ماذا تريد منا ثورة الحسين(ع) ؟؟
لقد فجرت هذه الثوره من العواطف النبيله مالم تستطع تفجيره اي ثوره او نهضه في كل تاريخ الثورات في العالم وبلا استثناء ,واحتوت من العمق العقائدي والعمق الفكري مالم تحتوه اية ثوره في دنيا الناس منذ قيامها قبل الف ونيف من السنين والى يومنا هذا .
فمن خلال العاطفه الحسينيه الصادقه وصرخات سبايا الحسين,يتفجر الانسان المسلم غضبا مقدساً على الظالمين واعداء الدين ,ومن خلال اباء الحسين ومبدئيته العظيمه يتفجر المسلم الرسالي فكراً وعقيدة تسخر من كل المداهنين والمساومين وتستخف بكل اشباه الرجال وادعياء الدين…ويبقى في نهاية المطاف المزيج المقدس من الفكر والعاطفه هو الحاكم في خط سير المسلم الحسيني وهو يسمع كلمات الحسين الخالده(واني لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما)ولكن, اذا اقتصر احياء ذكرى الثوره على اطعام الطعام دون زرع الاخلاق والمبادئ في النفوس ,واقتصرت العواطف على الطبول والقامات دون استحضار القيم الخالده التي بسبب ضياعها او تضييعها فجر الحسين ثورته نكون قد ساهمنا في واد الثوره وذبح مبادئها وتقليم اغصانها وفروعها ,وبالتالي استئصال جذعها وجذورها ..
وهنا اقول لنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين (عليهما وآلهما الصلاة والسلام )بالاتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين
(عليه السلام ) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الاصلاح ، الاصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم (عليه وآله الصلاة والسلام)
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير الى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لانه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والافساد فلا نكون في اصلاح ولا من اهل الصلاح والاصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين (عليهما الصلاة والسلام(
اذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الامين عليه وعلى آله الصلاة والسلام في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في ايجاد الصلاح والاصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار.
ومنه وعليه يمكننا أن ندركَ معنى أحياءِ الشعيرةِ غيرِ المقتصرة وغيرِ المنطويةِ على أثارةِ العزاء فحسب دونما تحليلِ فلسفةِ الشعارِ وعمقِ الغايةِ وجليلِ الهدف الذي انطلق الحسينُ عليه السلام منها وراح يعطي الغالي والنفيس من أجلِ تحقيقِها قولُهُ سبحانه))ومن يعظمُ شعائرَ اللهِ فإنها من تقوى القلوب((، وعلى ضوء ذلك لا يمكننا أن نفهمَ معنى الأيمانِ بثورة الحسين (عليه السلام) ألا من حيث امتلاء تلك النفس بروح العزة والشموخِ والكرامةِ والتصاقها بمفهوم الحميةِ والإباءِ وخلعِ ثوبِ المذلةِ وإيثارِ مصارعِ الكرامِ على طاعةِ اللئام وهذا ما نستوحيه من قوله(عليه السلام): ( ألا أن الدعي ابنَ الدعي قد ركزَ بين اثنتين بين السلةِ والذلةِ وهيهات منّا الذلّة يأبى اللهُ لنا ذلك ورسولُهُ والمؤمنون,وجدود طابت وحجور طهرت, وأنوفٌ حمية, ونفوسٌ أبية, ابت ان تؤثرَ طاعةَ اللئامِ على مصارعِ الكرام) ، فكانت هذه الكلماتُ ولا زالت وستبقى الخطرَ الاكبرَ الذي يُرعبُ الطواغيتَ في كلِ العصور ويقضُ مضاجعَهم لأن منبعَ هذه الكلماتِ وأساسَها هو تجسيدُ كرامةِ الانسان في الارض واقامةُ العدلِ والانتصافِ من الطغاةِ والمتجبرين وارساءُ مبادئ الدينِ الاسلامي الحنيف….. !!
وليس بيننا وبين هذا النداء الا ان نفهم ان كل ظالم في الارض يزيد او من انصار يزيد, وان كل مظلوم في الارض حسين او من انصار الحسين ,خاصه اذا كان على طريق الحسين ومنهج الحسين ومبادئ الحسين (ع)