تحذير في لوكسبورغ من زواج المصلحة مع قطر
وجّه رئيس منظمة العفو الدولية السابق في لوكسبورغ، روبيرت ألتمان، رسالة إلى حكومة بلاده يحذّرها فيها من “زواج المصلحة” مع قطر، بمناسبة اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاعتقال الشاعر النبطي القطري محمد العجمي الذي تغنّى بـ”الربيع العربي” الذي ترعاه الدوحة.
وتوجّه روبيرت ألتمان إلى حكومة لوكسمبورغ ـ التي تربطها اتفاقات للتعاون المالي مع قطر التي تتقدمها على رأس قائمة أغنى دول العالم ـ بالعديد من التساؤلات في الرسالة التي نشرتها صحيفة (wort) اللوكسمبورغية بالألمانية وبالفرنسية.
وقال ألتمان “كيف يمكن أن يفهم المرء قيام قناة الجزيرة الفضائية القطرية بدعم الثورات في تونس ومصر وليبيا ولكن قطر نفسها تمنع قصيدة كتبها شاعر قطري يذكر فيها الربيع العربي؟”.
وكانت السلطات القطرية قد اعتقلت محمد العجمي، المعروف بلقب “ابن الذيب”، في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وأودع في “سجن انفرادي فقط على ما يبدو بسبب ممارسة حقه سلميا بحرية التعبير”، بحسب منظمة العفو الدولية التي قالت مُؤخّرا في بيان أنه يُحاكم بشكل “سرّي” بعد أن اسندت له النيابة العامة تهمتي “إهانة الأمير” حمد بن خليفة آل ثاني و”التحريض على قلب النظام” في قطر، ممّا يعرّضه لعقوبة الإعدام، كما يتم تداوله من معلومات على العديد من مواقع التواصل الإجتماعي.
وكان العجمي قد كتب قصيدة تحت عنوان “قصيدة الياسمين” وضعها بعد اندلاع الانتفاضة في تونس، يهنئ فيها رئيس الحكومة المؤقتة التي شكلها محمد الغنوشي بزوال نظام زين العابدين بن علي ويتمنى فيها بأن يصل التغيير الى بلاد عربية أخرى، مع تلميحات قوية في القصيدة الى قطر.
وذكر ألتمان في رسالته العديد من النقاط والتساؤلات الموجهة للحكومة اللوكسمبورغية. فقال “هل تعرف الحكومة بأن قطر لا تحترم حرية الرأي؟ هل تعلم حكومة لوكسمبورغ أن قطر تدعم الإسلاميين في شمال مالي الذين يريدون تطبيق الشريعة الإسلامية؟ كيف يمكن أن يفهم المرء قيام قناة الجزيرة الفضائية القطرية بدعم الثورات في تونس ومصر وليبيا ولكن قطر نفسها تمنع قصيدة كتبها شاعر قطري يذكر فيها الربيع العربي”؟
ومضى ألتمان في تساؤلاته قائلا “كيف تٌقيم حكومة لوكسمبورغ هدية أمير قطر لحماس التي تبلغ 400 مليون دولار رغم أن المجموعة الأوروبية تقوم بتصنيف حماس على أنها منظمة إرهابية؟ وفي حال صحة قيام قطر بتمويل المسلحين السلفيين والإسلاميين، ألا يجب على الحكومة أن تتساءل عن الأهداف الحقيقية لسياسة قطر الاستثمارية في لوكسمبورغ وألا يجب على الحكومة أن تتساءل بجدية عن خلفيات العلاقات السياسية والاقتصادية بين لوكسمبورغ وقطر؟”.
والجدير بالذكر بأن قطر ـ التي احتلت المرتبة الأولى ضمن قائمة الدول الأغنى في العالم مُتفوّقة بذلك على لوكسمبورغ التي شغلت المركز الثاني في فبراير/ شباط الماضي، بحسب تقرير اقتصادي متخصص صادر عن مجلة “غلوبل فايننس” ـ ولوكسمبورغ وقعا عدداً من اتفاقيات بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي بين البلدين. كما أن الاسرة الحاكمة في قطر دخلت بشكل ملحوظ سوق لوكسمبورغ المالية في السنوات الأخيرة.
واستحوذت الاسرة الحاكمة عن طريق الصندوق الاستثماري القطري على 90 في المئة من فروع بنك “ديكسيا” الفرنسي – البلجيكي بلوكسمبورغ، فيما احتفظت الحكومة اللوكسمبورغية بـ10 في المئة. كما أن شركة “بريسيجون كابيتال” التي تملكها قطر اشترت في اكتوبر/ تشرين الاول 2011 مصرف “كيه بي ال” الخاص في لوكسمبورغ، فرع مجموعة “كيه بي سي” البلجيكية بمبلغ قدره 1.4 مليار دولار (حوالي مليار يورو). وتضمن هذه الصفقة لبريسيجون كابيتال المشاركة بمستوى 99,9 في المئة في كاي بي ال.
وكمُؤشّر على متانة العلاقات بين الأسرتين الحاكمتين في البلدين، تواجد رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في مُقدّمة الشخصيات العربية والعالمية التي حضرت مُؤخّرا في لوكسمبورغ الاحتفال بزفاف ولي العهد الأمير غويليوم والكونتيسة البلجيكية ستيفاني دي لانوي