صحف ألمانية وسويسرية : دولة قطر “عراب جديد” لحركة حماس
واصلت صحف ألمانية وسويسرية خلال اليومين الأخيرين التعليق على الزيارة “التاريخية” لأمير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني إلى غزة في 23 اكتوبر/تشرين الاول ـ وهي الاولى لرئيس دولة منذ تولي حركة حماس السيطرة على القطاع عام 2007 ـ حاملا مساعدة مالية بـ400 مليون دولار، كـ”مكافأة لها على تخليها عن محور المقاومة بقيادة إيران وسوريا”، كما أبرزت إحداها.
وقالت صحيفة (jungle-world) الألمانية أن حماس لم تحصل على رفع لقيمتها كما حصلت عليه الآن، لأنها تحصّلت على مكافأة بعد تخليها عن “محور المقاومة” الذي ترأسه إيران، وذلك بعد اندلاع الانتفاضة السورية وبعد تخليها عن مقرها في دمشق وعودتها إلى العالم السنّي، خاصة وأنها فرع من “الإخوان المسلمين” الذين يرعاهم الشيخ حمد منذ اندلاع “الربيع العربي”.
وأضافت الصحيفة “وهكذا، فإن الزيارة كانت الإعلان الرسمي عن أن قطر ـ الدولة الصغيرة التي تلعب دوراً كبيراً فيما يُسمى بـ’الربيع العربي’، حيث ساهمت بشكل كبير في الثورة الليبية وتدعم الآن الميليشيات الإسلامية في سوريا ـ أخذت مكان إيران في دورها كعرّاب لحركة حماس”، وبكونها حليفا للولايات المتحدة الأميركية، حيث توجد في قطر قاعدة عسكرية بها القيادة العامة للقوات الأميركية في الشرق الأوسط.
وتساءلت صحيفة زيوريخ الجديدة (Neue Zürcher Zeitung) السويسرية التي تصدر بالألمانية في تقرير بعنوان “الأمير يصنع سياسة عالمية”، “ما الذي يريد أمير قطر تحقيقه من هذه الزيارة؟”.
ونقلت عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله مُؤخّراً أن “المرء يستطيع بالمال شراء السيارات ولكنه لا يستطيع شراء تاريخ أو ثقافة”. وعلّقت الصحيفة بالقول أن “المقصود هو، طبعاً وبشكل خاص، قطر التي يزداد نفوذها بفضل البترودولارات التي تملكها”.
وشددت الصحيفة على أن أمير قطر “لا يدعم المتمردين السوريين فقط، وإنما استطاع توجيه صفعة سياسية للأسد”، وعلى أن هدية الـ400 مليون التي حملها في جعبته هي “الخطوة الأولى من أجل فك ارتباط الإسلاميين في حماس من دائرة نفوذ سوريا وإيران”.
وأشارت إلى أن رئيس حماس خالد مشعل قد استبدل منفاه الدمشقي بإحدى الفيلات في العاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت الصحيفة عن “خُبراء” اعتقادهم بأن “تجربة الغزو العراقي للكويت سنة 1991 هي إحدى الأسباب الأساسية التي تقف خلف السياسة الخارجية القطرية في السنوات الأخيرة، لأن قطر الواقعة بين إيران والسعودية لا يمكنها إثبات نفسها ووجودها إلا عن طريق لعب دور مهم في العالم العربي”.
ونقلت عن جاين كيننمونت، الخبيرة في المؤسسة البريطانية تشاثام هاوس، “نصيحتها” لأمير قطر بأن “يعتمد أيضاً على القوى العلمانية بدلاً من تركيز اعتماده على القوى الإسلامية فقط … حتى لا تجد قطر نفسها في نهاية المطاف على الجانب الخطأ”.
وسارعت البحرين في اقتفاء أثر أمير قطر. فقد أُرسلت المنامة وفدا رسميا إلى غزة حيث افتتح الخميس عددا من المشاريع الخيرية التي قررت المملكة اقامتها في القطاع في اعقاب الحرب الاسرائيلية نهاية عام 2008 بداية عام 2009.
وشدّد الامين العام للمؤسسة الخيرية الملكية في البحرين، مصطفى السيد، على أن هذه المشاريع تدخل “ضمن الحملة التي قادها جلالة الملك منذ الاعتداء الغاشم والظالم على شعبنا في غزة في كانون الثاني/يناير 2009 عندما اصدرت توجيهاته الى نجله، الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة، لبدء حملة وطنية شارك فيها الأهالي”، موضحا أن الافتتاح تأجل لمدة شهر “لأسباب امنية”.
ومن جهته، قال بيتر فورد، ممثل المفوض العام للاونروا، أن البحرين “كانت من الاوائل الذين تعهدوا بتقديم المساعدات لغزة وبعد جمع التبرعات المالية (…) وتعهدت قيادة وحكومة وشعبا بالتبرع بما يزيد عن خمسة ملايين دولار لمساعدة شعب غزة”.