بريطانيا : تعلن ستحتال على الحظر .. وتضغط على الأوروبيين لتسليح المعارضة السورية
اعلنت بريطانيا انها ستضغط على شركائها الاوروبيين لتعديل حظر الاسلحة المفروض على سوريا، ما قد يتيح تزويد المقاتلين المعارضين بالسلاح.
وتزامن هذا التصريح مع لقاء جمع في دبلن بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف إضافة إلى الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي دون ان يسفر عن اي نتائج ملموسة.
وفي لندن، قال الوزير البريطاني لشؤون اوروبا ديفيد ليدينغتون في بيان للبرلمان “بعدما نجحنا في تعديل الحظر الاوروبي على الاسلحة (ومجموعة العقوبات) بتحديد فترة تمديد لثلاثة اشهر، سندعم من جديد تعديل حظر الاسلحة قبل انتهاء المدة في آذار/مارس 2013 بطريقة توفر المرونة الكافية لزيادة الدعم العملي للمعارضة السورية”.
ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعا في بروكسل ابتداء من الاثنين.
وتأتي الخطوة بعد اعتراف لندن بالائتلاف الوطني المعارض الذي تشكل في نوفمبر/تشرين الثاني، ممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري.
وكانت فرنسا اعلنت بعد اعتراف مماثل انها ستطرح تزويد المقاتلين المعارضين بالسلاح.
لكن الاتحاد الاوروبي مدد عقوباته على سوريا، بما في ذلك حظر الاسلحة، لثلاثة اشهر اضافية بعد انتهاء المهلة الاولى في 30 تشرين الثاني/نوفمبر.
وشكل النزاع السوري محور لقاء الجمعة في دبلن بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي الاخضر الابراهيمي من دون ان يسفر عن اي نتائج ملموسة.
والتقت كلينتون الخميس في دبلن لافروف والابراهيمي من دون الخروج باي “قرار مثير” حول الازمة السورية على قول الابراهيمي.
وصرح الموفد الدولي للصحافيين اثر الاجتماع “لم نتخذ اي قرار مثير، لكنني اعتقد اننا توافقنا على ان الوضع سيء وان علينا مواصلة العمل معا لنرى كيفية ايجاد سبل لوضع المشكلات تحت السيطرة قبل معالجتها اذا امكن ذلك”.
وكانت كلينتون قالت للصحافيين قبل دقائق من بدء الاجتماع الثلاثي “بذلنا جهودا كبيرة للعمل مع روسيا بهدف وقف اراقة الدماء في سوريا والبدء بانتقال سياسي”.
وقبلت الوزيرة الاميركية التي تنهي جولتها الـ38 في اوروبا منذ 2009 بمحطة في ايرلندا، بعقد هذا الاجتماع فيما تثير تطورات النزاع السوري قلقا متزايدا لدى المجموعة الدولية التي تخشى خصوصا استخدام نظام الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيميائية ضد المعارضة المسلحة.
وقد اعلن مسؤول اميركي ان دمشق باشرت تجميع المكونات الكيميائية الضرورية لصنع غاز السارين.
ومن جهته، قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مؤتمر صحافي في واشنطن “من دون التعليق في شكل خاص على المعلومات في شان تلك الاسلحة الكيميائية، من المؤكد اننا قلقون جدا، قلقون جدا حيال تفكير النظام (السوري) في استخدام اسلحة كيميائية مع تقدم المعارضة وخصوصا في اتجاه دمشق”.
ومن العراق المجاور، قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي “في اي حالة كانت، اذا استخدمت الاسلحة الكيميائية فإن من يستخدمها سيلاحق قضائيا”.
واعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان هذه التحذيرات “مواقف مسرحية”.
وكرر في حديث الى قناة لبنانية موقف بلاده من انه “لو كان هناك أسلحة كيماوية فلن تستخدم ضد شعبنا السوري”، متخوفا من “مؤامرة غربية (…) لتبرير التدخل عسكريا”.
وعن موافقة حلف شمال الاطلسي على طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ على حدودها مع سوريا، قال المقداد ان الخطوة “مفلسة”.
ووافقت الحكومة الالمانية اليوم على ارسال بطاريتي باتريوت الى تركيا، متوقعة نشر ما يصل الى 400 جندي الماني لحمايتها من تهديدات سورية محتملة، في خطوة تنتظر موافقة مجلس النواب.
وإزاء تكهنات عن امكان طلب الرئيس الاسد اللجوء الى احدى دول اميركا اللاتينية، نفى وزير خارجية الاكوادور ريكاردو باتينو على موقعه على تويتر تلك الانباء “نفيا تاما”.
وقال “لم يطلب اي مواطن سوري، وخصوصا الرئيس السوري، اللجوء الى الاكوادور”.
واتت التكهنات بعد زيارة لكوبا قام بها مؤخرا نائب وزير الخارجية السوري وسلم خلالها رسالة من الاسد الى الرئيس الكوبي راوول كاسترو، وما تردد عن زيارته ايضا فنزويلا ونيكاراغوا والاكوادور.
وردا على سؤال بشان تلك الانباء، قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء ان الولايات المتحدة على علم بان بعض الدول عرضت استضافة الاسد وعائلته في حال مغادرته سوريا.
ميدانيا، استمرت اعمال العنف في مناطق سورية عدة لا سيما في دمشق ومحيطها، في يوم تجاوز فيه قتلى النزاع 42 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
وفي العاصمة، قتل شخص واصيب 29 آخرون بجروح جراء تفجير سيارة مفخخة في حي المزة 86 (غرب)، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
وقالت الوكالة ان التفجير “استهدف شارعا مكتظا بالسكان وأدى الى استشهاد مواطن واصابة 29 آخرين بينهم أطفال ونساء، والحاق اضرارا كبيرة في المحلات التجارية والسيارات والمرافق الخدمية”.
وتعرض الحي مرارا لسقوط قذائف هاون وتفجيرات، كان اشدها تفجير سيارة مفخخة مطلع الشهر الماضي، ما ادى الى مقتل 11 شخصا بحسب ما اورد الاعلام الرسمي.
واستمر القصف على الاحياء الجنوبية من العاصمة لا سيما الحجر الاسود والعسالي، بينما دارت اشتباكات في حي القدم، بحسب المرصد.
وفي محيط العاصمة، قال المرصد ان اشتباكات تدور بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في الغوطة الشرقية ومدينة دوما (شمال شرق دمشق)، واطراف مدينة عربين ومحيط بلدة سقبا شرق العاصمة، ومحيط سرغايا الى الشمال الغربي منها، اضافة الى قصف مناطق اخرى من الريف.
وفي مدينة داريا (جنوب غرب) التي تحاول القوات النظامية اقتحامها، افادت سانا ان وحدات نظامية واصلت “ملاحقتها لارهابيي جبهة النصرة (الاسلامية المتطرفة) التابعة لتنظيم القاعدة”، مشيرة الى ان اعلان “تطهير (داريا) من الارهابيين” بات “قريبا”.
وتشن القوات النظامية حملة عسكرية واسعة في محيط دمشق لتأمين شريط بعرض ثمانية كيلومترات في محيطها، لا سيما بعدما طاولت العمليات العسكرية محيط مطار دمشق الدولي.
وفي محافظة حلب، قال المرصد ان اشتباكات عنيفة تدور “بالقرب من مطار منغ العسكري المحاصر منذ ثلاثة ايام”.
.