لتصبح سياسيا ناجحا …اتقن الكذب والنصب والدجل
منذ نعومة اظفاري ومنذ اكثر من ستين سنة ابتليت بمتابعة السياسة وتاثرت بما يجري من احداث وتغيرات سياسية ولكن لم اكن فاعلا بها لسبب بسيط وهو انني لم انخدع بظواهر الامور او بمعسول الكلام او ببهرج الوعود …ومما شجعني على سلوكي هذا …صدق حدسي وظني بشكوكي التي تؤكدها التجارب والايام بزيف مصداقية المشاركين بالمسيرة السياسية في كل حين وزمان …وبالرغم من اختلاف الزمان والمكان .. بعد هذا العمر الطويل وبالعودة للذاكرة ..اعتقد ان نكبة اهلنا في فلسطين …كانت هي المحفز الرئيسي لاهتمامي المبكر بالسياسة …والعامل الثاني ..هو الاحساس والتعاطف مع معاناة الفقراء والمساكين ولاسيما فيما قرأته وسمعته وفي بعض الاحيان …شاهدته بعيوني من الام الفقراء … جيلنا يختلف عن الاجيال اللاحقة .. جيلنا كان يقرأ ويتفاعل مع ما يقرأ …
فتجد الشاب منا يشعر ويتصرف كانه ارسطو او افلاطون زمانه ..يتفلسف وهو لايفهم من الفلسفة حتى قشورها .. ولكنك تجد سوقه رائجة ..والسبب بسيط ..لانك تجد من زملاءه واصدقاءه وحتى جلاس المقهى الشعبي الذي يجلس فيه من ينافسه ..بالتفلسف .. للاسف الشديد هذه النماذج من الشباب الحي والحر قد اختفت وحل محلها الجيل الصايع المايع الضايع …كان احدنا يتباهى بحمله عدد من الكتب والمطبوعات والجرائد تحت ذراعه …وفي كثير من الاحيان لايجد هذا الشاب الوقت الكافي لقراءة كل ما يحمل من مطبوعات …ولكنه ينتشي وينفش ريشه عندما يناقش في كل المواضيع … وبما ان الثقافة العامة والتثقيف الذاتي ..والتربية المنزلية والعلاقات الاجتماعية …كانت تغذي الشباب …وتحولهم الى جيل واعي مدرك لما حواليه …ويضطر بالضرورة بالاحتكاك والتماس بشكل او باخر مع الافكار والعقائد السياسية السائدة انذاك …فتجد هذا شيوعي ماركسي لينيني ..وذاك قومي عربي او بعثي …
والثالث اسلامي من حزب التحرير اوجماعة الاخوان المسلمين اومن الطاشناق او الطورانين … واللافت للنظر والذي اتذكره جيدا في الخمسينيات…كان الجميع مؤمنين بما يحملون من فكر وعقيدة وباخلاص …وبدون اي تعصب او تطرف (من الجدير بالذكر …لا احد من هؤلاء كان في السلطة انذاك ) واقصد اي في العهد الملكي … فلا تجد غير الاحترام والنقاش الجاد وتبادل الاراء بموضوعية واعتزاز كل منهم بفكره وعقيدته …ويبقون اخوان متحابين .. من هنا نجد هؤلاء يتبارون ويتنافسون في التحلي بالاخلاق الكريمة والسلوك الاجتماعي والعائلي القويم …على أساس قناعتهم بان سلوك الفرد الخاص يمثل الفكر اوالعقيدة التي يحملها ..
