موريتانيا تتدحرج نحو الفوضى بطريقة “سرية” ـوالجيش الموريتاني يرفع حالة “التأهب”
بدأت الأحداث تتسارع في موريتانيا وسط تعتيم شديد على صحة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الذي يتلقى العلاج في باريس، ورفعت التعبئة العامة للقوات المسلحة، وتظاهر أقارب الرئيس وأنصاره رفضاً للانقلاب عليه، فيما ألزمت السفارات الغربية رعاياها بتوخي الحذر الشديد .
وتعيش العاصمة نواكشوط وجميع مناطق البلاد على وقع سيل من الشائعات عن دخول جنرالات الجيش (المجلس الأعلى للأمن القومي) في وضع الترتيبات العرفية لخلافة ولد عبدالعزيز، وأن الانقلاب بات مسألة وقت .
ويبدو أن سيل الشائعات هذا تدفق عقب تسريبات عن تدهور صحة الرئيس ولد عبدالعزيز، وأن علاجه سيتطلب وقتا أطول، وتسريبات أخرى عن ترؤس قائد الأركان محمد ولد الغزواني اجتماعاً لكبار قادة الجيش ناقش أحدث التقارير الطبية عن صحة الرئيس واحتمال عجزه، وبالتالي قرر اتخاذ الإجراءات الضامنة لعدم وجود فراغ في السلطة، في حالة عجز الرئيس .
كما أجري تعديل جزئي في الحرس الرئاسي، وشددت الحراسة على الوزير الأول (رئيس الوزراء) مولاي ولد محمد الأغظف .
وعلمت “الخليج”أن قادة المناطق العسكرية تلقوا أوامر برفع حالة التأهب العامة . وحسب مصدر خاص، أمرت ممثلية الأمم المتحدة والسفارات الغربية في موريتانيا رعاياها بتوخي الحذر الشديد حتى إشعار آخر، في ظل المخاوف من حصول اضطرابات في موريتانيا التي تعيش وضعا غير مستقر منذ إصابة الرئيس بطلق ناري من ثكنة عسكرية شمال نواكشوط في 13 أكتوبر/تشرين الأول الحالي .
وتظاهر ليلة السبت/الأحد أمام قصر المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط، العشرات من أقارب وأنصار ولد عبدالعزيز في سيارات فاخرة للتعبير عن مساندته ورفضهم لأي انقلاب على حكمه .
ورفع المتظاهرون صوراً مكبرة للرئيس، مؤكدين أن صحته جيدة وأنه سيعود قريباً إلى نواكشوط، كما رددوا عبارات تهاجم المعارضة وبعض القبائل . وتسببت التظاهرة في سد الطريق الرئيس الواقع أمام قصر المؤتمرات لساعات من الليل، من دون أن يتدخل عناصر الأمن لفتح الطريق .
وتروج أنباء، لم تتمكن “الخليج”من التأكد من صحتها، أن “الحرس الرئاسي”القوة الضاربة في الجيش الموريتاني، أصبحت تتلقى الأوامر من قائد أركان الجيش في ظل غياب الرئيس ولد عبدالعزيز .
وتخشى النخبة السياسية من نشوب صراع مناطقي بين ضباط الجيش المنتمين للمنطقة الشرقية والشمالية .
ولم يصدر عن الحكومة الموريتانية، أي تصريح بشأن صحة الرئيس، ولا عن شائعة الانقلاب، رغم الضغط الإعلامي الشديد الذي خلفته الشائعات .
وأعلن الحزب الحاكم أن ”المسيرات الشعبية العفوية في نواكشوط وانواذيبو (العاصمة الاقتصادية) والعديد من المدن الكبرى وبعض القرى والتجمعات السكانية في عموم ولايات الوطن تفشل (ما سماه) ربيع الشائعات المغرضة حول صحة رئيس الجمهورية” .
وقال الحزب في بيان، إن المسيرة جاءت في ذروة الشائعات التي أطلقت عن ”تدهور صحة رئيس الجمهورية، إلى غيرها من الشائعات التي وصلت في ذروتها إلى حديث هذه الأوساط عن دخول رئيس الجمهورية ما اعتبرته غيبوبة استدعت تدخل الجيش لعزله عن السلطة، بسبب عجزه عن أداء مهامه، حسب ما حاولت هذه الجهات، الترويج له”.
وقال الحزب إن الشائعات التي أطلقت عبر الإنترنت والهواتف النقالة بشكل مكثف من لدن العديد من الجهات المحسوبة على المعارضة الراديكالية مساء السبت محاولة لإرباك القوات المسلحة والحكومة والأغلبية الرئاسية وخلق جو ملائم لتحقيق ما عجزت عنه المعارضة الراديكالية طيلة ما يقارب عامين من المطالبة برحيل الرئيس محمد ولد عبدالعزيز عن السلطة، ولو كان ذلك بطرق ملتوية تعتمد الشائعة وتنتهز فرصة وجود السيد الرئيس في فترة نقاهة بفرنسا عقب تلقيه العلاج