لافروف: روسيا ستدعم عودة بعثة المراقبين الأمميين إلى سورية
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده مع المبعوث الأممي العربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي يوم الاثنين 29 أكتوبر / تشرين الأول في ختام مباحثاتهما بأن روسيا ستدعو الى عودة بعثة المراقبين الدوليين الى سورية وزيادة عدد افرادها كثيرا بعد ان توقف جميع الاطراف إطلاق النار.
وتابع الوزير قوله: ” نحن أعربنا عن خيبة أملنا لكون الاشخاص الذين عرقلوا عملية السلام قد أحبطوا في جوهر الأمر عمل المراقبين العسكريين الأمميين في سورية . والآن توقفت هذه البعثة عن العمل وبقيت في دمشق مجموعة صغيرة تتابع تطورات الوضع فحسب.
وأعرب لافروف عن ” قناعته بأننا لو عملنا جميعا على تنفيذ بيان جنيف فإن أول خطوة لازمة هي ايقاف إطلاق النار من قبل جميع الاطراف ، وبالطبع يتطلب ذلك الرقابة الدولية، وسنعمل على ان يعود الى سورية المراقبون الدوليون مع زيادة عددهم بقدر كبير”.
وبرأي لافروف ان هذا يعتبر الشئ الرئيسي في المرحلة الراهنة – ويجب ان نكون مستعدين لتطور الاحداث هذا وكذلك ان نعمل على ان تمضي هذه الاحداث في المجرى الصحيح. واشار قائلا ” ان الأمر الرئيسي هو إقناع جميع الاطراف السورية بضرورة البدء بتنفيذ هذا السيناريو . واظن ان روسيا هي البلاد الوحيدة التي شاركت في اجتماع مجموعة العمل في جنيف في 30 حزيران/يونيو ، وتجري مباحثات متواصلة مع كافة الاطراف السورية ، سواء مع الحكومة ام مع كافة مجموعات المعارضة بلا استثناء”.
وحسب قول لافروف فأن موسكو تعول على ان يبذل الشركاء الغربيون جهودا مماثلة.وقال” يجب عليهم ان يعتادوا على فكرة انه بدون الحوار مع الحكومة هيهات ان يتحقق شئ. وهذه المسألة الوحيدة الآن التي تشخص في طريق الانتقال الى العملية السياسية”.
روسيا تأسف لفشل الهدنة في سورية
وأعرب لافروف عن أسف روسيا لفشل مبادرة المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي لإرساء هدنة بين السلطات والمعارضة في سورية خلال عيد الأضحى المبارك.
وقال لافروف: “نحن بالطبع نشعر بالضيق لعدم الاستجابة لمبادرة السيد الإبراهيمي لإعلان هدنة خلال الأعياد الإسلامية والتي دعمناها بنشاط”.
وقال لافروف ان اللاعبين الخارجيين يجب أن يبعثوا بإشارات مماثلة إلى الأطراف السورية تفيد بوقف العنف وبدء المفاوضات. وقال:” لقد أجرينا مشاورات مكثفة ومفيدة مع المبعوث العربي والأممي الأخضر الابراهيمي حيث أعربنا عن تأييدنا لنشاط الابراهيمي وفريقه منذ تعيينه في هذا المنصب. وإننا مصممون على أن ندعم بشتى الوسائل الجهود التي تبذلها هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والتي تهدف إلى تهدئة الوضع بأسرع وقت ممكن وبدء الحوار القائم على المبادئ نفسها التي تم الاتفاق عليها في جنيف”.
وبحسب الوزير الروسي فإنه توصل مع الابراهيمي إلى وجهة نظر مشتركة بأن بيان جنيف، “باعتباره أكثر مواقف الأسرة الدولية وضوحا وصياغة والذي شارك باعداده جميع اللاعبين الخارجيين تقريبا لا تزال أهميته قائمة”. وأعاد لافروف إلى الأذهان أن مغزى البيان ينحصر في ضرورة الوقف الفوري للعنف وإجراء مفاوضات بين الحكومة والمعارضة.
ولفت لافروف إلى أن موسكو أيدت المبادرة التي طرحها المبعوث الخاص حول إعلان الهدنة بين الأطراف السورية خلال عيد الضحى، لكنه أكد أن اقتراح الابراهيمي لم يجد آذانا صاغية. وقال لافروف:” اعتقد انه ليس هنالك معنى للحديث عن من أفشل الهدنة. لأن الحرب في سورية للأسف تزداد شدة. وتحصل يوميا استفزازات وردود فعل غير متكافئة.
لذلك فإن مهمتنا الرئيسية في هذه المرحلة هي حث كل السوريين المتناحرين على وقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات. و من أجل تحقيق ذلك يجب أن يستخدم كل اللاعبين الخارجيين نفوذهم ويؤثروا على مختلف المجموعات السورية الحكومية والمعارضة، علما أن المعارضة لا تتصف بوحدة صفوفها .. ويبعثوا بإشارات مماثلة إليها وأن لا يحرضوا أحد الأطراف على مواصلة العنف، ويقنعوا الجميع بوقف إطلاق النار والانتقال إلى العملية السياسية”.
وقال لافروف :” اريد أن أعرب عن امتناني للسيد الابراهيمي وفريقه كله للجهود التي يبذلونها بغية البحث عن حلول مشتركة ترضي الأسرة الدولية. وإني آمل بأن نستطيع في ختام محادثاتنا اتخاذ خطوات إضافية، ترمي إلى وقف إراقة الدماء والانتقال إلى المفاوضات