بيان: الجالية العراقية في فنلندا ( أنقذونا من الفرقة والتناحر!)
بيان صادر عن الاغلبية الصامتة ( المستقلة ) من الجالية العراقية
يعلن عن موقفه ازاء اجواء التوتر السائدة بين ابناء الجالية المقيمة في فنلندا
تابعت الاغلبية الصامتة (المستقلة ) من الجالية العراقية المقيمة في فنلندا باستغراب ودهشة وقلق شديد واستنكار لما آلت اليه حالة ابناء الجالية العراقية في فنلندا ومما تعانيه في الآونة الاخيرة وبشكل ملحوظ جرّاء تفاقم ظاهرة الفرقة والتباعد والقطيعة واستفحال حالة التنافس السلبي بين ابناء الجالية الكريمة لأسباب حزبية في الدرجة الاولى على حساب المصلحة العامة وتسليط روح الغلبة فيما بينها من خلال استئثار روح السيطرة من دعاوي بدوية دون اكتراث للنتائج السلبية التي تفرزها هذه الظاهرة. علماً ان هذه الظاهرة قد برزت دلالاتها في اسوء ظروفها ونموذجها جرّاء مواقف متباينة ولأسباب مختلفة تتمثل بأقلية تنقسم الى تجمعات مؤيدة وموالية لتقارب توجهاتها السياسية وبين تجمعات معارضة لتقاطع مصالحها الحزبية، من جهة، ولفئات كاره او محبة، او ناقمة ومنتقدة، ولديها تبريرها، واغلبية صامتة (مستقلة) تقف على مسافة واحدة من الجميع، من جهة اخرى. جميع هذه الفئات تباينت مواقفها واختلفت في اجواء تسودها التوتر و تتسم بالتشنج ازاء شخصية السفير العراقي لدى فنلندا الاستاذ عبد الكريم طعمة مهدي كعب، وخاصة بعد ترويج اخبار تشيع الى تقديم السفير رسمياً قسم الولاء الى قائمة دولة القانون بعد تخلييه عن حزب الفضيلة.
ان تباين هذه المواقف واختلال توازنها من حيث مدى اقتراب شخصية السفير او ابتعدها عن الامتدادات الفكرية والانتماءات الحزبية التي تمثل توجهات بعض ابناء الجالية ، ولدت حالة من الاحتقان والتنافر لدى الاغلبية بسبب الاعتقادات الخاطئة الموروثة في المزج بين قدسية التمثيل الدبلوماسية كمؤسسة رفيعة تعد صمام امان تستدعي وقفة مشتركة من قبل الجميع للدفاع عنها، وبين قدسية السفير كشخصية تمثيلية على المستوى الرسمي ذات صلاحيات محددة ليس بالضرورة معصومة عن الخطأ وخاصة في قرارات ارتجالية غير مدروسة جلبت الضرر لابناء الجالية العراقية المقيمة في فنلندا كـــ (مذكرة المطار)على سبيل المثال وليس الحصر، يتحمل مسؤوليتها السفير شخصياً وقنصله الاسبق السيد عبد الحفيظ نوري، حيث بموجب هذه المذكرة، اتخذت السلطات الفنلندية مؤخراً قرار سحب وثيقة السفر الممنوحة الى اللاجئين العراقيين من اربعة اشخاص حتى الان على اعتبار انتفاء اسباب اللجوء بدليل سفرهم الى العراق وبمذكرة تأييد صادرة من السفارة العراقية في هلسنكي. ونخشى في القريب العاجل ان نشهد حملات اعادة جماعية وابعاد قسري الى العراق لاعداد كبيرة من ابناء الجالية العراقية بسبب قرارات خاطئة اتخذتها السفارة. ان المواقف هذه ازاء قدسية سفارة جمهورية العراق كمؤسسة رفيعة والخلط بينها وبين شخصية سفير تحوم حولها الشبهات، حسب آراء البعض ، ادت في النهاية كنتيجة حتمية الى خلق اجواء متوترة بين ابناء الجالية التي لم تختلف قط ولم تهدد سابقاً مصير كيانها ووحدته بهذا القدر المؤسف التي اختلفت فيه حول شخصية و السفير عبد الكريم طعمة مهدي كعب الذي بات مصدراً قلقاً يهدد وشائج العيش المشترك لابناء الجالية والمصالح العامة، مما يستدعي التساؤل عن ضروريات استمراره كأسفين ولدواع وجوده!
