بحث: التغيّر المناخي يهدد البشرية
التغيّر المناخي يهدد البشرية
بالتزامن مع أعمال الدورة الـ 18 لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي في الدوحة، أطلق علماء عبر العالم تحذيرات صارخة من الأهوال التي ستواجهها البشرية نتيجة للاحترار المناخي إذا لم يتخذ المجتمع الدولي منذ الآن الإجراءات الكفيلة بالسيطرة على حرارة الأرض والحد من ارتفاع مستوى البحار . وحتى الآن، لم تحقق المبادرات التي اتخذتها مختلف الدول لتخفيض مستويات انبعاثاتها من غازات الدفيئة أي نتيجة تذكر على صعيد الحد من الارتفاع المتوقع لدرجة حرارة الأرض وحصره بدرجتين مئويتين، وهو الهدف الذي حدده المجتمع الدولي، والسقف الذي يمكن أن يؤدي تخطيه إلى ضرب النظام المناخي العالمي، مع ما قد يحمله ذلك من تبعات لا يمكن احتواؤها .
عشية افتتاح مؤتمر الدوحة، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً كتبه العالمان بنجامين ستراوس مدير برنامج مستوى البحار في مؤسسة “مركزية المناخ” للأبحاث، وروبيرت كوبر بروفيسور علوم الأرض في جامعة روتجرز وقالا فيه: “على مدى تاريخ الأرض، كان مستوى المحيطات يرتفع وينخفض، وفقاً للدورات الطبيعية لحرارة الكوكب، وقبل عشرين ألف سنة، كان ما أصبح اليوم مدينة نيويورك يقع عند حافة طوف (غطاء) جليدي عملاق، وكان مستوى البحار أدنى مما هو حالياً بحدود 400 قدم (122 متراً) ولكن الجليد ذاب مع نهاية آخر عصر جليدي، فارتفع مستوى البحر إلى ما هو عليه اليوم .
والآن، نحن في بداية مرحلة احترار جديدة، وقد أخذت المحيطات ترتفع مرة أخرى بعد آلاف السنين من الاستقرار، وبصفتنا عالمين ندرس تغير مستوى البحار واصطخاب العواصف، فإننا نخشى ألا يكون الإعصار “ساندي” سوى عرض مسبق بسيط لأخطار المستقبل نتيجة لتشغيل اقتصادنا بواسطة وقود احفوري يلوث الهواء بغازات تحبس الحرارة .
وفي الصيف الفائت نشر فريق باحثين بقيادة عالم المناخ الهولندي مايكل شيفر دراسة علمية جديدة مقلقة استنتج فيها أنه مهما أسرعنا في تخفيض مستويات هذا التلوث، فلن نستطيع إبقاء ارتفاع البحار دون حد الخمسة أقدام (52 .1 متر) .
خفضوا الحرارة
قبل أسبوع من مؤتمر الدوحة، نشر البنك الدولي دراسة علمية استخلصت أنه يتعين على البشر إما أن يتخذوا فوراً سلسلة إجراءات جذرية من شأنها وقف انبعاثات الكربون، وإما أن يستعدوا لانهيار منظومات بيئية بأكملها، ونزوح ومعاناة ووفيات مئات الملايين من سكان الكواكب . وفي ما يلي عرض للدراسة قدمه الكاتب كريس هيدجز في موقع “تروث ديغ” وقال فيه: حذرت الدراسة من أنه إذا أخفقنا في الرد بصورة فعالة على التغير المناخي، فإن حرارة الأرض سترتفع حتماً أربع درجات على الأقل بنهاية هذا القرن، ما سيسبب كوارث وأهوالاً فظيعة .
