بعد زيارة القاهرة // ..المهدي يطالب السودانيين باحتلال السفارات في الخارج
قبل أسبوع زار المهدي مصر والتقى مع رموز من الإخوان وطالب بالدعم السياسي، ولكن البشير رد عليه بمؤتمر في الخرطوم حضرته رموز الإخوان في مصر وفي العالم العربي.. فالمهدي يجول ويولول لأنه الوحيد الذي بقي بدون كرسي أسوة بالترابي بعد موجة هيمنة زملائه على الحكم في الدول العربية الإفريقية
طالب زعيم حزب الأمة القومي في السودان، زعيم المعارضة، رئيس الوزراء الأسبق، الصادق المهدي، السودانيين بالنزول إلى الشوارع واحتلال الميادين والسفارات السودانية في الخارج، معتبراً أن نظام البشير مزق السودان وجعله عرضة للانخراط في حروب الشرق الأوسط.
وقال المهدي، في حوار مع صحيفة «الأهرام العربي» المصرية، تنشره في عددها اليوم، إن إسرائيل خططت لتقسيم السودان إلى 5 دويلات، وطالب بعقد مؤتمر عسكري للدفاع عن السودان أمام الهجمة الحالية. وأضاف: «قبل ذلك أقول لنظام البشير كفى، لأن السودان يضيع بالكامل».
وحول الواقع السياسي السوداني الراهن، قال المهدي: «يجب الاعتراف بأن انقلاب يونيو 1989 قد أخفق (فهو كان يريد إنقاذ السودان)، فالسودان كانت لديه مشاكل، فالديمقراطية الليبرالية من مشاكلها وجود حصر للديمقراطية في الإطار السياسي، بينما المطلوب هو ديمقراطية تحقق التوازن بالنسبة للاثنيات والاختلافات الدينية وغيرها»
.
وتابع المهدي قائلاً: «نتيجة لهذا فإن الديمقراطية الليبرالية لم تحقق التوازن المطلوب، حيث حدثت اضطرابات وعدم استقرار، استغلته عناصر أصلاً غير مؤمنة بالديمقراطية وأحدثت الانقلابات العسكرية، ثم انقسم السودان إلى السودان وجنوب السودان، ويوجد الآن حريق في دارفور».
وأشار المهدي إلى أن هناك استهدافاً خارجياً للسودان، قائلاً: «إسرائيل منذ قيامها وضعت من ضمن أهدافها تمزيق البلدان العربية لإضعافها، ووزير الأمن الإسرائيلي (آفي ديختر) في يوليو 2008، أوضح أن هذا هو هدفهم، وكذلك أوضح أن العراق يجب أن تقسم إلى ثلاث دويلات، والسودان يقسم إلى خمس دويلات، وإسرائيل تستغل في ذلك التناقضات السودانية».
واعتبر المهدي أن العدوان الإسرائيلي الأخير على السودان بضرب مصنع اليرموك يقوم على التناقضات الموجودة في الجسم السوداني، وكذلك انتهاز وجود تحالفات بين السودان وبين أطراف في حروب الشرق الأوسط معادية لإسرائيل، على رأسها إيران، فإسرائيل رأت أن الهجوم على السودان، في وقت فيه الجسم السياسي السوداني ممزق، يشكل حلقة دفاعية ضعيفة في التحالفات القائمة، بحيث إنهم يستطيعون أن يهجموا على السودان من دون أي خسائر».
صراع بين الترابي والمهدي
واصل المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية جلساته أمس الجمعة بمناقشة الأوراق المقدمة وفي مقدمتها الدستور المقترح للحركة . وكان المؤتمر قد انتخب في جلسة إجرائية الخميس، الطيب إبراهيم محمد خير رئيساً وعبد الرحيم علي نائباً للرئيس وسامية أحمد محمد نائباً ثانياً .
وكان الزعيم الإسلامي حسن الترابي، الأمين العام للمؤتمر الشعبي، وجه انتقادات حادة لمؤتمر الحركة الإسلامية قائلاً إن قادة الحكومة أقاموا مؤتمراً أسموه الحركة الإسلامية ليحتكروا تلك الصفة لأنفسهم وعزلوا رموز الحركة المعهودين مكبوتين أو معتقلين . وقال الترابي، في رسالة مكتوبة وجهها لقيادات التيارات الإسلامية المشاركة في المؤتمر، انه يتبرأ من المشروع المدّعى أنه للحركة الإسلامية بالسودان، وأضاف “لا نعرف لها علماً وهدى فكرياً ولا خلقاً ولا سياسة مما ينسب حقاً إلى الإسلام” .
وحث الترابي قادة الحركات الإسلامية للاعتبار من التجربة السودانية التي أصيبت في مشروعها ومثالها ما أدى إلى نكوص تلامذته عن هداية الدين حسب قوله ولفت إلى إن بعض أبناء الحركة آثروا التعاون مع العسكر برغم الجبروت والظلم والفساد والبغي بمبرر الحفاظ على الكسب ومحاولة إصلاحه، وبأثر فتنة الترهيب والترغيب من السلطان . وأشار الترابي إلى تدهور أمر السلطة في السودان، بانفصال الجنوب عن الشمال، بينما مازال يتمرد ويقاتل الغرب والشرق والجنوب الجديد .
كما اتهم زعيم حزب الأمة القومي الحركة الإسلامية السودانية بالتسبب في انفصال الجنوب وإقامة علاقات عدائية معه واشتعال الحروب وفي مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وذلك في خطاب مفتوح إلى المشاركين في مؤتمر الحركة الإسلامية بالسودان .
وطالب المهدي من جهة أخرى، بانتفاضة شعبية على نظام الحكم في السودان، داعياً مواطنيه إلى النزول إلى الشوارع واحتلال الميادين والسفارات السودانية في الخارج، وعزا قيام الطيران “الإسرائيلي” بضرب مصنع اليرموك للتناقضات الموجودة في الجسم السوداني، بجانب انتهاز “إسرائيل” وجود تحالفات بين السودان وأطراف في حروب الشرق الأوسط معادية ل”إسرائيل” على رأسها إيران، وقال إن “إسرائيل” خططت لتقسيم السودان إلى 5 دويلات، وطالب بعقد مؤتمر عسكري للدفاع عن السودان أمام الهجمة الحالية، و”قبل ذلك أقول لنظام البشير كفى، لأن السودان يضيع بالكامل” . وقال: “يجب الاعتراف بأن انقلاب يونيو 1989م أخفق” .
من جانبه حث الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان مسؤولين بريطانيين على تشديد الضغط على الحكومة السودانية لوقف الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق . واجتمع عرمان في العاصمة البريطانية إلى المبعوث البريطاني الخاص لدولتي السودان والجنوب روبين غوين وفريق عمله بوزارة الخارجية المختص بشؤون السودان وتناول اللقاء القضايا الإنسانية والوضع السياسي الراهن .
إلى ذلك، وفيما أشارت مصادر إلى قيام حكومة جنوب السودان بوقف الإجراءات الفنية لاستئناف ضخ النفط عبر الشمال بسبب ما قالت إنه استمرار الخلافات حول ملف الترتيبات الأمنية