غزة… الدنيا ربيع!!!
انتهت الحرب في غزة بوقف اطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل برعاية مصرية وسارع القياديون في حماس كعادة العرب إعلان انتصارهم التاريخي على إسرائيل والتوجه بالشكر والعرفان إلى قادة العرب الأشاوس والى الجامعة العربية التي استطاعت بحكمتها وصمودها وبطولاتها أن تدخل وزراء خارجية الدول العربية غزة عابرين المعابر التي أغلقوها بأيدهم فاتحين مكبرين مبشرين بالنصر المؤزر قبل يوم من إعلانه وقد أرغموا شعوب الأرض على رؤيتهم عبر الشاشات وهم بكامل أناقتهم يقفون أمام الكاميرات لأخذ الصور الجميلة وخلفهم الدمار الذي أحدثته آلة الحرب الإسرائيلية في مساكن أهل غزة والمنشات الحيوية وهم يحتضنون الجرحى والموتى التي انتشرت أشلاءهم في شوارع غزة.
انتصر العرب مرة أخرى ومن كثرة الانتصارات لم يعد له طعما فهذه إسرائيل تجرب حضها وترجع خائبة كعادتها ويحرج قادتها أمام شعبهم من الهزائم المتلاحقة على يد المقاومة العربية وربما يفقدوا كراسيهم بعد أن ضاق بهم ذرعا الناخب الإسرائيلي .
تصدر قادة حماس المؤتمرات الصحفية لإعلان هزيمة إسرائيل في تحقيق أهدافها والإشادة بشجاعة الدكتور مرسي وردوا إخوان مرسي بالتهنئة على انتصار حماس الكبير. قد ذكرني هذا بحادث ظريف لصديقين لي احدهم يكنى (أبو بلال) وهو ليس له أطفال والآخر (أبو حقي) ولم يرزق بأطفال أيضا وفي زيارة عائلية قام بها أبو بلال إلى بيت أبو حقي وعند الباب رحب به أبو حقي يصوت عالي وهو ينادي زوجته (أم حقي سوي طريق جاء أبو بلال وأم بلال) مما جعل أبو بلال يستغرق بضحكة هستيرية وهو يردد(لك يابو… يام …. انت صدكت شنو هلقشمره)
اختبرت إسرائيل بعدوانها على غزة النظام العربي الجديد ووجدته بإخوانه وسلفيه وجهاديه وقاعدته وعلمانيه لا يجيد إلا قتل نفسه وتكفير جاره والتظاهر على خبزه ينخره الفساد والصراعات السياسية والطائفية وهو في ربيعة. كيف ينتصر شعب مقهور وحكامه مخادعون كذابون ركبوا قطار اسماه الغرب ربيع العرب وعلى طريقة الدنيا ربيع والجو بديع قفل الحكام كل المواضيع .
احتفل أهل غزة بإيقاف القصف الهمجي على رؤوسهم لا بانتصار وهمي حققه مشعل ومرسي وشعوب عربية مخدرة ومتأثرة بالصراع المرير بين المشايخ والفنانات .
وكل هجوم والعرب بخير .