إضراب عام يشل 4 محافظات تونسية وسط توتّر يسود غالبية مدن البلاد
شل إضراب عام كل مناحي الحياة في 4 محافظات تونسية، فيما يسود التوتر غالبية المدن الأخرى وسط حال من الاحتقان الشديد بسبب المواجهة المفتوحة بين «الاتحاد العام التونسي للشغل» والحكومة التي تقودها «حركة النهضة الإسلامية».
وساد الاضراب، امس، محافظات صفاقس، ثاني أكبر مدينة تونسية، وسيدي بوزيد، التي تعرف على أنها «مهد ثورة 14 يناير 2011» التي اطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، و«لقصرين، وقفصة التي لم تتوقف الاضطرابات في حوضها المنجمي.
وأغلقت المؤسسات العامة والخاصة أبوابها، فيما خرجت مسيرات سلمية في تلك المدن تفاوتت نسبة المشاركة فيها بين 5 آلاف شخص، إلى نحو 30 ألف شخص.
وشهدت صفاقس أضخم هذه المسيرات، حيث خرج نحو 30 ألف شخص إلى الشوارع رافعين شعارات مناهضة للحكومة، وأخرى منددة بممارسات «النهضة الإسلامية»، منها «الشعب يريد إسقاط النظام»، و«استقالة استقالة يا حكومة العمالة».
كما هتف المشاركون في هذه المسيرات بشعارات أخرى مناهضة لـ«النهضة الإسلامية» التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد، منها «يا حشاد يا حشاد النهضة باعت البلاد»، و«ـيسقط يسقط جلاد الشعب».
وبالتوازي مع ذلك، تجمّع امس، المئات من النقابيين في ساحة محمد علي أمام المقر المركزي لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل» (أكبر منظمة نقابية في تونس)، في وقفة تضامنية مع قيادة المركزية النقابية التي دعت في وقت سابق إلى إضراب عام في كامل أنحاء البلاد الخميس المقبل.
وتأتي هذه التحركات وسط حال من الاحتقان تسود حالياً كل أنحاء البلاد دفعت الاتحاد العام التونسي للشغل إلى الدعوة لإضراب عام للاحتجاج على الاعتداءات التي تعرّض لها.
ويُعتبر الإضراب العام المنتظر تنفيذه الخميس المقبل الثاني من نوعه في تاريخ تونس الحديث، بعد إضراب 26 يناير 1978 إبّان حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الذي تخلّلته أعمال عنف دامية، وحملة اعتقالات واسعة في صفوف النقابيين.