والدراسة المكونة من 84 صفحة جاءت بعنوان “خفضوا الحرارة” وقد وضعها لحساب البنك الدولي معهد بوتسدام لأبحاث التأثير المناخي والتحليلات المناخية . والصورة التي تعرضها الدراسة عن عالم تزلزله درجات الحرارة المرتفعة هي صورة تمزج بين فوضى شاملة وانهيار أنظمة بيئية وعذابات صحية مماثلة لفتك الطاعون الأسود، الذي تفشى في القرن الرابع عشر، وقتل ما بين 30 و60% من سكان أوروبا، وترافق مع أوبئة مشابهة في آسيا والشرق الأدنى .
ولاحظ واضعوا الدراسة أن تعهدات الدول لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي تفتقر للمصداقية، ما يجعل ارتفاع حرارة الكوكب أربع درجات شبه حتمي، وقالوا إن ارتفاع الحرارة على مستوى العالم أربع درجات سيؤدي إلى انهيار متسارع للمحاصيل، ويقضي على أنواع عديدة من الأسماك ما يسبب مجاعات فتاكة على نطاق واسع، وسوف يرغم مئات الملايين من البشر على هجر ديارهم في المناطق الساحلية والجزر التي ستغمرها البحار نتيجة لارتفاع مستواها . والبشرية ستعاني انفجار أمراض مثل الملاريا والكوليرا وحمى الضنك . وتتابع موجات حر وجفاف مدمرة، وكذلك حدوث فيضانات هائلة وخصوصاً في المناطق المدارية، سيجعل بعض المواطن على الأرض غير صالحة للسكن، والغابات المطيرة التي تغطي حوض الأمازون سوف تختفي، والشعاب المرجانية ستزول . كما سينقرض العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية، وبينها كثير لا غنى عنه لتغذية البشر .
وسوف تقضي عواصف فظيعة على التنوع الحيوي، ومعه مدن ومناطق مأهولة بأكملها، ووجدت الدراسة أن هذه الأحداث القصوى ستحدث في وقت واحد في مناطق مختلفة من العالم، وبالتالي “ستعاني المنظومات البشرية إجهاداً وضغوطاً غير مسبوقة” . وفي النهاية سيتعذر على الإنتاج الزراعي العالمي أن يعوض عن الخسائر والأضرار . كما ان أنظمة الرعاية الصحية وخدمات الطوارئ ستتداعى، وكذلك المؤسسات المعنية بالحفاظ على التماسك الاجتماعي والنظام العام، وحكم القانون . وفي البداية سيكون فقراء العالم هم أكثر من يعاني، ولكن في النهاية سنسقط جميعاً ضحايا رعونة وغطرسة العصر الصناعي .
وبرغم كل ذلك نحن لا نفعل شيئاً الآن .
خطر نقص الغذاء
جاء في الدراسة “من المفيد التذكير بأن ارتفاع متوسط الحرارة العالمي 4 درجات مئوية يقترب من الفرق بين درجات الحرارة اليوم وتلك التي كانت سائدة خلال العصر الجليدي الأخير، عندما كان جزء كبير من أوروبا الوسطى وشمال الولايات المتحدة مغطى بكيلومترات من الجليد ومتوسط الحرارة العالمي أدنى بنحو 5 .4 إلى 7 درجات مئوية مما هو اليوم . ومدى التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية يحدث الآن خلال فترة قرن واحد، وليس آلاف السنين .
وعلى الرغم من المعطيات العلمية الوفيرة تواصل نخب السياسة والأعمال في العالم الصناعي وضع أرباح ومنفعة الشركات على المدى القصير قبل حماية الحياة البشرية والنظام البيئي . وصناعة الوقود الأحفوري مسموح لها أن تحدد علاقتنا مع العالم الطبيعي، ما يحكم بالمعاناة على أجيال المستقبل . وتركيز ثاني أكسيد الكربون وهو غاز الدفيئة الرئيس، ارتفع من حوالي 278 جزءاً في المليون قبل العصر الصناعي إلى 391 جزءاً في المليون في سبتمبر/أيلول 2012 . ومعدل هذا الارتفاع يبلغ الآن 8 .1 جزء في المليون سنوياً، ما يعني أننا سبق أن تجاوزنا نقطة الميلان عند حد ال 350 جزءاً في المليون (1) وفوق هذا المعدل لا يمكن تغذية الحياة كما نعرفها، وتركيز ثاني أكسيد الكربون هو الآن أكبر من أي وقت مضى خلال ال 15 مليون سنة الأخيرة، إذ يبلغ حالياً نحو 35 مليار طن متري في السنة، ويتوقع أن يرتفع إلى 41 مليار طن متري في السنة بحلول العام 2020 .
