خبير استراتيجي: طائرات إسرائيل تصل بني سويف …أمريكا تمنح مصر أسلحة “روبابيكا” وطائرات ليست لها قطع غيار
حذر الخبير الاستراتيجي اشراق محمد فتحي من 3 كوارث مروعة تهدد الأمن القومي.. وقال لـ «الوفد» أول الكوارث هي أن يهودا أو أجانب من جنسيات مختلفة وضعوا أيديهم علي منطقة شديدة الخطورة في قلب مصر، وهي المنطقة المعروفة عسكريا باسم الممر الإسرائيلي.
وأضاف العميد السابق الذي خدم في القوات المسلحة 27 عاما «معروف عسكريا بأن أقصر مسافة بين إسرائيل وقلب مصر هي المنطقة الممتدة من الزعفرانة علي البحر الأحمر مرورا بوادي عربة في الصحراء الشرقية حتي نهر النيل عند مدينة الفشن ببني سويف».
وأضاف: طوال سنوات الحرب بين مصر وإسرائيل كانت الطائرات الإسرائيلية لا تسلك سوي هذا الطريق، حينما تريد تنفيذ غارة جوية علي قلب مصر، فتنطلق طائرات إسرائيل من منطقة النقب جنوب إسرائيل، ثم تمر فوق خليج السويس، وعندما تصل إلي الزعفرانة بالبحر الأحمر تتجه داخل اراضي مصر فتمر بمنطقة بئر عريضة حتي تصل إلي النيل عند مدينة الفشن ومن هناك تتجه شمالا فوق مجري النهر وفي دقائق قليلة جدا تصل إلي قلب القاهرة، وهي ما فعلته مثلا عام 1967، فقصفت حلوان ودهشور، وفي عام 1969 كررت نفس العدوان وسارت من نفس الطريق وعندما وصلت طائرات العدو إلي نهر النيل اتجهت جنوبا فقصفت نجع حمادي، ثم كررت ذات الأمر أثناء حرب 1973، ولهذا أطلق علي المنطقة الممتدة من الزعفرانة حتي نيل بني سويف بأنها ممر إسرائيل أو طريق اقتراب العدو من قلب مصر.
ويضيف انطلاقاً من خطورة هذا الممر قررت مصر وضع حائط صواريخ في هذه المنطقة حتي تتصدي لأية طائرة إسرائيلية تحاول العدوان علي أراضينا وعندما وقعت مصر معاهدة السلام ضغطت إسرائيل بكل قوة لكي تجبر الرئيس السادات علي إزالة هذه الصواريخ وألح الرئيس الأمريكي كارتر علي السادات لإزالة الصواريخ ولكن الرئيس السادات رفض بشكل قاطع وقال: «اسرائيل عايزة تشيل الصواريخ ليه؟.. دي مداها 34 كيلو متر وإسرائيل بعيدة عنها 190 كيلو متر يعني مفيش خطر منها علي إسرائيل أبدا.. يبقي عايزنا نشيلها ليه؟!».
وواصل العميد إشراق محمد فتحي «رفض الرئيس السادات إزالة هذه الصواريخ أو حتي نقلها إلي مكان آخر ولكن بعد أن تولي مبارك حكم مصر أبدي مرونة كبيرة مع إسرائيل وأزال الصواريخ تماما عام 1986».
والكارثة – يواصل العميد إشراق – أن هذه المنطقة شديدة الخطورة علي أمن مصر القومي والعسكري تم توزيع 61 ألف فدان منها منذ عام 2008 علي مستثمرين أمريكيين وهولنديين ودنماركيين وأردنيين وإماراتيين بزعم استصلاحها وزراعتها، ووجود اجانب في هذه المنطقة أمر لا يقبله عقل أو منطقة أو قانون.
وأضاف «الشائع بين أبناء بني سويف أن بين من خصصت لهم الدولة كل هذه الأراضي، يهودا، وأن جمال مبارك ساعدهم في الحصول علي هذه الأرض».