اوالحزب الذي ينتمي اليه ….فنجد فيهم تتجسد الروح الثورية والنضالية …والتمسك والدفاع عن المباديء …ويتحلون بالشجاعة والغيرة والحمية …والاخلاص المطلق للوطن والقضية والعقيدة …وبالامانة والصدق ..وبالاثرة والمحبة والاحترام للناس وللمجتمع …ويحتقرون كل مظاهر النفاق اوالتملق او مسح الاكتاف والوصولية كما يحدث اليوم… ويتفاخرون باحترام الكبير والعطف على الطفل والعاجز والمريض .. كل هذه الصفات الرائعة كنت تلمسها عند العموم من شباب العراق ( اما القلة القليلة الشاذة عنهم والخالفة لهم فتجدهم مكروهين بل ومحتقرين ومنبوذين من العامة ) … ولكن وبعد تغير النظام وصعود الاحزاب العقائدية المعروفة للحكم وممارسة السلطةعمليا …بدأ الانحراف لدى من تسلم منهم القيادات ( اي الخلل بالاشخاص وليس بالافكار والعقائد ) وبرزت خفايا النفس البشرية الامارة بالسوء والمجبولة على الشر والانانية ..بالنمو والانتشار بمرور السنين والعقود …والى درجة لايصدقها عقل من عاش الحقبتين …
بدأت انتكاسة الاخلاق واندثار القيم عندما ساد العراق الحكم الديكتاتوري الفردي واستشرى وانتشر واصبح ظاهرة كارثية وبالذات بعد الاحتلال الامريكي للعراق … وانقلبت الاخلاق الفاضلة المذكورة اعلاه الى مضاداتها فنادرا ما تجد وبالخصوص بين سياسي وقادة هذه الايام …الاخلاص للوطن …الايمان الحقيقي بعقيدة ما …فلا غيرة ولا حمية ولا وفاء ولا صدق ولا امانة ,,,ولا كل شيء من الخلق القويم وماكنا نعتبره سليم … حلت محله .. الانانية والوصولية والنفاق وحب الذات والحقد والكراهية للاخرين ..والتهميش والاقصاء لكل من يشعرون انه منافس اوافضل منهم …هذه الظاهرية المرضية انعكست سلبا على المجتمع العراقي وراحه المواطن … من هنا نجد الكثير من العراقيين يتساءل وبالحاح …لماذا نحن نتراجع والاخرون يتقدمون ..ونحن من اغنى شعوب العالم …ونعيش كافقر الشعوب ؟؟لماذا لدينا المئات من الاحزاب التي تدعي الوطنية والثوروية …والعالم الغربي المتحضر والمتطور والديمقراطي الحقيقي يحكمه حزبان او ثلاثة …لماذا يلتصق السياسي بالمنصب لحين الرحيل الى القبر ..
وفي بقية الشعوب يترك المنصب راضيا مرضيا بعد دورة اودورتين ؟؟؟ لماذا القائد عندنا ينهب مال الله وعباده ويهرب ؟؟؟والشعوب المحترمة تحاكم وتعاقبه …اذا تورط بأختلاس دينار واحد وعندنا يبتلعون المليارات ؟؟؟لماذا عندنا الحاكم يغتصب نصف بنات الشعب ولا احد ينبس بحرف واحد ..وهناك في دول الكفر …اذا اكتشفوا ان حاكمهم اقام علاقة خارج عصمة الزواج يقيمون عليه الدنيا ولايقعدوها … والسؤال المهم والاهم جدا …
لماذا السياسي عندنا يجب ان يتحلى بالخسة والدناءة وفقدان الامانة والحياء والغيرة والوفاء …لكي يكون قائدا وسياسيا ناجحا …بينما السياسي الوطني والصادق والامين يهمش ويركن في الزاوية معزولا ..لانه يعتبر شاذ ونشاز في هذه الايام ؟؟؟وبالتالي يحارب اويقتل ؟؟؟ البعض يلومني من خلال نظرتي التشاؤمية المعتمة هذه لمستقبل العراق والعراقيين …واقول لهم وبعد هذه التجارب المريرة التي عشتها وشاهدتها …وتريدونني ان اكون متفاءلا ؟؟؟
