في الذكرى الـ95 لوعد بلفور: مطالبة بريطانيا بالاعتراف بمسؤوليتها عن نكبة الشعب الفلسطيني

في الذكرى الـ95 لوعد بلفور الذي كان سوسة النكبة الفلسطينية، نشرت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية اليوم الجمعة رسالة من عدد من الكتاب والصحافيين تتحدث عن مسؤولية المملكة المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني. وفي طليعة الموقعين على الرسالة الكاتبة والطبيبة الفلسطينية غادة الكرمي التي الفت كتباً عدة باللغة الانكليزية عن فلسطين ونكبة شعبها، لعل من ابرزها كتابها “متزوجة من رجل آخر”.

وقد يبدو للوهلة الاولى من العنوان ان الكتاب هو رواية عاطفية، ولكن غادة الكرمي استعارت تلك العبارة من حادثة تاريخية واقعية خلاصتها ان يهود النمسا المتدينين عندما سمعوا بفكرة مؤسس الصهيونية ثودور هيرزل لانشاء دولة لليهود في فلسطين قرروا انتداب حاخامين شابين للذهاب الى فلسطين ورؤية الاحوال فيها وارسال برقية لهم يستخدمان فيها كلمة “العروس” للاشارة الى فلسطين. ولما وصل الحاخامان واطلعا على احوال البلاد ووجدا فيها شعباً فلسطينيا مستقرا بعثا ببرقية وجيزة تقول “العروس جميلة لكنها متزوجة من رجل آخر”.

ولعل الرسالة التي وقعتها غادة الكرمي وبعض اصدقائها ونشرتها “ذي غارديان” اليوم توجز مشاعر فلسطينيين كثيرين في البلاد وخارجها، ومشاعر ملايين الناس الآخرين في انحاء العالم. وهنا نصها متبوعا باسماء الموقعين عليها:

“اليوم هو الذكرى الـ95 لوعد بلفور، عندما وقع وزير الخارجية في ذلك الحين آرثر بلفور رسالة مشؤومة الى اللورد روثتشيلد يعلن فيها ان الحكومة البريطانية “تنظر بعين العطف الى اقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي”. وهكذا اعطت الحكومة البريطانية الحركة الصهيونية صكاً على بياض لتحويل دولة فلسطين العربية بصورة ساحقة الى دولة يهودية.

ومن اجل هذه الغاية، من 1920 فصاعداً، شجعت بريطانيا هجرة مئات آلاف اليهود الاوروبيين جماعياً الى فلسطين، بصورة مضادة بجلاء لرغبات غالبية السكان. وبينما غرقت فلسطين في الفوضى، غسل البريطانيون عن ايديهم مسؤوليتهم عن المشكلة العويصة التي تسببوا بها وتنحوا جانباً بينما تعرض مئات الوف الفلسطينيين للارهاب لحملهم على الهرب من وطنهم فيما كان يجري تحويل فلسطين الى اسرائيل.

اننا ندعو الحكومة البريطانية الى ان تقر علناً بمسؤولية الحكومات البريطانية السابقة من 1917 الى 1948 عن النكبة التي حلت بالفلسطينيين، عندما طرد اكثر من ثلاثة ارباعهم عمداً وبصورة منظمة على ايدي الجيش الصهيوني. ومعظم ما زالوا لاجئين اليوم من دون ازالة ما لحق بهم من ظلم. وتبقى الحقيقة المتصلة بعمليات طردهم غير مكشوفة رسميا بعد، بالنظر الى ان اسرائيل تنفي رسمياً اي مسؤولية عنها”.

الموقعون:

غادة الكرمي، تيم لويلين، كارل صباغ، جون روز، كامل حواش، نعومي فويل، منى بكر، وسيني سينفيرانتي

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *