تقرير واشنطن: أوباما يستعد لولاية ثانية و«معسكره» بدأ «الحملة البرية»
من المتوقع ان يتوجه غدا قرابة 140 مليون ناخب اميركي في 50 ولاية الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم، واعضاء مجلس النواب البالغ عددهم 435، و33 عضوا في مجلس الشيوخ من اصل 100، ومسؤولين محليين اذ تنتخب 11 ولاية محافظا لها، فضلا عن انتخاب مديري شرطة ومدارس ودوائر اطفاء ومدعين عامين وقضاة، والاجابة عن عدد كبير من الاسئلة المتنوعة التي تضاف الى دفاتر الاقتراع وتتحول اجابات الناخبين عنها الى استفتاء شعبي.
مرشح الحزب الديموقراطي للرئاسة، الرئيس باراك اوباما، يتمتع بافضلية في وجه منافسه مرشح الحزب الجمهوري ومحافظ ولاية ماساشوستس السابق ميت رومني.
وعشية الانتخابات، اعتبر ابرز الخبراء نايت سيلفر ان فرص الرئيس الاميركي للفوز بولاية ثانية تقارب الـ 85 في المئة. ورشح سيلفر في صفحته «538» فوز اوباما بنحو 303 من اصل 535 صوت «كلية انتخابية»، ويحتاج اي من المرشحين الى 270 من هذه الاصوات للفوز.
اما حسابات سيلفر فمبنية على معادلة معقدة تأخذ في عين الاعتبار نتائج معظم الاحصاءات التي تجري في عموم البلاد، فضلا عن المؤشرات الاقتصادية، والتي كان آخرها – يوم الجمعة – ايجابيا لمصلحة اوباما، وظهر فيه ان سوق العمل اضافت اكثر من 17 الف وظيفة في شهر سبتمبر الماضي.
ويقول سيلفر انه من اصل 22 استطلاعا اجريت الجمعة الماضي في «الولايات التي يتوقع ان تحصل فيها معارك انتخابية»، اظهر 19 منها تقدم اوباما، فيما اظهر اثنان تعادلا وتقدم رومني في استطلاع واحد فقط.
خبير مرموق آخر هو تشارلي كوك اعتبر كذلك ان حظوظ اوباما تبدو افضل من حظوظ منافسه رومني.
واعتبر كوك ان لرومني 22 ولاية مضمونة، وهي الولايات ذات الغالبية الجمهورية المؤكدة والتي فاز بها جون ماكين العام 2008، فضلا عن ولاية انديانا الجمهورية ذات الاصوات الـ 11 والتي اقتنصها اوباما في 2008. مجموع «اصوات كلية» هذه الولايات الـ 23 هو 191، ما يجعل رومني بحاجة الى 79 صوتا للوصول الى عتبة 270، وهو ما سيدفع رومني الى محاولة اقتناص عدد من الولايات المتأرجحة، وسيحاول المرشح الجمهوري ضمان الفوز اولا في الولايات التي تظهر استطلاعات الرأي تقدمه فيها، ثم يسعى في الولايات الاكثر صعوبة.
الولايات الاسهل لرومني هي نورث كارولاينا (15 صوت كلية) وفلوريدا (29 صوت كلية) وفيرجينيا (13 صوت كلية)، رغم ان احدث الاستطلاعات اظهرت تقدم اوباما في فلوريدا بنقطتين مئويتين، وهو اقل من هامش الخطأ البالغ ثلاث نقاط، فيما اظهرت الاستطلاعات تعادلا في فيرجينيا. وان خسر رومني احدى هذه الولايات الثلاث، يمكن اعتبار ان خسارته السباق صارت شبه محققة، ولكن ان فاز بها، يضيفها الى اصواته المضمونة، لتصبح حصيلته 248، ويبقى بحاجة الى 22 «صوت كلية» للفوز.
في هذه المرحلة، يعتبر الخبراء انه سيكون امام رومني طرق متعددة للفوز، وان عليه جمع 22 صوتا من بقية الولايات المتأرجحة وهي كولورادو (9 اصوات)، ونيو هامبشير (4 اصوات)، وآيوا (6 اصوات)، ونيفادا (6 اصوات) واوهايو (18).
ويقول كوك: «المطلوب من رومني الفوز بالولايات الـ 23 المتوقع فوزه بها، ثم نورث كارولاينا وفلوريدا وفيرجينيا، حيث تبدو المنافسة متقاربة جدا وحامية، ثم عليه الفوز في ولايات يتقدم فيها اوباما مثل كولورادو، ونيوهامبشير وآيوا، واما نيفادا او اوهايو». ويختم: «الولايات التي كانت متأرجحة مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن هي خارج متناول رومني، وفوزه في كولورادو اونيوهامبشير او آيوا او نيفادا او اوهايو يبدو صعب جدا».
لكن على رغم صعوبة موقف رومني، لم يظهر الجمهوريون تراجعا، بل استمرت ماكينتهم الدعائية في محاولة قلب الصورة، فقدمت امس استطلاعا صادرا عن مركز مغمور يظهر تعادل المرشحان في بنسلفانيا (18 صوت كلية)، المعتبرة محسومة لاوباما.
ولاحقا بثت وسائل اعلام الجمهوريين تقارير تتحدث عن «تعادل» في التصويت المبكر، ولفتت الى انه في مهرجانه الانتخابي الاخير في ولاية اوهايو، جذب رومني وبول رايان 30 الف مؤيد (قدرت شرطة الولاية الرقم الفعلي بـ 15 الفا). وقال الجمهوريون ان اوباما عقد لقاء انتخابيا مماثلا في الولاية نفسها لم يجذب الا الفي مؤيد.
على ان الصورة تبدو مختلفة تماما في المعسكر الديموقراطي، حيث اعلن القيمون على حملة اوباما بدء «الحملة البرية»، على غرار ما يحصل في الحروب العسكرية.
وزعم ميتش ستيوارت، احد كبار مسؤولي اوباما، ان ناشطيهم نجحوا في تسجيل قرابة مليون و800 الف ناخب جديد، وان 28 في المئة من هؤلاء اقترعوا في التصويت المبكر، وان ناشطي الحملة افتتحوا 5117 مكتبا مخصصا لمرافقة الناخبين الديموقراطيين الى صناديق الاقتراع غدا.
وقال ستيورات ان الناشطين خصصوا قرابة 700 الف «فترة مناوبة» منذ يوم امس، يعملون خلالها على التأكد من ان قاعدتهم تقترع. وختم ان هدف الحملة في الساعات المتبقية هو «توسيع قاعدة الناخبين بتسجيل ناخبين جدد، واقناع الناخبين المترددين بالاقتراع، والتأكد من اقتراع مؤيدينا».
في انتخابات الكونغرس، تشير الترجيحات الى ان الديموقراطيين قد يعززون عدد المقاعد التي يشغلونها بفوزهم بحوالي عشرة مقاعد جديدة، الا ان هذا الفوز لن يكون كافيا لانتزاعهم اغلبية 218 من الجمهوريين.
وكما النواب، كذلك في الشيوخ، حيث يتوقع المراقبون ان يزداد عدد مقاعد الجمهوريين من 47 الى 49، ولكن ذلك يبقى اكثرية 51 في يد الحزب الديموقراطي.
وفي حال صدقت كل التوقعات، يفوز اوباما بولاية ثانية ويحافظ حزبه على الغالبية في مجلس الشيوخ، فيما يحافظ الجمهوريون على غالبيتهم في مجلس النواب، ما يعني ان توزيع القوى الاميركية، ابتداء من صباح الاربعاء، سيكون مطابقا للتوزيع الحالي، ما يعني ان المشهد السياسي سيبقى، الى حد كبير، على حاله، مع فارق ان الرئيس عادة ما يكون اكثر جرأة في ولايته الثانية والاخيرة اذ لا يسعى الى أي مناصب بعد نهايتها.
الرئيس الأميركي يستفيد من دعم أنصاره من النجوم
يقول الممثل الاميركي المخضرم كلينت ايستوود ان صورة هوليوود على انها معقل للديموقراطيين مبالغ فيها لكن الادلة تشير الى عكس ذلك اذ ان العديد من المشاهير وعلى رأسهم جورج كلوني هم من بين مؤيدي الرئيس باراك اوباما.
والاسبوع الماضي اصدر ايستوود، النجم الذي اشتهر في دور «ديرتي هاري» والذي نالت كلمته في مؤتمر الحزب الجمهوري اعجابا كبيرا، تحذيرا جاء فيه «لم يعد هناك ما يكفي من الوقت.. الوطن على مفترق طرق».
ورغم ترحيب الجمهوريين بدعم هذا النجم الشهير، الا انه وحيد بين نجوم هوليوود في تاييده للمرشح المحافظ ميت رومني.
وتضم لائحة انصار اوباما عددا من كبار نجوم هوليوود ومن بينهم كلوني، روبرت دي نيرو، صامويل إل جاكسون، سكارليت جوهانسون، ليوناردو دي كابريو، مورغان فريمان، وروبرت ريدفورد، وهم ليسوا سوى جزء صغيرة من قائمة طويلة.
وصرح ستيفن روس الاستاذ في جامعة ساذرن كاليفورنيا ومؤلف كتاب «هوليود يسار ويمين: كيف يؤثر نجوم الافلام على السياسة الاميركية»، لوكالة فرانس برس «لا يزال ممثلو هوليود يميلون نحو الليبرالية والحزب الديموقراطي».
واكد ايستوود (82 عاما) ان هذا ليس صحيحا، وذلك اثناء ظهوره في مؤتمر الحزب الجمهوري في تامبا في فلوريدا قبيل قبول رومني رسميا ترشيح حزبه لخوض سباق الرئاسة.
وقال امام حشد من المحافظين «اعلم ما تفكرون به. انتم تفكرون: ما الذي يفعله رجل يعمل في الافلام هنا؟ فكما تعلمون فكلهم يساريون هناك».
واضاف «على الاقل هذا ما يعتقده الناس. ولكن ذلك ليس صحيحا. يوجد الكثير من المحافظين، والكثير من المعتدلين، والجمهوريين والديموقراطيين في هوليود».
واوضح «ولكن المحافظين، كما يدل اسمهم، يفضلون توخي الحذر. ولا يصرحون بذلك في كل مناسبة.. ولكن صدقوني أنهم موجودون».
لكن جورج كلوني لا يخجل من التصريح
بميوله السياسية بل انه اقام حفلا كبيرا في منزله في هوليوود هيلز في مايو من اجل جمع التبرعات لحملة اوباما.
وتردد انه تم خلال الحفل الذي ضم عددا كبيرا من النجوم ونظمه رئيس شركة «دريمووركس» للرسوم المتحركة جفري كاتزينبرغ، جمع نحو 15 مليون دولار. ومن بين النجوم الذين حضروا الحفل المغنية باربرا ستريسند، وروبرت داوني، وجاك بلاك، وبيلي كريستال.
وعاد اوباما الى تنسلتاون في وقت سابق من هذا الشهر لحضور حفل لجمع التبرعات قدمه المغني ستيفي وندر وكيتي بيري وايرث ويند اند فاير، اضافة الى كلوني، دفع كل من الحضور وعددهم 6000 شخص مبلغ 250 دولار.
وفيما يخوض رومني واوباما حملة انتخابية شرسة قبل الانتخابات التي ستجري غدا، يعد جمع الاموال امرا مهما في حد ذاته.
وقال روس: «القوة الاساسية لدعم المشاهير للمرشح هي جلب الانتباه له، واقناع الناس الذين لا يابهون بالتحقق من مرشح ما لمعرفة ما يمثله، بانتخابه».
ورغم ان نجوم السينما في هوليوود مفيدون للمرشح، الا ان نجوم الموسيقى افضل بكثير.
ورأى روس «هذه الايام يمكن ان اقول ان تاييد الموسيقيين اكثر اهمية من تاييد نجوم السينما في جذب اصوات الشباب».
وقائمة المرشح الجمهوري رومني من المؤيدين الموسيقيين ضعيفة. فمن بين اهم الموسيقيين الذي يدعمونه في شكل واضح كيد روك، وجين سيمونز ودوني وماريا ازموند.
وانضم اليهم أخيرا الموسيقي «ميت لوف» الذي القى بثقله وراء رومني الخميس الماضي، ووصفه بأنه «رجل سيقف بفخر في هذا البلد ويصارع العاصفة ويعيد الولايات المتحدة الى الوضع الذي يجب ان تكون عليه».
لكن ورغم ان النجوم يمكن ان يضفوا على المرشحين بعضا من بريقهم، الا انه لا يوجد ما يبرهن على ان الناخبين يصوتون بالفعل بناء على الاراء السياسية لنجمهم المفضل سواء كان ايستوود او المغنية بيونسيه التي غنت في حفل تنصيب اوباما.
يقول روس: «الشعب الاميركي ليس غبيا.. قلة هم من يصوتون لسياسي لان نجما سينمائيا او احد المشاهير يؤيده. فقط بعد ان يتاكد الفرد من مرشحه يمكن ان يميل الى التصويت له».
ورغم التأييد الذي يحظى به اوباما في اوساط صناعة الترفيه، الا انه ليس جميع من في هوليوود يؤيدونه بنفس الحماس الذي ايدوه فيه قبل اربع سنوات.
فقد صرحت الممثلة الحائزة على جائزة اوسكار سوزان سراندون: «وصلت الى مرحلة لم اعد فيها عاطفية كثيرا حيال هذا الامر… واشعر انه اذا لم يفز اوباما وانهار كل شيء، فان هذا ما يريده القدر لكي نعيد البناء». واضافت. «سأدلي بصوتي، وقد ساهمت بعدة طرق، لكن لن اسمح للانتخابات بان تقتلني». واكدت: «يجب ان يتم انتخاب اوباما، ولكن الان يتم استخدام الكثير من المال، وهناك العديد من الاشخاص الذين خاب املهم في اوباما». واضافت: «لا شيء يضاهي اخر مرة فاز فيها. لقد كان حدثا عظيما للغاية
».