وتقدر الدراسة أنه في حال تسارع الاحترار المناخي نحو ارتفاع بأربع درجات مئوية فإن مستويات البحار سترتفع بمقدار نصف متر إلى متر واحد، وربما أكثر بحلول العام 2100 . ومستويات البحار سترتفع أمتاراً عدة إضافية في القرون المقبلة، وحتى إذا أمكن إبقاء الاحترار المناخي عند مستوى درجتين أو أقل فإن مستويات البحار ستواصل الارتفاع بحدود 20 سنتيمتراً بحلول العام 2100 ثم ترتفع على الأرجح بما يتراوح بين 5 .1 متر و4 أمتار بحلول العام 2300 . وتستخلص الدراسة أن إبقاء ارتفاع مستوى البحار دون المترين ممكن فقط إذا أمكن إبقاء زيادة الاحترار دون مستوى 5 .1 درجة مئوية .
وتتوقع الدراسة أنه عندما يبلغ تركيز ثاني اكسيد الكربون 550 جزءاً في المليون نتيجة الاحترار بواقع 4 .2 درجة مئوية في ستينات القرن الحالي، فإن الشعاب المرجانية ستبدأ تتلاشى في العديد من المناطق، وهذا ستكون له عواقب كارثية بالنسبة لأنواع الكائنات البحرية التي تعتمد حياتها على الشعاب المرجانية، وأيضاً بالنسبة للبشر الذين يعتمدون على هذه المنظومات البيئية من أجل تأمين الغذاء والدخل والسياحة، وتتوقع الدراسة أن تكون معدلات التغيير في حموضة المحيطات خلال المئة سنة المقبلة “غير مسبوقة في تاريخ الأرض” .
وتلاحظ الدراسة أن الإنتاج العالمي للقمح والذرة كان يتناقص بانتظام منذ ثمانينات القرن العشرين بسبب ارتفاع درجات الحرارة . ولكن تناقص هذه المحاصيل سيزداد بوتيرة أسرع بكثير في السنين المقبلة، في حين أن ارتفاع درجات الحرارة سيسبب سوء تغذية ومجاعة على نطاق واسع، وهذا يعني أن الفقراء، خصوصاً الأطفال سيعانون من مجاعة وسوء تغذية مزمنين وسيترافق ذلك مع تزايد انتشار مجموعة من أمراض وبائية فتاكة، وجفاف العام 2012 الذي أثر في 80% من الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة سيصبح النسق الدائم، وتقول الدراسة إن أمريكا الجنوبية المدارية وإفريقيا الوسطى وجميع الجزر الاستوائية في المحيط الهادي، ستعاني على الأرجح موجات حر غير مسبوقة في شدتها، ما يجعل تغذية الحياة البشرية في هذه المناطق صعبة، إن لم تكن مستحيلة .
وجاء في الدراسة “في هذا النظام المناخي الجديد المرتفع الحرارة من المرجح أن تصبح الأشهر الأكثر برودة أدفأ بصورة ملحوظة من الأشهر التي كانت أكثر دفئاً في نهاية القرن العشرين، وفي مناطق مثل البحر المتوسط وشمال إفريقيا والشرق الأوسط وهضبة التيبت ويرجح أن تصبح كل أشهر الصيف تقريباً أكثر دفئاً من أشد موجات الحر التي نشهدها في الوقت الراهن . وعلى سبيل المثال فإن شهر يوليو/تموز الأكثر دفئاً في منطقة المتوسط يمكن أن يصبح أكثر دفئاً بواقع 9 درجات مئوية في يوليو/تموز الأشد حراً اليوم، وتشير الدراسة إلى أن هذه التغيرات “يمكن أن تتجاوز قدرات التكيف لدى العديد من المجتمعات البشرية والمنظومات البيئية” .
