لهيب 25 من شباط على الابواب
بعد سقوط النظام الدكتاتوري ومجيء العهد الجديد في العراق , لطي صفحة من الماضي البغيض والاسود في تاريخ الشعب , وليفتح صفحة جديدة من النور بالاستناد الى حكم الشعب , لكن العهد الجديد اعتمد واستند على نظام الطائفية في تقسيم مفاصل الدولة , رغم ان هذا النظام غير مألوف وغير معروف في الواقع السياسي العراقي , واثبت بتجربته من خلال السنوات الماضية , بانه نظام عقيم فقد اغرق العراق في مشاكل وازمات جمة .
ولم يحقق طموحات وتطلعات الشعب , بل تراجع عن مواصلة التغيير والاصلاح في المجتمع العراقي , وكذلك فشل في ابراز العمل الديموقراطي في الحياة السياسية وتحقيق دولة القانون , بل تعثر وتقوقع في شرنقة الطائفية , ولم يجلب الاستقرار بكل صنوفه الى البلاد والتقدم صوب رحاب الحرية والنهوض بالتطور المطلوب, واضحت الكتل النيابية التي انتخبها الشعب ينصب كل اهتمامها وشريان حياتها بالسعي الى الصراع والتنافس في سبيل الانفراد بالسلطة والنفوذ والمال وترك المواطن يواجه بمفرده المشاكل والازمات في ظل الفساد المستشري في جميع ميادين الحياة ضمن سياسة تبذيرية وصرف دون وخز ضمير في اموال الدولة في نواحي بعيدة عن خدمة الشعب او لمعالجة شؤون تحسين ظروفه المعاشية ,
فقد ازداد الفقر بتزايد اعداد العاطلين عن العمل وفي ظل الغلاء الفاحش دون مراقبة واشراف من اجهزة الدولة , وحتى البرلمان فشل في تأدية دوره الفعال في الحياة السياسية وفي تطوير المسار السياسي نحو الافق الديموقراطي , بل صار لسان حال الفساد والمفسدين والهم في الحصول على مكاسب وامتيازات لصالحه دون غيره بحيث تفوق المعقول والمنطق , في ظل هذا التراجع السياسي وتسعير اسلوب التهميش والاقصاء وسياسة كسر العظم التي تنتهجها بعض الاطراف السياسية المتنفذة وفرض هيمنتها على كل المكونات السياسية اوقعها في مطبات خطيرة ومنزلق يهدد البلاد في اشعال الحرائق والفتن الداخلية , بانعدام الرؤية الواضحة واختلاط الحابل بالنابل وعدم تمييز وتفريق بين الصالح والطالح , فانها تهدد بعواقب وخيمة وستكون الطامة الكبرى التي تحل بالبلاد بشرورها ونتائجها المدمرة وبالتالي سيكون ضحيتها هو المواطن .
لذا من اجل الخروج من عنق الزجاجة وتخطي العقبات بالاعتماد على الدستور والتقيد بنصوصه , فان هذا المطلب مفقود ضمن تسارع الاحداث بالتوتر الشديد , واعتماد على الحوار والتفاهم في حل المشاكل العالقة في ظل هذه الاجواء المدلهمة بالغيوم السوداء , فانه صعب التحقيق بسبب الاصرا وتعنت والمماطلة والتسويف ورغبة في تحقيق شرخ كبير في اللحمة الوطنية , ان هذا النهج الخاطئ افسد الحياة السياسية واجهض تطور المسار السياسي وزعزع اواصر التعايش بين مكونات الشعب الدينية والقومية ومحاولات التخريب في النسيج الاجتماعي , رغم الدعوات والجهود الحثيثة المخلصة والمسؤولة في تجنب البلاد مخاطر مهلكة التي ستحرق الاخضر واليابس , ان عدم الانصياع الى صوت العقل والحكمة والاصرار على سياسية خاطئة ومعوجة , ستزيد من حالات الانقسام والفوضى وستزيد من تردي الاوضاع المعيشية بشكل مزري وتعرض الوطن الى اخطار حقيقية ,
لذا برزت الحاجة الملحة والمطلوبة لانقاذ الوطن والمواطن يتطلب بشكل حاسم وضروري , احياء الانتفاضة الشعبية التي شهدتها ساحة التحرير في شباط من عام ( 2011 ) والتي قمعت بالدم والوعود الكاذبة ( مهلة مئة يوم ) تتطلب بسبب الظروف القاهرة التي يمر بها الشعب , احياء الغليان الشعبي من جديد في ثورة الغضب العراقي بالاحتجاجات والمظاهرات الشعبية العارمة في كل المدن والساحات للخروج من المأزق السياسي ووقف التدهور الخطير .
ان اشعال انتفاضة جماهيرية حاشدة الملاذ الوحيد والخيار الاصوب لقلع هذه الاورام السرطانية من الحياة السياسية , التي عبثت في مقدرات الشعب والوطن , واصبحت عامل معرقل ومعيق لتحقيق تطلعات الشعب في الحرية والكرامة وتحقيق الحياة الديموقراطية . ان انتفاضة ساحة التحرير تنهض من جديد في تفجير الغليان الشعبي العارم من اجل الوطن والمواطن .
جمعة عبدالله