المناصب العليا في أمريكا عرضة للخيانة الزوجية!! ـ رسائل كيدية نسائية أسقطت مدير الـ “سي آي ايه”
تكشفت تفاصيل المؤامرة المحيطة باستقالة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ديفيد بترايوس أمس (الأحد) وسط تقارير، تفيد أن السيدة التي يعتقد أنها كانت عشيقته وجهت رسائل الكترونية إلى امرأة ثانية كانت تعتبرها تهديداً لعلاقتها معه . وظهرت القضية بعدما بدأ مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) يحقق في ما اذا تم الاطلاع على المعلومات الموجودة على الكمبيوتر الذي يستخدمه بترايوس المتزوج والأب لولدين . وذكرت شبكة “ان بي سي”التلفزيونية أن مكتب التحقيقات يجري تحقيقات بشأن باولا برودويل التي يشتبه بأنها حاولت الاطلاع على الرسائل الالكترونية لبترايوس التي تحوي معلومات سرية، عندما كان على رأس التحالف الدولي في أفغانستان . وقال مسؤولون لم تكشف أسماءهم إن عشيقة بترايوس هي برودويل الضابط السابق في الجيش التي امضت فترات طويلة تجري مقابلات مع بترايوس قبل نشر كتابها .
وقال مسؤول مطلع إن التحقيق أثير عبر رسائل بالبريد الالكتروني تتضمن “مضايقات”أرسلتها برودويل إلى امرأة ثانية . والسيدة التي تلقت الرسائل الالكترونية أصيبت بخوف شديد، وتوجهت إلى مكتب التحقيقات الفدرالي لطلب الحماية والمساعدة في ملاحقة الجهة المرسلة . بيد أن المرأة الثانية لم تكن تعمل لدى “سي آي ايه”وعلاقتها مع بترايوس تبقى غير واضحة . لكن الرسائل الالكترونية تشير إلى أن برودويل كانت ترى فيها تهديدا لعلاقتها بالمسؤول العسكري والاستخباري .
ولم يكن أوباما على علم بان بترايوس على وشك الاستقالة حتى صباح الخميس ورفض قبول استقالته على الفور، خاصة انه لم يكن يتوقع سماع مثل تلك الأنباء بعيد إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية . وقال مسؤول كبير في الاستخبارات ان مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر علم بالوضع الخميس، وأبلغ بترايوس بأن “الأمر الصائب للقيام به هو الاستقالة”.
وسيتولى مايكل موريل نائب بترايوس المنصب بالوكالة . ولخلافة بترايوس، طرح اسم جون برينان مستشار البيت الابيض لشؤون مكافحة الارهاب والمخضرم في “سي آي ايه”الذي لعب دوراً اساسياً في إطلاق حرب الطائرات من دون طيار على ناشطي القاعدة . وبين الاسماء الأخرى مايكل فايكرز مساعد وزير الدفاع لشؤون الاستخبارات، وعضو الكونغرس مايكل روجرز الذي يرأس لجنة مجلس النواب الدائمة حول الاستخبارات، والسناتور الجمهوري السابق تشاك هاغل . وتوقع محللون ان يبقى موريل بشكل دائم في هذا المنصب اذا كان أداؤه جيداً كمدير بالوكالة .
من جهة أخرى، ثار جدل في الولايات المتحدة حول استقالة مسؤولين رفيعين عقب الكشف عن الخيانة الزوجية . وقال معلقون إن الولايات المتحدة بلد معروف بتقاليده المحافظة الصارمة حيث تعادل الغلطة الاخلاقية الخطأ المهني . وقد أصيبت البلاد بالذهول في البداية عندما أعلن بترايوس استقالته، ثم تساءلت عما اذا كان الأمن مهدداً، من دون أن يخلو ذلك من بعض التهكم أمام هذه القصة الغرامية التي ليست الاولى ولن تكون الاخيرة وتحتل الصفحات الاولى للصحف . ويوم الجمعة في الساعة نفسها التي أعلنت فيها مغامرة الجنرال العاطفية خارج إطار الزواج، أعلنت شركة لوكهيد مارتن استقالة مديرها العام المقبل كريستوفر كوباسيك بسبب علاقة عاطفية في داخل المؤسسة .
والعالم السياسي الأمريكي غني جداً بهذه القصص التي تؤثر في مهنة الذي يقوم بخيانة زوجية . فيضطر الى الظهور العلني مع عينين دامعتين وصوت متهدج ليعترف بخطأه .
وقبل بضعة أشهر، فقد ارنولد شوارزنيغر الحاكم السابق لولاية كاليفورنيا بريق مسيرته النجومية بعد اعترافه بشكل يدعو للشفقة وبكتابته في مذكراته بأنه أنجب طفلاً من العاملة في منزله .
والرئيس الأسبق بيل كلينتون كاد يضطر لترك منصبه كرئيس للولايات المتحدة بعد اعترافه بعلاقته مع مونيكا لوينسكي المتدربة في البيت الابيض .
وقبل أربع سنوات توقفت المسيرة المهنية للديمقراطي جون ادواردز الذي كان يرى كثيرون فيه كينيدي جديداً بعد الكشف عن ابن أنجبه خارج إطار الزواج . كذلك كان مصير الديمقراطي غاري هارت الذي كان في موقع جيد للانتخابات الرئاسية في ،1987 بعد التقاط صور له مع عشيقته الشقراء دونا رايس في أحضانه . وهذا ما كلفه إنهاء الحملة .
لكن، هل تعتبر التقاليد المحافظة السبب الوحيد في حالة استقالة الجنرال؟ كتبت صحيفة “نيويوركر”ان قضية الخيانة هذه “كان لها وقع المفاجأة، هذا اقل ما يمكن قوله، لكنها تطرح أيضاً السؤال لمعرفة ما اذا كان وراءها ثمة أمر آخر”. وعلى غرار العديد من وسائل الاعلام الامريكية اشارت الصحيفة إلى “الخطر على الأمن”أو “خطر الابتزاز«، الذي يمكن أن يتعرض له مسؤول كبير لمؤسسة حساسة الى هذه الدرجة .
والأمريكيون يتساءلون بدورهم . قال فريد على موقع “سي ان ان”ان كل ذلك حصل “لأن أمريكا كانت مستعمرة من قبل الطهرانيين (جماعة بروتستانتية) وليس من قبل الفاينكينغ (القبائل الاسكندنافية)”. وكتب جوشوا اوزرسكي على موقع سليت “لا نأبه لذلك . لماذا قصة حياة خاصة تجعل “سي آي ايه”تخسر مسؤولاً يتمتع بالقدرات؟ انه ليس مستشاراً للشؤون الزوجية”.
وتحدث ستانلي بينيال الصحافي في “ايكونوميست”بروح الفكاهة في تغريدة عن شائعات استقالة “في فرنسا لرئيس أجهزة الاستخبارات لأنه لم يعش مغامرة خارج إطار الزواج منذ أشهر عدة