وتقول الدراسة إن التوتر وعدم الأمان اللذين سيسببهما اضطراب المناخ ستكون لهما نتائج سلبية على الصحة النفسية والعقلية، وسوف يؤديان إلى تزايد مستويات التنازع والعنف .
وتدعو الدراسة قادة العالم الصناعي إلى أن يبدأوا فوراً باتخاذ إجراءات جذرية، تشمل إنهاء الاعتماد على الوقود الاحفوري من أجل إبقاء ارتفاع المتوسط العالمي للحرارة دون درجتين مئويتين ولو أن الدراسة تسلم بأن حتى زيادة في متوسط الحرارة تقل عن درجتين مئويتين ستظل تلحق بالبيئة والمجتمعات البشرية أضراراً جسيمة، ومن دون استثمارات ضخمة في بنية تحتية خضراء يمكنها التكيف مع الحر والأحوال الجوية القصوى الأخرى، وفي بناء شبكات نقل عام فعالة وأنظمة طاقة متجددة من أجل تخفيض انبعاثات الكربون إلى حد أدنى فإننا سنسقط ضحايا حماقتنا .
وإخفاقنا في الرد بصورة ملائمة على الاحترار المناخي سيسبب بالتأكيد كابوساً بيئياً يترافق على الأرجح مع انهيار اقتصادي واجتماعي وسياسي، وتقول الدراسة إن المجتمعات البشرية “ستجتاز عتبات أنظمة اجتماعية خطرة” في حين أن المؤسسات القائمة حالياً والتي يمكن أن تساعد على التكيف ستصبح أقل فعالية بكثير أو حتى ستنهار . والضغوط على صحة البشر مثل موجات الحر وسوء التغذية وتدهور نوعية مياه الشرب نتيجة استرساب مياه البحر، يمكن أن تحمل انظمة الرعاية الصحية فوق طاقتها، بحيث يصبح التكيف مستحيلاً والتفكك حتمياً .
وتحذر الدراسة أيضاً من أن إمكانية التكيف مع عالم ارتفعت حرارته 4 درجات مئوية ليست مضمونة، ومثل هذا العالم سيكون على الأرجح عالماً تعاني فيه مواطن السكن والبلدان والمدن من العواقب الخطرة للأضرار والاختلالات والتفكك، ومن المرجح أن يكون الفقراء هم أكثر من يعاني، وان يتفاقم التفاوت والانقسام في المجتمعات البشرية، وببساطة يجب منع احترار بواقع 4 درجات مئوية- والحرارة يجب تخفيضها” .
الوقت ينفد
ضمن الاستعدادات التي سبقت مؤتمر الدوحة، أصدرت الأمم المتحدة تقريراً علمياً غايته اطلاع المفاوضين في المؤتمر على آفاق التغير المناخي . وقالت كريستيانا فيغويريس، ممثلة برنامج الأمم المتحدة للبيئة ورئيسة وفد المنظمة الدولية إلى المؤتمر، إن التقرير هو “تذكير بأن الوقت ينفد، ولكن الوسائل التقنية والأدوات السياسية التي تمكن العالم من البقاء تحت سقف زيادة بحد اقصى تبلغ درجتين مئويتين لا تزال متوفرة للحكومات والمجتمعات” .
وفي موقع ال “بي .بي .سي”، قدم المراسل العلمي مات ماك غراث عرضاً للتقرير، جاء فيه: “يقول تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن غازات الدفيئة تزيد الآن بنسبة 14% فوق الحد المطلوب تحقيقه في العام 2020 من أجل ابقاء ارتفاعات الحرارة هذا القرن دون الدرجتين مئويتين” .
