الاستخبارات الفرنسية : (تطارد) قطر وأموالها من الإخوان في سوريا إلى (الجهاديين) في مالي!
تتابع أجهزة الاستخبارات الفرنسية كل أنواع الدعم الذي تقدمه قطر لبلدان الثورات العربية وصلاتها بالإسلاميين، وتبالغ في التحذير من “سخائها”، ووصل بها الأمر إلى “توريطها” في “تمويل” الصراع المالي، حيث أوردت أسبوعية “لوكنار أونشينيه” (الفرنسية الساخرة المعروفة بالتسريبات) أن الدوحة خصّصت مبالغ لترميم جامع “تومبوكتو” الكبير الذي “صادف” أن أحد قادة الجماعات الجهادية يقيم فيه! مما يعني أنه هو الذي “سيتلقّى” الدعم القطري السخي! كما إنها تبرعت، في عهد ساركوزي، لدفع “فدية” رهينة فرنسي كان مخطوفاً في منطقة “الساحل” للجماعات المسلحة الخاطفة!!
وينقل تقرير الأسبوعية معلومات من مصادر سعودية مفادها أن دبلوماسيين أميركيين (عشية تأسيس “الائتلاف الوطني السوري”) وجّهوا تحذيراً قاسياً جداً لدولة قطر، وبلغة “بعيدة جداً عن الدبلوماسية” حول تحالفها مع “الإخوان المسلمين” في سوريا.
وحسب جريدة “الكنار أنشينه” الفرنسية، فقد أعرب سفير قطر في باريس، “محمد جهام الكواري”، عن سخطه على هذخ الأسبوعية الساخرة في عدد من اللقاءات الدبلوماسية، بل ووصل به الأمر إلى حد نقل استيائه إلى قصر الإليزيه.
وتقول الصحيفة نفسها، التي خصّص رئيس تحريرها “كلود أغنيلي” عموده الأسبوعي اليوم لهذا الموضوع، إن سبب الغضب القطري هو ما كشفت عنه الجريدة الفرنسية الساخرة بأن هذه الإمارة الغنية، الصديقة لفرنسا “توفّر عوناً مالياً للجهاديين في شمال مالي”.
وتشير “لوكنار أنشينيه” إلى أنه في آخر مؤتمره الصحفي الذي عقده مع “بان كي مون” في يوم 9 أكتوبر، فقد حرص الرئيس الفرنسي هولاند على التطرّق إلى الموضوع القطري. وقد استخدم لغة مهذّبة جداً للإشارة إلى “تمويلات إنسانية (!) يمكن أن تقع في أيدي جماعات إرهابية”!
وفي 11 أكتوبر، وأثناء لقاء مع عدد من وسائل الإعلام الفرنسية، عاد الرئيس الفرنسي إلى الموضوع القطري قائلاً أنه أعرب عن قلقه لـ”قطر”، أي لسفير قطر في باريس.
ويضيف المقال الرئيس لأسبوعية “لوكنار أنشينيه” في عددها الصادر اليوم، 28 نوفمبر، أن انزعاج سفير قطر تزايد حينما قرأ في “الكنار”، بتاريخ 17 أكتوبر 2012، أن جهاز الاستخبارات الخارجية (“دي جي إس أو”) و”الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية” (“دي سي إر إي”) لا تكفّ عن “تحذير الإليزيه” من “سخاء قطر” مع دعاة تطبيق “الشريعة” في منطقة “الساحل” الإفريقي (التي تشمل أجزاء من السنغال ومالي وموريتانيا والتشاد والنيجر والجزائر).
وتستغرب “لوكنار أنشينيه” أن الصحفي في “الفيغارو”، جورج مالبرونو، أشار في مدوّنته، بتاريخ 25 أكتوبر، إلى غضب السفير القطري. ثم نشرت جريدة “الفيغارو” مقالاً قصيراً في 26 أكتوبر ذكرت فيه أن “جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي كذّب (المعلومات) حول وجود عملاء قطريين في شمال مالي تمّ إلحاقهم بالجماعات الجهادية تحت غطاء أغراض إنسانية”. وتقول الصحيفة إن هذا “التكذيب” يدعو للاستغراب لأنها هي نفسها، أو أي صحيفة فرنسية أخرى، لم تتحدّث ولو لمرة واحدة عن وجود عملاء قطريين في شمال مالي!
وتختم “لوكنار أنشينيه” بالقول:
“بالمقابل، حرص جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي على عدم تكذيب المعلومات المتداولة بأنه حذّر قصر الإليزيه من عمليات توزيع الأموال على الجماعات الجهادية الناشطة في شمال مالي. ولو أراد هذا الجهاز أن يكذّب تلك المعلومات لكان حتماً قد وجَدَ طرقاً “خفية” لتكذيبها”!