عواصم العالم متفائلة بأوباما… وقلق إسرائيلي .. وأرتياح أيراني – سوري!
ترك خبر إعادة انتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة الأميركية ردود فعل متناقضة في العالم بين مؤيد للسياسة الأميركية السابقة ومطالب بإعادة النظر بها كليا.
وقال اوباما لأنصاره بعد انتخابه إنه سيعمل على خفض عجز الميزانية واصلاح قانون الضرائب وقانون الهجرة وخفض اعتماد البلاد على النفط الأجنبي، لكنه أشار إلى أن الأحلام وحدها لن تنهي الأزمة الاقتصادية في بلاده.
ويتساءل بعض المراقبين فيما إذا كان الرئيس الديمقراطي سيبقي على سياسة بلاده الخارجية تجاه قضايا حاسة مثل برنامج إيران النووي والأزمة المستمرة في سوريا.
وتؤكد بعض المصادر إلى أن دمشق تبدي ارتياحا حيال فوز أوباما “المعتدل”، مشيرة إلى أن الرئيس السوري بشار الاسد يتنفس الصعداء بعد بقاء اوباما المتردد حتى الساعة في ارسال الاسلحة الثقيلة الى المقاتلين المعارضين وهو الامر الوحيد الذي قد يقلب المقاييس في سوريا.
ويستبعد النائب السوري شريف شحادة ان يغير الرئيس الاميركي باراك اوباما في ولايته الثانية من نظرته الى قضايا الشرق الاوسط، ويشير إلى أن واشنطن “لن تتورط” باي حرب على سوريا، داعيا الرئيس الاميركي الى ان يكون اكثر واقعية وانفتاحا في نظرته لقضايا المنطقة
وتبدي طهران أيضا ارتياحا حيال فوز أوباما الذي يعارض حتى الآن محاولات تل أبيب توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي، على اعتبار أن الحل السياسي ما زال ممكنا.
ودعا نائب ايراني الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الوفاء بوعوده التي قطعها لناخبين والعالم في ولايته الاولى ولم يحققها، مشددا على ضرورة اعادة واشنطن النظر في سياساتها من اجل انهاء حقبة من العدوان واراقة الدماء في العالم.
وطالب محمد كريم عابدي في تصريح لقناة “العالم” الإيرانية الرئيس الأميركي بـ”وقف الحظر الجائر وغير الانساني على ايران”، مؤكدا أن عليه “الاهتمام بالداخل بدل ان يزج بقوات الولايات المتحدة في تدخلات ببلدان مناطق مختلفة من العالم”.
ورغم أن تل أبيب رحبت بإعادة انتخاب أوباما، إلا أن وزير الداخلية الإسرائيلي ايلي يشاي أكد أن فوز بولاية رئاسية ثانية لا يشكل “صباحا جيدا بالنسبة لنتنياهو”، مشيرا إلى وجود خلافات كبيرة بين الرجلين.
وقال نتنياهو في بيان صدر عن مكتبه اليوم إن “الحلف الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أي وقت مضى.. وسأستمر في العمل مع الرئيس أوباما من أجل ضمان المصالح الحيوية لأمن مواطني إسرائيل”.
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، قال في أول تعقيب لمسؤول إسرائيلي رفيع على فوز أوباما بولاية رئاسية ثانية، إنه “سيكون بالإمكان التغلب على الخلاف بالمواقف إذا كانت هناك (خلافات) كهذه”.
وقالت “يديعوت أحرونوت” إن قياديين في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو عبروا عن خيبة أملهم من فوز أوباما، وتخوفهم من ممارسة ضغوط أميركية على إسرائيل من أجل “تقديم تنازلات” للفلسطينيين.
وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس اوباما ايضا وعبر عن امله في ان يواصل جهوده لتحقيق السلام في الشرق الاوسط.
وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات انه يتأمل بان تكون الولاية الثانية لاوباما “ولاية للسلام والاستقرار والديمقراطية ويتحقق فيها مبدأ حل الدولتين وانسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967”.
واكد ان المطلوب من اوباما “وقف سياسة الاستيطان وغيرها من الانتهاكات الاسرائيلية وليس السعي لوقف المسعى الفلسطيني في الامم المتحدة” للحصول على مكانة دولة غير عضو لفلسطين فيها.
اما حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة فاكدت بانها تنتظر ان “كان هناك تغير ايجابي في سياسة اوباما ام لا”.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن إعادة انتخاب أوباما هو خيار واضح لصالح “أميركا منفتحة وداعمة ومنخرطة بشكل تام في الساحة الدولية وعلى علم بالتحديات التي تواجه كوكبنا وهي السلام والاقتصاد والبيئة”.
وقال إن فرنسا والولايات المتحدة تتشاركان القيم نفسها، مضيفاً “أنا على ثقة بأنه خلال ولايتكم الجديدة سنزيد شراكتنا قوة في سبيل تعزيز عودة النمو الاقتصادي في بلادنا، ومحاربة البطالة، وإيجاد الحلول للأزمات التي تهدّدنا، وخصوصاً في الشرق الأوسط”.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استعداده للتعاون مع أوباما في حل الأزمة السورية ودعم الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى رغبته في “رؤية تحقيق اتفاق تجاري بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة”.
ووجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية الاربعاء الى الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما لتهنئته على اعادة انتخابه كما اعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف.
وقال بيسكوف لوكالات الانباء الروسية ان الكرملين “تلقى بايجابية كبرى” نبأ فوز باراك اوباما.
من جهته، قال رئيس الحكومة ديمتري مدفيديف إنه “مسرور” لأن الفائز في الانتخابات الأميركية “ليس شخصاَ يعتبر روسيا العدو رقم واحد”.
وكان تصريح رومني خلال حملته الانتخابية الذي قال فيه إن روسيا هي “الخصم الجيوسياسي الأول” للولايات المتحدة قد أثار ردة فعل منتقدة في موسكو.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان روسيا ستواصل التعاون مع اوباما وانها مستعدة “للمضي الى الحد الذي تكون الادارة الاميركية راغبة بالوصول اليه”.
وهنّأ الرئيس الصيني، هو جيناتو الأربعاء نظيره الأميركي باراك أوباما، على إعادة انتخابه لولاية جديدة، لافتاً إلى التقدم الإيجابي الذي أحرز بالعلاقات بين البلدين والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي الذي يصب لصالح السلام والتنمية في العالم.
وأشار إلى أن الطرفين اتفقا على بناء شراكة تعاون بين الصين والولايات المتحدة على أساس الإحترام والمنفعة المتبادلة، وعلى استكشاف بناء علاقات جديدة بين القوى العظمى.