ومن المؤسف جداً ان نجد ان هذه المواقف قد تجاوزت حدود المعقول واعتبار محاولات انتقاد اداء السفير ومطالبة المتضررين شخصياً من قرارات السفير بتوضيح رسمي عن دواعي قرارته ، تعد بمثابة تجاوز يستحق العقاب ويحل عليه القصاص بشتى السبل، كما يهدد ويلوح بها البعض. كنا نأمل ان نتلمس العفة في الجهود من قبل الجميع بما اختلفوا عليه،و ان تنطلق من مضمون وطني خالص، وليس من احضان المحاباة الحزبية التي كانت سبباً رئيس لتهالك مرحلة جديدة في عمر العراق كان المفترض ان تكون خيرا للجميع. اذ لم نجد حتى الان الجدوى الحقيقية التي تستدعي البعض الى تحشيد كل هذه الحشود وبذل كل هذا الجهود من خلق اجواء متوترة يطغي عليها العامل القبلي والمحاباة العشائرية والحزبية وتغليب المصالح الفئوية على المصلحة العامة.ومما لا شك فيه، ان استمرار هذه الاجواء المتوترة لا تخدم ابداً مشروعنا الاساسي في بناء دولة العدالة والمساواة في ظل دولة المؤسسات والقانون، ولا تجدي نفعاً لامد طويل في التغطية على خروقات مارسها السفير شخصياً او بعض موظفي البعثة التي جلبت الضرر الجسيم لبعض ابناء الجالية من خلال قرارات ارتجالية لا تتسم بالكفاءة والمسؤولية الذي ثبتت بعامل التجربة فشلها الذريع من جهة، وهشاشة دورها التمثيلي رسمياً في حماية مصالح جمهورية العراق، من جهة اخرى. فلا نجد من اعلان السفير ولاءه لدولة القانون امتيازاً او حصانة اضافية يعفيه من المساءلة، ولا تخليه عن حزب الفضيلة تدخل ضمن اهتماماتنا، ما يهمنا نحن جميعا ان يمتاز السفير بالكفاءة المرجوة وان يكون تمثيله للدولة العراقية ومصالحها ومصالح ابناءها بمستوى عال وثوابت لا يختلف عليها اثنين! وان يكون على مسافة واحدة من الجميع بعيداً عن اي منافع حزبية او شخصية. فهل تتفق هذه التطلعات ومطالب ابناء الجالية العراقية على ارض الواقع مع شخصية السيد السفير التي تتوجه ضده اتهامات خطيرة بإدارة ازمات مفتعلة لا تليق بمكانته الدبلوماسية، حيث اقترن اسمه في الاشهر الاخيرة بأزمات تعاني منها البعثة الدبلوماسية العراقية في فنلندا بشكل عام، والتي انعكست بشكل مباشر على ابناء الجسد الواحد بتداعيات خطيرة تهدد ابناء الجسد الواحد على وجه الخصوص.
ففي الوقت الذي نتابع بقلق شديد تداعيات هذه الازمة، ومن داخلها، نعلن نحن الاغلبية الصامتة ( المستقلة ) من الجالية العراقية المقيمة في فنلندا والتي تتضمن اغلبية اطياف المجتمع العراقي بكل غناه الثقافي عن بالغ اسفنا وقلقنا الشديد من استمرار هذه الظاهرة، حيث نقف على مسافة واحدة من الجميع، ندعو ابناء الجالية العراقية المقيمة في فنلندا بكل اطيافها الى:
1. الجلوس الى طاولة الحوار المشترك البنّاء والوقوف امام هذه الظاهرة لغرض تحديد مسبباتها الرئيسة والعمل على معالجتها بما يتوافق مع تطلعات جميع الطوائف بعيداً عن حسابات فئوية او حزبية او وجدانية لا تمت بالحس الوطني باي اعتبارات مسؤولة والتخلي عن روح الغلبة بكل اشكالها القبلية التي تهدد المصلحة العامة.
2. ندعو الجميع الى التمسك بروح المبادرة لفتح منافذ التهدءة والمحافظة على البوصلة التي تحدد اولوياتنا الوطنية وفقاً للواجب الوطني وحرصاً على سمعة العراق ومصالحه العليا ومصالح ابناءه بغض النظر عن انتماءاته الفكرية وامتداداته العرقية وايماناته العقائدية.
3. كما نعلن عن حرصنا الشديد في ممارسة حقوقنا الديمقراطية والتمسك بأبجدياتها الواضحة.
4. نرفض ونحذر من مغبة ان تمارس عمليات التغييب والتغريب الفكري والثقافي والتراثي ضد مكونات ابناء الجالية ومحي وجودهم الغالب ومصادرة حقوقهم التمثيلي بدعاوي قبلية وحزبية والتحدث بالانابة او تمثيلهم زوراً لصالح حسابات مفبركة خاسرة لا تجافي الحقيقة.
5. كما ندعو جميع الاخوة والاخوات من ابناء الجالية العراقية ومنظمات المجتمع المدني العاملة في فنلندا ان تتمسك بحقها الشرعي للمشاركة في الحوار وتمثيل وجودها بإرادة قوية وبدوافع وطنية مخلصة بعيدا عن المحاباة العشائرية او الدينية او القومية بغية الخروج من الازمة بدلالات مرضية لجميع الاطراف.
كما نتوجه بهذا البيان الى فخامة رئيس جمهورية العراق الاستاذ جلال الطلباني المحترم ودولة رئيس الوزراء الاستاذ نوري المالكي المحترم، ومعالي رئيس مجلس النواب الاستاذ اسامة النجيفي المحترم ومعالي وزير الخارجية الاستاذ هوشيار زيباري المحترم وانطلاقاً من باب المسؤولية التي نتقاسم حملها جميعها للإطلاع على تداعيات هذه الازمة واتخاذ اجراءات سريعة للحد من تدهور الشأن العراقي في المهجر بشكل عادل اسوة بمنجزاتهم المثيلة في الداخل والوقوف على مسافة واحدة من الجميع على اختلاف توجهاتهم وأطيافهم تحقيقاً للعدالة والمساواة ونصرة لراية العراق ومصالحه العليا التي نتطلع الى عُليها ثانية في المحافل الدولية بما يليق بمكانته العظيمة.
الاغلبية الصامتة( المستقلة ) من الجالية العراقية المقيمة في فنلندا
هلسنكي 14/11/2012