مصر// البرادعي وصباحي وموسى : يقررون المبيت في ميدان التحرير الليلة… مع توافد الآلاف!
لأول مرة، أعلن عدد من رموز المعارضة العلمانية المبيت بميدان التحرير ليلة السبت للاعتصام احتجاجا ضد الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسي قبل أيام.
وقال كل من رئيس حزب الدستور محمد البرادعي، ومؤسس التيار الشعبي، المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية عمرو موسى إنهم سيبيتون اليوم الجمعة في الميدان عقب نهاية مليونية “حلم الشهيد”.
ووصف محمد البرادعي رئيس حزب الدستور الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس، بأنه “انقلاب على الديمقراطية”، مضيفا أن شرعية الرئيس “تتآكل”، داعيا إلى إلغاء الإعلان الدستوري، والدخول فوراً في “حوار وطني”.
وقال إن مشروع الدستور الحالي يفتقد الشرعية من حيث الشكل والمضمون، حيث ينبغي التوافق على لجنة تأسيسية ممثلة ومؤهلة تقوم بإعداد دستور يضمن حقوق كافة المصريين وحرياتهم ويؤسس لنظام ديمقراطي حقيقي -على حد قوله- داعيا إلى سرعة مواجهة الاستقطاب الذى يعصف بأرجاء البلاد، محملا الرئيس ما قد يترتب على ذلك الموقف من تداعيات.
كما طالب حمدين صباحي مؤسس حركة “التيار الشعبي” بإسقاط ما أسماه “الإعلان الديكتاتوري”، مشيرا إلى أن مصر لن تقبل الاختيار ما بين إعلان ينسف قواعد الدولة، وما بين دستور “مسلوق”، على حد وصفه.
واستغرب صباحي إعلان اللجنة التأسيسية الانتهاء من الموافقة على مسودة الدستور النهائية، رغم أن الإعلان الدستوري –الذي يرفضه حمدين وأنصاره- قد أعطى مهلة تقدر بشهرين إضافيين لمناقشة البنود المختلف عليها.
يشار إلى أن كلا من عمرو موسى ومحمد البرادعي للمرة الأولى التي يعلنون فيها مبيتهم بميدان التحرير، فلم يحدث ذلك حتى أثناء الثورة، أما حمدين صباحي فمنذ انتهاء الاعتصام يوم 11 فبراير، لم يعلن عن المبيت أو الاعتصام في الميدان
بوادر عصيان مدنى فى مصر رفضا للاعلان الدستورى
اعلنت عدد من الصحف المصرية انها ستحجب عددها يوم الثلاثاء “اليوم السابع”، والمصرى اليوم، والتحرير، والوطن، والصباح، والوفد، والأهالى، والأسبوع، والأحرار، والفجر، والشروق، بينما تمثلت القنوات الفضائية التى تقوم بحجب شاشتها هى دريم وسى بى سى، وأون تى فى، فيما يجرى التفاوض مع قناتى الحياة والمحور للتأكيد على رفض الإعلان الدستورى .
وكان محمد مرسى قد قدم اعلانا دستوريا رفضته المعارضة فى مصر لما يحتويه من صلاحيات كبيرة للرئيس تضع قرارته فوق القانون وترسخ للدكتاتورية حسب قول بعض الرموز المعارضة بمصر..
بينما وضع به مواد قليلة لاعادة المحاكمات لقتلة الثوار والذى رفضه النائب العام الجديد مطالبا اهالى الشهداء بادلة جديدة حتى يعيد المحاكمات.
مما يلغى المادة وامكانية تنفيذها اذ ا المنوط بجمع الادلة هى الشرطة والتى فى الوقت ذاته هى المتهم .
مئات الآلاف في ميادين مصر… لإسقاط قرارات مرسي
بمسيرات تحركت من المساجد والميادين في اتجاه التحرير ولافتات هاجمت الرئيس محمد مرسي والإخوان والإعلان الدستوري والقرارات الاخرى الصادرة في 22 نوفمبر احتشد مئات الآلاف أمس في جمعة «حلم الشهيد» في ميدان التحرير في قلب القاهرة اضافة الى عشرات الالاف الذين تظاهروا في ميادين في عدة مدن مصرية أخرى، وخاصة الإسكندرية والسويس والمنصورة والمحلة، حيث بدا ان تحرك الامس الذي جاء بعد حديث مرسي مساء اول من امس الى التلفزيون المصري، كان اكبر من تظاهرة الثلاثاء الماضي.
القوى السياسية واصلت تصعيد الاحتجاجات الرافضة لقرارات الرئيس محمد مرسي باصدار الاعلان الدستوري الذي وصفوه بالمشوه لتحصين الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى المطعون وكذلك لمسودة الدستور التي اقرتها الجمعية اول من امس.
وتوافد عقب صلاة الجمعة المتظاهرون على ميدان التحرير للمشاركة في مليونية «حلم الشهيد» والتي دعا لها اكثر 30 حزبا وحركة سياسية تحت شعار «مصر مش عزبة.. مصر لكل المصريين، ورددوا هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد» و«قول ما تخافش مرسي لازم يمشي» و«مينا موحد القطرين مرسي قسمها ثاني اثنين «شلنا مبارك أب وابن.. جالنا رئيس هربان من السجن» و«شلنا حسني وحسين مرسي أسوأ من الاثنين»
.
القوى السياسية والثورية حركت 7 مسيرات انطلقت من مساجد رابعة العدوية في مدينة نصر والفتح في رمسيس وجامع الخازندار في شبرا والبوهي في إمبابة ومصطفى محمود في المهندسين والفتح في المعادي والاستقامة في الجيزة، وألغيت مسيرة مسجد السيدة زينب
.
وكان لافتا أن اللجان الشعبية المسؤولة عن تأمين الميدان أقامت 3 ابراج أمنية خشبية عند مداخل الميدان من جهة عبد المنعم رياض وطلعت حرب وكوبري قصر النيل، على ارتفاع 3 امتار وفي كل برج 2 من اللجنة التأمينية، خوفا من محاولات هجوم الاخوان الهجوم على الميدان وقامت اللجان الشعبية بغلق جميع مداخل ومخارج الميدان بالحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة.
وانطلقت مسيرة جامع الفتح برمسيس، والتي ضمت آلاف المتظاهرين من أحزاب الدستور والتيار المصري والتحالف المصري الاشتراكي وسط هتافات: «يسقط يسقط حكم المرشد» و«جيكا يا ولد دمك بيحرر بلد» و«يا نهار اسود يا جدعان.. مرسي فاكر نفسه إله».
ومن أمام الجامع الأزهر انطلقت مسيرة ضمت آلاف الشبان. وحمل المتظاهرون علما مصريا بطول يتجاوز 10 أمتار، كما رفعوا لافتات تطالب بإسقاط الإعلان الدستوري وإسقاط حكم المرشد.
وشهدت المسيرة اشتباكات ومشادات بين عدد من الشبان بالمسيرة وعدد من شباب الاخوان الذين رفضوا الهتافات التي تسيء للمرشد.
وانضمت مسيرة رئيس حزب المؤتمر عمرو موسى والمسيرة المنطلقة من مقر حزب الوفد بالدقي، فضلا عن المسيرة القادمة من الزمالك وتوجهوا جميعا على ميدان التحرير.
واحتشد الاف المتظاهرين في منطقة دوران شبرا للمشاركة في المليونية، حيث اغلق المتظاهرون الطريق بالكامل وتحركت المسيرة وسط هتافات: «باطل باطل مصر لكل المصريين».
وخلافا للأيام السابقة شهد سيمون بوليفار في محيط السفارة الأميركية حالة من الهدوء بعد توقف الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الامن بعد أن استمرت قرابة اسبوعين بعد بناء قوات الامن جدارا خرسانيا للفصل بين المتظاهرين.
.
