وبدأت المعركة السياسية بين “طهران والرياض” في لبنان حول الأكثرية!
في وقت ذكرت فيه معلومات صحافية عربية أن صحة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الموجود في أحدى مستشفيات الرياض دخلت مرحلة دقيقة، كشف زوار المملكة عن خلافات مستشرية داخل البيت الحاكم منذ أن دخلت المملكة على خط الأزمتين السورية واللبنانية، وهي إستفحلت منذ إقالة رئيس المخابرات الأمير مقرن بن عبد العزيز وتعيين الأمير بندر بن سلطان مكانه لادارة الأزمة وتحريك الأجهزة الأمنية بصورة أكثر فاعلية .
ويتحدث هؤلاء الزوار عن لجوء بعد القيادات المتناقضة المشارب والولاءات إلى عمليات تقييم واسعة النطاق لنتائج السياسة المتبعة تجاه الأزمة السورية، وصلت إلى حدود إعادة الحسابات لاسيما بعد الخلافات بين أجهزة المملكة وتلك التابعة لدولة قطر على خلفية التمويل من جهة وقيادة المعارك عبر البوابة التركية من جهة ثانية، وما الخلافات المسلحة التي تشهدها الجبهات السورية بين فصائل “الجيش السوري الحر” سوى ترجمة لخلافات رأس الهرم وصلت إلى حدود اقتصار التمويل السعودي على الفصائل الوهابية دون سواها فيما تولت قطر تمويل الفصائل السلفية والتكفيرية.
ويبدو بحسب هؤلاء أن المملكة نقلت صراعاتها المكتومة مع ايران إلى الساحة اللبنانية عبر ادارة الانتخابات النيابية المقررة في الربيع المقبل، بحيث تعتبر الادارة السعودية أن استئثار الفريق المدعوم منها بالأكثرية النيابية يعني نصراً معنوياً باعتباره تعويضاً عن الإخفاقات على المستوى السوري والأقليمي والعربي، عدا عن كونه قيادة للشارع اللبناني طيلة المرحلة المقبلة مع ما تعنيه الساحة اللبنانية من قدرة على تصدير الأزمات واستيراها في وقت واحد، والعكس صحيح أيضاً أي أن التفكير نفسه ينعكس على سياسة طهران الخارجية ويدفعها إلى خوض المعركة رغم قساوتها المتوقعة.
وليس بعيداً عن ذلك، تعتبر المصادر أن السعودية فتحت المعركة الإنتخابية في لبنان قبل أوانها وذلك من خلال توجيه السفير السعودي علي عوض عسيري عدد من الدعوات لشخصيات لبنانية فاعلة ومؤثرة في المجريات وأبرزها لرئيس حزب “الكتائب” أمين الجميل والنائب ميشال المر، وذلك في محاولة جادة لتغيير المشهد المتني باعتبار أن ضغطها باتجاه تركيب تحالف يضم “الكتائب” والمر و”القوات اللبنانية” في مواجهة قوى الثامن آذار التي يصفها مسؤولو المملكة بالأذرع الإيرانية.
وترى أن من الحكمة إدراج زيارة ادراج رئﯿس مجلس الشورى اﻻيراني علي ﻻريجاني الى بيروت الاخيرة في سياق الرد الايراني على الحراك السعودي، وذلك انطلاقا من معادلة الرد السياسي المبرمج خصوصا في هذه المرحلة بالذات حيث يؤكد العالمون ببواطن السياسة الايرانية الخارجية ان طهران جاهزة بالكامل للاستفادة من الارباك السعودي المتزايد منذ معارك غزة وظهور الصواريخ الايرانية، كما من برودة علاقاتها المستجدة مع قطر، وكل ذلك لنقل الصراع الى الساحة اللبنانية الاكثر قبولا لمثل هذه التحولات باعتبارها منقسمة عاموديا بين مؤيد للرياض ومتحالف مع ايران مع ما يعنيه ذلك من ترجيح للكفة الايرانية نظرا الى ميزان القوى الراهن، حيث بات مؤكدا ان حزب الله يشكل الفريق الاقوى في مقابل ارباك في صفوف الخصوم الاقليميين، بما يعني ان المعركة الانتخابية انطلقت بين المملكة وايران وما على الساحة الداخلية الا التفاعل معها.