صحيفة سورية: فزاعة السلاح الكيميائي التصعيد الأخطر في الحرب النفسية ضد سوريا
سألت “البعث” في افتتاحيتها عن “هدف التهديدات الأميركية والأوروبية لسوريا بشأن الأسلحة الكيميائية المزعومة، وهل هي مقدمة لإعادة سيناريو أسلحة الدمار الشامل في العراق، أم أنها تندرج في سياق تصعيد الضغوط السياسية على الحكومة السورية؟”. ورأت ان “أول ما يُلفت في هذه التهديدات هو أن مطلقيها يصرون على عدم سماع تأكيد الخارجية السورية مراراً وتكراراً أن هذا النوع من السلاح لن يُستخدم تحت أي ظرف كان إنْ وُجد، مع أن هذا التأكيد يصدر عن موقف مبدئي تبرهن عليه صفحة سورية البيضاء في هذا المجال وليس مجرد رد تكتيكي على ادعاء الغرب”.
اضافت الصحيفة السورية ان “ثاني ما يلفت هو أنها ترتكز على تقارير استخباراتية تقدم معلومات عن استعداد سوري مزعوم لاستخدام تلك الأسلحة المزعومة. ومن المعلوم كما أوضح السيناريو العراقي بجلاء أن مثل هذه المعلومات مزوّرة وملفّقة، وهذا بالضبط ما يفسّر صدورها عن دوائر المخابرات، لأن هذه الأخيرة هي صاحبة اليد الطولى في تقنيات تزوير الحقائق وتلفيق الأدلة”.
وتابعت ان “ثالث ما يلفت هو أنها تتجاهل تماماً أن بعض المجموعات الإرهابية تملك سلاحاً كيميائياً رغم الأدلة القاطعة على ذلك، وأهمها تحذير الخارجية السورية من سيطرة تلك المجموعات على معمل خاص لإنتاج الكلور، وحديث صحيفة يورت التركية عن تصنيع إرهابيين من القاعدة أسلحة كيميائية في مختبر قرب غازي عنتاب، مما يعني أن الدافع الحقيقي لإثارة الموضوع وتوجيه الاتهام ليس إنسانياً، ولا هو الحرص على أمن وسلامة الإقليم والعالم كما تدعي الإدارة الأميركية وحلفاؤها، بل هو الإمعان في “شيطنة” الحكومة السورية وتحريض العالم عليها، ولا سيما أن فزّاعة السلاح الكيميائي، رغم السابقة العراقية التي أثبتت أنها ليست أكثر من أكذوبة كبيرة، مازالت قادرة على التأثير في الرأي العام الدولي نظراً لطبيعة الموضوع وخطورته البالغة”.
واعتبرت “البعث” ان “كل هذا يجعلنا نغلّب فرضية اندراج التهديدات في سياق تصعيد الضغط السياسي على سوريا، إلا إذا كانت الولايات المتحدة تخطط سراً لمغامرة عسكرية باهظة الثمن إقليمياً ودولياً، مما يبدو مستبعداً جداً إذا تذكرنا قول أوباما في خطاب نصره الانتخابي إن عهد الحروب قد انتهى”
.
وتابعت “هو الضغط السياسي القوي على الحكومة السورية إذاً، وهو الى جانب الحصار والعقوبات أحد أهم الأسلحة غير العسكرية في الحرب الضارية التي تُشن على دولة العروبة وحاضنة المقاومة. وعلينا الاعتراف بأنه سلاح أكثر قوة وأشد فتكاً من السلاح العادي لأنه يستهدف المعنويات ويسعى الى كسب الحرب النفسية مدخلاً لضرب الإرادة وشلّ القدرات. ولا شك في أن كسر الصمود العربي السوري الذي أفشل خطط الأعداء الإقليميين والدوليين وأسقط رهاناتهم هو اليوم مطلبهم الرئيسي، وليس أنسب من أكذوبة استخدام الأسلحة الكيميائية لتحقيقه.”.
واعتبرت إنه “التصعيد الأخطر في الحرب النفسية التي تستخدم أقذر أنواع الكذب والتزييف لتحقيق الأهداف. وإذا كان الغرب بقيادة الولايات المتحدة قد أثبت قدرة ما في هذه الحرب، فهي بالتأكيد قدرته اللا أخلاقية الهائلة على إعادة إنتاج الكذبة – الفضيحة نفسها، رغم عارِ انكشافها المخزي الذي جسّده اعتراف كولن باول في حينه، ورغم أن ما تعرض له العراق، ضحيتها الأولى، من فاشية الاحتلال الأميركي الغاشم مازال حياً وماثلاً للعيان”.