكنولوجية متقدمة في تصرف الجيش السوري لاسيما على مستوى الاتصالات وتعطيلها وتعقبها، فضلا عن معلومات مصورة من قبل الاقمار الروسية وأجهزة لتحليلها، ويذهب الدبلوماسي إلى حد الجزم بأن روسيا وضعت بتصرف سلاح الاشارة السوري شبكة رادارت متطورة للغاية من نوع “ارتوباز”، مهمتها كشف مصادر الاتصال السلكية واللاسلكية، وتعطيلها اذا لزم الأمر،
وبالتالي تحديد احداثيات المصدر خلال دقيقة واحدة، وهذا ما يفسر عدد الضحايا الكبير لدى المسلحين، وسرعة حسم الجيش السوري لمعركة المطار، كما يفسر السبب الكامن وراء لجوء النظام إلى تعطيل أجهزة الاتصال الرسمية لارغام المسلحين على استخدام الشبكات البديلة أو السرية، اذا ما جاز التعبير، والاعتماد على أجهزة الثريا التي تشكل بدورها هدفا مباشراً للمراقبة والمتابعة من قبل الأجهزة المعنية بحماية الوجود الروسي في المياه الدافئة.
ويرى الدبلوماسي الشرقي أن دخول الخبراء الروس على خط المعارك المباشر دعما للنظام وجيشه وأجهزته الأمنية والعسكرية دفع بـ”الناتو” إلى الموافقة على نشر منظومة الدرع الصاروخي على الحدود السورية التركية، خصوصاً أن القيادات الدولية تدرك جيداً أن هذه الصواريخ موجهة ضد روسيا أكثر مما هي ضد سوريا أو ايران، وبالتالي فانها تشكل رسالة واضحة لموسكو عناونها الدرع الصاروخي مقابل السلاح الكيمائي
.