مجلة “فورين بوليسي”: إيران لن تشهد حرباً في العام 2013
اشار الكاتب آرون ديفيد ميلر في مقال نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأميركية تحت عنوان “لماذا لن تشهد إيران حرباً في عام 2013 أيضاً”، إلى “حالة عدم اليقين السائدة فيما يتعلق بمصير البرنامج النووي الإيراني”، مؤكداً على أن العام المقبل لن يشهد أية إجراءات حاسمة في هذا الصدد بغض النظر عن الرئيس الأميركي الذي سيتم انتخابه. ويُعزى ذلك من ناحية إلى الهدف المشترك الذي جمع إدارة أوباما والنظام الإيراني لبعض الوقت، وهو منع وقوع هجوم إسرائيلي ضد المواقع النووية الإيرانية.
ومن جانبها، اتسمت طهران بالغموض حول نواياها النووية الحقيقية، واستخدمت المفاوضات مع الغرب كمجرد وسيلة لكسب الوقت بينما أبدت القوى العالمية استعداداً للمماطلة.
ولفت الكاتب إلى أنه لا أحد يريد اللجوء إلى الحرب ما دامت العقوبات والجهود الدبلوماسية تحمل أملاً ولو خافتًا في تغيير مسار إيران، ولاسيما الولايات المتحدة. فمع جهود الانسحاب من أطول حربين في تاريخ الولايات المتحدة، سيبذل الرئيس باراك أوباما جهوداً فائقة للحيلولة دون دخول البلاد في حرب جديدة.
وبالنظر إلى التحديات الداخلية التي ستواجه الرئيس الأميركي القادم، ليس هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن إعلان الحرب على إيران سيكون على رأس أولويات الرئيس الجديد.
ومما يقلل من احتمال الحرب مع إيران أيضاً الانقسامات الخطيرة التي تعتري الحكومة الإسرائيلية حول الحكمة في توجيه هجوم عسكري دون موافقة الولايات المتحدة أو فعالية أي خيار عسكري لا يتضمن مشاركة الحليف الأميركي.
وعلاوة على ذلك، من المرجح أن تقوم السياسة الأميركية تجاه إيران في العام المقبل على الدبلوماسية أيضاً، وليس الصراع العسكري، نظراً لميل الولايات المتحدة الواضح إلى خيار التفاوض عوضاً عن الحرب.
وقال الكاتب إن الخلاصة هي أنه ما لم تحرز إيران تقدماً ملحوظاً في مساعيها للحصول على الأسلحة النووية، لن تقرر أي دولة- لاسيما الولايات المتحدة وربما باستثناء إسرائيل- المضي إلى الحرب.
وإذا قرر الرئيس الأميركي في مرحلة ما أن منع إيران من الحصول على السلاح النووي يتطلب استخدام القوة العسكرية، فمن المؤكد أنه سيتبع كافة السبل- بما في ذلك إقامة محادثات دبلوماسية مباشرة مع النظام الإيراني- قبل إعطاء الأمر النهائي. واشار الكاتب إلى أنه إذا آل الأمر في نهاية المطاف إلى الهجوم العسكري من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، فهناك نقطتان ينبغي وضعهما في الاعتبار ودراستهما بعناية.
الأولى :
هي أنه إذا كان مسعى الحصول على سلاح نووي يتعلق في المقام الأول بالهوية وشعور إيران العميق بعدم الأمان، ما الذي سيمنع النظام الإيراني من إعادة بناء برنامج الأسلحة مع مزيد من الشرعية والعزم والتصميم؟
وثانياً،
كيف للهجوم العسكري أن ينجح في محو الخبرة والمعرفة النووية من ذاكرة المجتمع الإيراني؟ ويستدرك الكاتب قائلاً: إن ذلك المنطق لا يعني استبعاد الخيار العسكري؛ حيث إن التسوية التفاوضية لن توفر الضمانات القوية اللازمة لطمأنة الولايات المتحدة وإسرائيل بأن إيران قد تخلت كلياً عن طموحاتها النووية.
واختتم الكاتب المقال بالتأكيد أن العالم سيظل في حالة من عدم اليقين حول القضية النووية الإيرانية في العام القادم أيضاً، معلقاً بين خيار الحرب التي لا يستطيع أحد تحملها ومسار المفاوضات والعقوبات التي لم تردع بعد المساعي النووية لطهران
.