وفي محافظة الدقهلية انطلقت مسيرة بعد صلاة الجمعة مباشرة من أمام مسجد النور في المنصورة ثم التوجه الى ميدان المحافظة.
وفي البحيرة تجمع المتظاهرون في ميدان الساعة في دمنهور. أما في محافظة بورسعيد فانطلقت مسيرة بعد صلاة الجمعة من مسجد العباسي. وفي محافظة السويس نظمت وقفة بعد صلاة الجمعة مباشرة في ميدان الأربعين، ثم انطلقت بمسيرة في شوارع المدينة.
وفي توقيت واحد نظمت القوي المدنية في الإسكندرية تظاهرة في ميدان القائد إبراهيم، بينما نظمت جماعة الإخوان المسلمين تظاهرات لتأييد مرسي في ميدان سيدي جابر بعيدا عن «القائد إبراهيم».
.
ونوه صباحي الى أن العصيان المدني بدأ بقرار قضاة مصر بتعليق العمل، وقرار احتجاب الصحف وتسويد الشاشات جزء منه، وأضاف «لا نريد أن تتصاعد الأزمة الى عصيان مدني، وأن تدخل مصر في منازعة حول شرعية الرئيس».
ودعا عمرو موسى الشعب المصري وجميع أعضاء حزب المؤتمر للمشاركة في المسيرات والتظاهرات في مختلف ميادين الجمهورية للمطالبة بسحب الإعلان الدستوري الذي أصدره رئيس الجمهورية وحل الجمعية التأسيسية للدستور.
ووجه المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق كلمة للمصريين قال فيها: «مصر تواجه خطرا يهدد استقلالها»، داعيا المصريين للخروج للتظاهر السلمي اعتراضا على ما وصفه بـ «حكم الطغيان ورفضا لدكتاتورية تريد أن تسرق الوطن لكي تؤممه من أجل جماعة أعلن الملايين كراهيتهم ورفضهم لها».
وأضاف: «مصر الآن يفرض عليها دستور لم تشارك في كتابته مختلف فئات المجتمع ولم يدع الخبراء الثقات لكتابته والذين تستعين بهم دول العالم في كتابة دساتيرها، وانسحبت من جمعيته كافة القوى السياسية والوطنية المخلصة ورفض واضعوه الاستماع الى مطالب القضاة والفلاحين والعمال والصحافيين والاحزاب والكنيسة والمرأة».
وأكد رئيس حزب الدستور محمد البرادعي أنه لم يدع لنزول الجيش مجددا، مشيرا على أنه قال بالنص: «في حال الاستقطاب الحاد، فإن الجيش سوف يضطر للنزول، لضبط الأمن والنظام».
وأضاف: «إذا كنا نريد أن نتوخى الحذر بعدم إعادة الجيش للحياة السياسية علينا أن نتعقل ونبدأ الحوار حول القنابل الموقوتة أمس قبل اليوم»، موضحا أن «الجيش لو نزل، فإن 90 في المئة من الشعب سوف يصفق له، لأن الناس مش عايزه تجوع ولا تموت ولا تعيش في فوضى، والجيش لو نزل لضبط الشارع بشكل مؤقت هتكون الفترة اللي هيقعدها 60 سنة».
وطالب البرادعي مرشد جماعة الإخوان محمد بديع ومختلف مسؤولي الإخوان بالتوقف عن ترديد نغمة أن الموجودين في ميدان التحرير فلول وبقايا النظام البائد.
وهدد رئيس حزب الوفد السيد البدوي بالعصيان المدني، إذا لم يستجب الرئيس.
واستنكر المرشح الرئاسي السابق عبد المنعم ابو الفتوح، التظاهر على أرضية الشريعة في قضية سياسية في اشارة الى مليونية نصرة الشريعة التي ينظمها الاسلاميون اليوم امام جامعة القاهرة، محملا الرئيس المسؤولية عن دماء المصريين بوصفه رأس السلطة التنفيذية وبوصفه مسؤو عن حالة انقسام التي نتجت عن القرارات التي صدرت في 22 نوفمبر الماضي.