ويقول واضعو التقرير إن هذا الهدف لا يزال قابلاً للتحقق من الناحية الفنية، ولكنهم يحذرون من أن الفرصة ستضيع على الأرجح إذا لم تقم الحكومات بعمل سريع .
وشارك 55 عالماً من 20 بلداً في وضع “تقرير 2012 حول فجوة الانبعاثات” وقد استنتجوا انه من دون القيام بعمل سريع، فإن غازات الدفيئة في الغلاف الجوي سترتفع إلى 58 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون في السنة بحلول العام ،2020 وهذا الرقم يزيد بنحو 14 غيغاطن عن المستوى الذي وجد العلماء في تقريرهم السابق إلى مؤتمر الأمم المتحدة حول التغير المناخي الذي عقد في كانكوف (المكسيك) العام 2010 أنه ضروري من أجل ابقاء ارتفاعات الحرارة هذا القرن تحت حد الدرجتين مئويتين .
وقال التقرير إنه حتى إذا نفذت أكثر تعهدات الدول طموحاً بشأن تخفيض الانبعاثت، فإن الفجوة ستكون على الأرجح بحدود 8 غيغاطن، ما يمثل زيادة مقدارها 2 غيغاطن عن تقديرات التقرير السابق .
وقال الدكتور جوزف الكامو، كبير علماء برنامج البيئة: “ثمانية رقم كبير . فهو يعادل مجموع انبعاثات غازات الدفيئة من القطاع الصناعي في العالم بأسره في الوقت الراهن” .
ويقول برنامج البيئة إن الزيادة في مستويات الانبعاثات التي سجلها تقرير هذا العام تعود إلى النمو الاقتصادي في بعض البلدان النامية، وإلى شطب تخفيضات في الانبعاثات احتسبت مرتين .
وقال مدير برنامج البيئة أشيم ستاينر: “التقرير يقدم تقييماً حصيفاً للهوة بين الطموح والواقع” .
وأشار ستاينر إلى أن سد الفجوة لا يزال ممكناً من الناحية الفنية عن طريق تخفيضات كبيرة في توليد الطاقة والمواصلات .
وتضمن التقرير أيضاً نماذج لإجراءات غير مكلفة نسبياً اثبتت فعالية في تخفيض الانبعاثات على مستوى وطني، وتشمل هذه الاجراءات معايير أداء أكثر صرامة بالنسبة للمركبات والماكينات والأجهزة، وتوفير حوافز اقتصادية من أجل الحد من إزالة الغابات، والكثير من هذه الاجراءات اتخذ لأسباب اقتصادية، ولكن كان له فائدة إضافية، هي تخفيض الانبعاثات .
ورأت المشرفة على الدراسة الدكتورة مونيكا أرايا أن الاستمرار في هذه المقاربة أمر حيوي، وقالت: “إذا أردنا ان يتبنى السياسيون هذه السياسات، فلا بد من أن يكونوا قادرين على الترويج لها على أساس المنافع التي تعود بها على شعوبهم، وليس فقط على الكوكب” .
* هوامش
1- نقطة الميلان عند 350 جزءاً في المليون هي الحد الأقصى الآمن لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الذي يعتمده معظم العلماء، وخبراء المناخ، والحكومات، وتسارع الاحترار المناخي حمل العلماء على إطلاق التحذيرات من أنه إذا لم نتمكن بسرعة من العودة إلى نقطة الميلان 350 هذا القرن، فسوف نواجه خطر تأثيرات مدمرة يتعذر اصلاحها، مثل ذوبان الطوف الجليدي لشبه جزيرة غرينلاند، وتحرير كميات هائلة من غاز الميثان (غاز دفيئة) نتيجة لذوبان المجلدة الأرضية (طبقة تحت الأرض دائمة الجليد تبقى عادة متجمدة طوال السنة)