ويواصل: «ما يؤكد أن غرض هؤلاء من وضع يدهم علي 61 ألف فدان ليس الزراعة والاستصلاح، هو أن 6 سنوات مرت علي تخصيص الأرض لهم ورغم ذلك لم يحفروا فيها سوي 8 آبار ولم يستزرعوا منها سوي حوالي 400 فدان.
والأخطر – حسب الخبير الاستراتيجي – أن الأجهزة الرسمية في محافظة بني سويف رفضت تخصيص جزء من هذه الأراضي لأبناء الفشن واشترطت سداد مليون جنيه مقابل أبحاث الماء!
كارثة الإسكان
وقال الخبير الاستراتيجي إشراق محمد فتحي إن وجود أجانب ويهود في ممر إسرائيل ببني سويف ليس الكارثة الوحيدة ففي بني سويف كارثة أخري تهدد الأمن القومي المصري وهي التلاعب بأحلام الفقراء في الحصول علي شقة آدمية يقيمون فيها.
وأضاف «في بني سويف 3 آلاف فدان تصلح تماما لإقامة مدينة سكنية تضم 150 ألف شقة وأجريت دراسة دقيقة ومستفيضة لإقامة هذه المدينة دون أن تتحمل ميزانية الدولة مليما واحدا».. ويتابع الخبير: «هناك مكتب استشاري ومهندسون من جميع التخصصات شاركوني في وضع الدراسة التي تتكون من 68 صفحة، وانتهينا إلي ضرورة إقامة المدينة بمرافقها إضافة إلي تشييد كوبري علي النيل المقابل لها سيجعل ثمن الشقة 40 ألف جنيه فقط.
وواصل «عرضت الدراسة علي وزارة الإسكان علي 2008 فوافقت هيئة التخطيط العمراني ووافق وزير الإسكان علي إقامة المدينة وتحمس لها محافظ بني سويف ولكن موظفي الأملاك والاستثمار في المحافظة عرقلوا التنفيذ حتي الآن.
وأشار العميد إشراق محمد فتحي «توالي علي محافظة بني سويف خلال السنوات الست الأخيرة، ستة محافظين جميعهم اقتنعوا بفكرة إقامة المدينة السكنية الجديدة في الفشن وتحمسوا..لها ولكن مسئولي الاملاك والاستثمار في المحافظة عرقلوا التنفيذ بدعوي أنني لا املك ملاءة مالية وأنني لست جاداً، ولما قلت لهم انني لن اخذ من الدولة مليما، قالوا أنت غير جدي.. فقلت خصصوا لي الأرض وحاسبوني بعد ستة شهور فقالوا لا.. قلت لماذا؟.. قالوا: هيه كده فقلت طيب خذوا الدراسة وشيدوا المدينة أنتم فقالوا: لا!!.
وأضاف العميد اشراق: لا أدري لمصلحة من يتم اجهاض إقامة مدينة سكنية تستوعب 150 ألف أسرة وبأسعار هي الأقل في مصر؟.. ويستطرد الخبير اشراق فتحي: «الكارثة أن المسئولين اعلنوا إنشاء 76 ألف وحدة سكنية في المحافظات بمساحات 63 مترا للشقة وقالوا انهم رصدوا لهذا المشروع 7.5 مليار جنيه وهذا معناه أن كل شقة ستتكلف 100 ألف جنيه وهذه سرقة علنية ودليل علي أن الثورة لم تغير شيئا في مصر.
أسلحة روبابكيا
ومن ناحية أخري كشف الخبير الاستراتيجي أن المعونة العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر هي في الغالب أسلحة «روبابكيا» بالنسبة للجيش الأمريكي.. وقال «أمريكا قدمت لمصر طائرات إ ف 16 عام 1980 رغم أنها خرجت من الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1987، وأيضا منحت مصر صواريخ «هوك» عام 1980 وقبلها بعام كانت هذه الصواريخ قد خرجت من الخدمة في الجيش الامريكي».
وأضاف طائرات إف 16، أحدث الطائرات في الجيش المصري ليس لها قطع غيار فأمريكا لم تعد تصنعها منذ عام 1978 ولهذا فإن الطائرات التي تحتاج إلي قطع غيار تتوقف تماما ويتم استخدام أجزائها كقطع غيار لطائرات أخري.