صواريخ غزة اوصدت الابواب امام التهديدات الاسرائيلية لايران
كان لابد للقيادة الاسرائيلية من اختبار امكانياتها وقوتها القتالية طالما كانت تفكر بضرب المفاعلات النووية الايرانية , فجائت خطوتها الاولى من خلال ارسال طائراتها الحربية لمسافة تزيد عن الالف وخمسمائة كيلو مترا لضرب وتدمير مصانع اليرموك الحربية في السودان والتي تمت بنجاح … بقي لها ان تقف على حقيقة ومدى استعداد الاسرائيلين وتقبلهم للحرب وسقوط الصواريخ فوق رؤوسهم , اضافة الى التأكد من مدى حاهزية القبة الحديدية في التصدي للصواريخ المنطلقة صوب المدن الاسرائيلية …
ومن هنا بدأ التفكير في استدراج احد الاطراف التي تتسلح بسلاح ايراني , فأتجهت الانظار اولا صوب حزب الله في الجنوب اللبناني , غير ان كبار القادة العسكريين في تل ابيب نصحوا الحكومة ورئيسها ان تكون حماس المحطة الجديدة لاسباب عدة قد تكون اهمها تواضع قدرتها القتالية والصاروخية قياسا لما يمتلكه حزب الله … وفعلا انطلقت الطائرات الاسرائيلية لتدك مدينة غزة وقتل اطفالها وشيوخها …
وفي ذات الوقت راحت صواريخ حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية تتساقط بالعشرات فوق الجنوب الاسرائيلي ووصول بعضها الى مشارف مدينتي تل ابيب والقدس ما تسبب بذعر كبير في اوساط الاسرائيليين , فيما لم تستطع قبتهم الحديدية سوى التقاط عدد محدود جدا منها , ما ادى الى تخبط القادة في تل ابيب واعادة النظر بخططهم والغاء الهجوم البري الذي كان مقررا سلفا واعلان وقف اطلاق النار من جانبهم , في الوقت الذي راحت حماس تفرض شروطها والتي اذعنت اسرائيل لبعض منها . يظهر مما سبق وبشكل لا يقبل التأويل ان الصواريخ التي اطلقتها غزة هي التي حسمت الحرب وجعلت اسرائيل تنصاع وتبحث عن مخرج بأقل الخسائر ويحفظ لها بعض من ماء وجهها …
وحسب رئيس المكتب السياسي لحماس وامين عام الجهاد الاسلامي , فأن السلاح الذي استخدموه من الطلقة وحتى الصاروخ كان ايرانيا بالكامل , وطالبا ايضا بعض الحكومات العربية بالسماح للسلاح الايراني الوصول الى غزة , في اشارة الى مصر التي يتم عن طريقها تهريب الاسلحة … وبغض النظر عن الموقف العربي من ايران والهجوم الاعلامي المكثف عليها , ثبت ان ايران وليس العرب , ومع شديد الاسف , هي من دعمت المقاومة وبفضل سلاحهم تمكنت غزة من قهر وكسر الغطرسة الاسرائيلية , بينما ظل العرب , جميعهم دون استثناء , يتاجرون بالقضية الفلسطينية ويسخرونها لمصالح انية والمزايدة عليها في المحافل الدولية … وخير دليل اننا لم نجد اي بلد عربي يبادر الى تقديم الدعم لغزة بأستثناء بيانات كسيحة تشجب وتدين لا غير , كما ان زيارة الوفد الوزاري العربي الى غزة لم تتم دون اخذ اذن من الطرف الاسرائيلي واعلامهم الاماكن التي سيتواجدون فيها لتجنب قصفها .
القضية الاهم والتي لفتت انتباه المراقبين هي التحرك السريع وغير المسبوق لاطراف عربية ودولية لايقاف هذه الحرب , فجائت زيارة الامير القطري متزانتة مع زيارة رئيس الوزراء التركي الى مصر مالبثت ان لحقت بهما وزيرة الخارجية الامريكية بغية دفع القيادة المصرية للتحرك واحتواء الموضوع بالسرعة الممكنة ليس بهدف انتشال وانقاذ شعب غزة المسكين من العدوان الشرس والموت المجاني , بل لايقاف صواريخ غزة التي هي من صنع ايراني , قبل ان يفتضح الامر اكثر وسيهوى كل ما فعلوه طوال سنين عدة لتشويه صورة ايران اذا ما تمكنت غزة من ان ترفع صوتها بصواريخها وتقف امام اسرائيل موقفا صلبا وترغمها على تنازلات لا يريدها البعض ان تكون لايران علاقة بها .
ان ما بات في حكم المؤكد هو ان اسرائيل سوف تفكر مرات ومرات قبل ان تقدم على مغامرة ضرب المفاعلات الايرانية , ذلك انها لم تستطع ان تصمد امام صواريخها المتواصعة فكيف اذن بغيرها مما بحوزتها … فكسبت ايران الجولة كما كسبتها حماس ومن معها من الفصائل الاخرى , وبدأ الشارع العربي يتسائل عن الابعاد الحقيقية التي تقف وراء الحملة المعادية لايران …