وطرح التيار الليبرالي المصري مبادرة للخروج من الازمة تتكون من 4 محاور هي أولا إقرار دستور 71 بتعديلاته في طريقة انتخاب الرئيس ومدته وإعطاء صلاحيات دستورية للحكومة على أن تتشكل من الغالبية البرلمانية، وثانيا: تشكيل حكومة ائتلاف وطني واسع برئاسة أحد الشخصيات الوطنية على أن تتمتع بصلاحيات حقيقية، وثالثا: يعهد لحكومة الائتلاف الوطني تأسيس وتشكيل العدالة الانتقالية للنظر في قضايا الشهداء ومصابي الثورة وانتهاكات حقوق الإنسان وتجفيف حالة الاحتقان السياسي والاجتماعي وإدارة الانتخابات البرلمانية المقبلة، ورابعا: الدعوة لإجراء الانتخابات البرلمانية خلال ستين يوما وعلى اثرها تتشكل حكومة جديدة تحظى بثقة البرلمان.
وقال منسق التيار الليبرالي المصري رشاد عبد العال لـ «الراي»: انه بات واجبا الآن على الرئيس أن ينصت لصوت العقل والحكمة في هذه اللحظات الصعبة التي تمر بها مصر ويخلع عن نفسه ثوب الجماعة التي ينتمي إليها ويرتدي ثياب الأمة المصرية بتنوعها الديني والثقافي.
وناشد شيخ الأزهر أحمد الطيب الرئيس التأكيد على سيادة القانون، والعمل على سرعة العودة الى مائدة الحوار مع كل القوى الوطنية لمنع الفرقة والخلافِ، وتهيئة المناخ المناسب والعاقل لسرعة إنجاز دستور توافقي يعبر عن كل أطياف الشعب، وينهي مرحلة الإجراءات الاستثنائية والإعلانات الدستورية الموقتة.
«نادي القضاة»: لا تخيفنا
تهديدات النائب العام بتجميد رواتبنا
فيما استمرت الاضرابات في عدد كبير من المحاكم والنيابات المصرية، اعتراضا على الإعلان الدستوري، عاد «نادي القضاة» ليشن هجوما واسعا تجاه النائب العام الجديد والقضاة المستقلين المؤيدين للإعلان الدستوري.
وأكد نادي القضاة إن «القضاة ورجال النيابة العامة المصرية لا يخشون أي تهديدات أو ترويع»، موضحا أن «التهديدات التي يتعرضون لها ستقوي عزائم القضاة وتحمي وحدتهم».
وأوضح في بيان موجه لرجال القضاء والنيابة العامة ردًّا على تهديدات من النائب العام الجديد حول تجميد رواتب القضاة وأعضاء النيابة الممتنعين عن العمل، «يعلن قضاة مصر والذين أفضت مضاجعهم وحدة القضاء والقضاة والتحامهم أن قضاة مصر بمن فيهم أعضاء النيابة العامة أكبر من التهديد والترويع، وهم لا يخشون أحدًا إلا الله، وأن هذه الأباطيل لن تفت في عضدهم ولن تثنيهم عن عزيمتهم، بل إنها ستقوي عزائمهم وتحمي وحدتهم».
وفي معركة القضاة مع الإعلان الدستوري، استمر تعليق العمل في عدد كبير من محاكم النيابات العامة، إلا في القضايا والتحقيقات العاجلة، إضافة إلى يوم أمس كان إجازة في المحاكم، إلا أن عددًا من النيابات عملت في تحقيقات عاجلة.
وكانت محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، قررت استمرار نظر دعاوى الأفراد واستلام الدعاوى الخاصة بالإعلان الدستوري وغيره دون تعليق للعمل بها.
وردا على تعطيل العمل في المحاكم، اكدت الجماعة الإسلامية إنها «ترفض هذه الخطوة التصعدية، كما ترفض التهديد بعدم المشاركة في عملية الاستفتاء على الدستور