المعارض السوري كيلو: المجلس الوطني جزء من خراب سورية ــ والمعارض الناصر: يريدون قطع الطرق على الإبراهيمي
أكد عضو «المنبر الديموقراطي» المعارض السوري ميشال كيلو أن موقفه من تشكيل «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي أُعلن عنه من الدوحة أول من أمس يرتبط «بما سيفعله (هذا الائتلاف) ونحن ننتظر وسنبني موقفنا على النتائج التي تترتب على ذلك، وليس المهم التنظيمات وإنما الأفعال».
ولفت كيلو الى أن الاجتماعات التي أجراها المجلس الوطني السوري الأسبوع الماضي «لا علاقة لنا بها لسنا جزءاً منها، نحن ديموقراطيون، والمجلس إسلامي، نحن مستقلون والمجلس تابع لدول أجنبية تموّله وتسهر على استمراره بعدما شكّلته. ونعتقد على كل حال أن المجلس يلهو في القضية السورية ويراهن على خراب البلد، وهو جزء من هذا الخراب».
ورأى أن خطر «الصوْملة» الذي أشار اليه المبعوث الأممي – العربي الى سورية الأخضر الابراهيمي «غير وارد»، مؤكداً أن «مخاطر النموذج الصومالي غير قائمة في سورية لأن السوريين ليسوا مستعدين للدخول فيها، كما أن العالم لن يسمح بها»، موضحاً أن «سورية مهمة جداً للأمن العالمي ولاستقرار الشرق الأوسط عموماً والعربي خصوصاً»، مضيفاً: «هناك خطر انفلات يترتّب على دمار هائل يحل اليوم في البلد والشعب، وبالتالي خطر مأساة إنسانية هائلة تشبه ما حدث في الصومال، أما انقسام سورية على جبهات تتحارب إلى ما لا نهاية ، فهذا ليس خطراً ماثلاً».
وعمّا إذا كان يتخوّف من انهيار الجيش السوري وتَفكُّكه كما حدث مع الجيش العراقي، أشار الى أن «هذا الاحتمال وارد، وإن كان هناك تحسب ضد هذا الاحتمال»، لافتاً الى أن «العالم يريد الإبقاء على قدر من قوة الجيش السوري وتماسُكه كي لا تذهب البلاد إلى فوضى تصعب السيطرة عليها»، مؤكداً أن «المعارضة ليست ضد الجيش».
وإذ شدد كيلو على تحولات مرتقبة في الموقف الأميركي تجاه الأزمة السورية بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية قائلاً «ثمة تحول، وإن كنت لا أعرف مداه، وأعتقد أنه سيكون تصعيدياً ضد النظام»، أكد أن «الاميركيين لا يريدون المجلس الوطني السوري لاعتقادهم أنه لم يفعل شيئاً يؤهله لأن يكون فاعلاً في مستقبل الأزمة السورية، ويريدون بديلاً له».
حول إمكان تشكيل حكومة انتقالية داخل المناطق المحررة في سورية التي تدعو اليها أطراف المعارضة، رأى «أن الظروف قد تنضج قريباً وتسمح بتشكيل حكومة انتقالية، أما اليوم فقيامها صعب، وكل شيء يتوقف على الصراع على الأرض وهو يجري في المجمل لغير مصلحة النظام». وأعرب عن تخوفه من فرضية الانهيار الأمني بعد سقوط النظام ورأى أن رهان الروس على اتفاق جنيف يعود الى «أنهم ليسوا في وضع يمكّنهم من التأثير في القوى المختلفة على الساحة السياسية المعارِضة، ويحاولون التعاون مع أميركا التي لن تستجيب لهم بالتأكيد»، لافتاً الى أن «الروس سيخسرون وسيندمون، مع أنهم قد يغيّرون موقفهم في آخر لحظة».
ورداً على سيناريو الحرب الأهلية، أكد كيلو أن سورية «لن تذهب الى حرب أهلية وإن كان من الممكن أن تمر في حقبة فوضى تجعل من الصعب حكمها. هناك مصلحة أميركية ـ إسرائيلية في ذلك، لكنني اعتقد أن حلفاء أميركا الخليجيين المهمين كالسعودية لا يريدونه»، مشدداً على أن «الأمور تخطت الكلام عن «طائف سوري» فسورية ليست لبنان حتى تكون هناك تسوية طائفية لأزمتها غير الطائفية. هناك فرص لتفاهمات دولية مختلفة عن الطائف، يقال إنها ستجرى خلال الفترة القريبة المقبلة، سننتطر ونرى».