لا اكذب واقولها بصراحة وقناعة …العراقيون لن يعودوا الى ما كانوا عليه قبل ستين سنة التي انا وعيت عليها ولم يحدثني احدا عنها …وكلما الاحظ تردي الاوضاع من سيء الى اسوأ …ازداد قناعة .. ان الاعور الدجال اكيد سيكون من السياسين العراقيين اي عراقي اصيل …لان كل المواصفات والشروط تنطبق على ما يجري عندنا وفي المنطقة العربية والاسلامية اليوم … واقتبس لكم مما كتب عنه ما يلي وربما تتفقون معي بالرأي ولكم الحكم فيما يخص مواصفات الاعورالدجال وليس فيما يتعلق بقيام الساعة …لان علمها عند رب العالمين … ] قصة الاعورالدجال وعلامات الساعة :
– للقيامة علامات صغرى وكبرى :
● فمن العلامات الصغرى :
ظهور الفتن وكثرة القتل ( تابعوا اخبار الفضائيات اليومية وستعرفون عشر العدد الحقيقي للقتلى )وانتشار الرذيلة وظهور الفواحش والمنكرات (حتى غشاء البكارة الصناعي الصيني وبالديار السعودية رخيص ويباع ب10دولارات فقط ) ومن الزنى وشرب الخمر ولعب القمار والتباهي بفعل القبيح) زواج المرأة للمرأة …والصبي للصبي اصبح مشروع …والحمد لله لم يصل هذا رسميا لديار الاسلام لحد الان …ولكنه سيصل في المستقبل حتما مثل ظاهرة الايمو التي تعرفونها ) حتى يصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر .. وأيضاً من أشراط الساعة الصغرى أن يرفع العلم (قتل علماء العراق وبقيةالبلدان )، ويظهر الجهل ( الاميون يصبحون نواب في مجلس النواب )، ويكثر النساء ويقل الرجال ( من كثرة القتل بالتفخيخ وقطع الرؤوس ) ويلبس الحرير وتتخذ القينات يعني المغنيات ويمر الرجل بقبر الرجل فيقول : يا ليتني كنت مكانه ومن علاماتها الصغرى كذلك أن يظهر الدعاة المضلون ( يا ما اكثر العمائم سود وبيض ) والقادة المنحرفون ( هؤلاء معروفين لكل الشعب العراقي ) وأن تضيع الأمانة بإسناد الأمر إلى غير أهله ، وكذلك قلة الخيرات والأمطار وكثرة الزلازل والفيضانات وتغلو الأسعار(لر البنزين ب500 دينار وحباية تخيض الكولسترول ب 4000 دينار وكروة التاكسي للكرادة ب25000 دينار ..) وتخرج النساء متبرجات كاسيات عاريات (وفي الفضائيات بس ورقة التوت الصغيرة ).
ومن علاماتها كذلك وقوع المعركة الفاصلة بين اليهود والمسلمين ( من يصحو ابو مازن على زمنه) فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الشجر أو الحجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال قاتله (والله واعلم اما يقتله اوهو يقتل ). إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود .
وأيضاً من علامات الساعة الصغرى تقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة كالضرمة من النار (وهاي اقولها لكم بصراحة …ما فهمتها ) . ومن علاماتها كذلك إضاعة الصلاة والميل مع الهوى وتصديق الكاذب وتكذيب الصادق وأن يؤتمن الخائن ويخون الأمين (كل هذه معمول بها بالعراق هذه الايام وبلا فخر )ويذهب القرآن فلا يبقى إلا رسمه (القس تيري جونز …الم يحرق القران ؟؟؟ ) وتحلى المصاحف بالذهب ( هذه صارت قديمة) وتكون المخاطبة للنساء وتزخرف المساجد .
والذي يرغب بالمزيد …ليستعين بمجرك كوكل للبحث … الخلاصة …لقد قيل (ان السياسة هي فن.الخداع ) …فمن يجد في نفسه موهبة الكذب والنصب والاحتيال …اوكد لكم انه سيكون سياسيا ناجحا وقائدا لامعا…وبما انني لا امتلك هذه الموهبة والصفات .. فقد احترمت نفسي وجلست في البيت وحيدا …مهزوما …مخذولا …وتركتها للدجاليين والنصابين… اللهم احفظ العراق واهله …اينما حلوا او ارتحلوا …