الناصر : «الائتلاف الوطني» محاولة لقطع الطريق على خطة الإبراهيمي
عبر أمين سر هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي في سورية رجاء الناصر عن خشيته ان تكون ولادة «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة» من الدوحة «محاولة لقطع الطريق على خطة (المبعوث الدولي الأخضر) الإبراهيمي وعلى مشروع الحل السياسي»، موضحا أنه «هذه الحالة ستؤدي إلى غير ما نريده من محاولة لتخفيف الخسائر والمعاناة».
وقال الناصر إن «بعض احزابنا وبعض شخصياتنا دعيت ورفضنا المشاركة لأسباب شكلية ووطنية وتنظيمية»، موضحا أن «ما جرى بالنسبة لنا هو اعادة ترتيب بيت المجلس الوطني وإعادة انتاجه بشكل آخر وهو لم يضف أي إضافة حقيقية على الساحة».
وتابع: «نبارك أي عملية توحيد للمعارضة على الساحة السورية وإنقاص التشتيت عملية مهمة بالنسبة لنا، ولكن أن يتحول هذا الترتيب إلى إعادة انتاج فكرة الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري من قبل تيار معارض وإقصاء الآخرين هو شيء غير مقبول بالنسبة لنا، وبالتالي فإن ذلك يعني إعادة انتاج النظام الشمولي الذي نعمل نحن ضده. إننا نرى أن عمليات توحيد المعارضة وتشكيل كياناتها يجب ان تكون بإرادة السوريين وبقدراتهم وليس بضغوط وخطط خارجية».
وتابع: «إن كانت الهيئة تمثل ذاتها وأعضاءها وخطها السياسي فأهلا وسهلا بها وهي ستكون بذلك جزءا من الحراك السياسي داخل البلد. أما إذا كان يراد تقديمها على أنها تمثل الشعب أو الثورة السورية فإننا نرفض ذلك لأنه نوع من أنواع الاقصاء والتهميش للآخرين خصوصا القوى السياسية في الداخل».
وعن مدى الآثار التي سيتركها الدعم الدولي الذي بدى وكأن الهيئة الجديدة تحظى به على بقية القوى المعارضة في سورية، قال: «أعتقد أنه ستكون هناك هجمة دولية لصالح الهيئة ولكن آثارها ستكون سلبية على الشعب السوري ولن تكون هذه الهجمة خدمة لمصالح السوريين، وهذا الدعم الدولي سيدفع بالأوضاع داخل البلاد إلى مزيد من الأزمات وليس فقط تصعيد على مستوى المواجهة العسكرية التي لم تنتظر أساسا الدعم، وكان الثوار يعملون وإن كان بدعم أقل ولكن الإشكالية اليوم أن الدعم سيتجه إلى خط سياسي معين وقد يساهم في تشكل مزيد من الصراعات داخل الحياة السياسية السورية».
وأوضح أن مؤتمر انقاذ سورية الذي عقد أخيرا بدمشق خرجت عنه ورشات عمل من المقرر ان تبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة على ان يتم اعلان نتائج هذه الورشات في مؤتمر صحافي يعقد بالقاهرة.
وعن موقف هيئة التنسيق من دخول الجيش الحر إلى مدينة رأس العين الواقعة في منطقة النفوذ الكردي خصوصا أن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي العضو في هيئة التنسيق، قال إن «الاخوة في حزب الاتحاد الديموقراطي أبلغونا أن معظم الذين اقتحموا المدينة هم من الأجانب وضمن سياسة تحقيق منطقة الشريط الحدودي الآمن فيها وهو مخطط لا يدخل في الصراع مع السلطة أكثر من ما يدخل في موضوع تنفيذ هيمنة تركية على المنطقة، ويمكن للحزب الديموقراطي أن يتحرك على الأرض لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قريبا جدا
* الرأي