المالكي يلعب “لعبة الذكاء” : دعوة لزعيم المعارضة التركية لزيارة بغداد
طبعا أي شيء مفيد للعراق ولبغداد يسبب أحتجاجا كرديا، فيبدو أن أكراد العراق قد أدمنوا على أهانة بغداد، وصدقوا أنفسهم بأنهم لا يوجد غيرهم في الساحة وأن الشعب العراقي مجرد عبيد لزاما عليها السكوت، والسبب هم السنة والشيعة العرب الذين ورطهم الكرد بالطائفية والأحقاد فيما بينهم لكي ينفردوا بتدمير العراق وقيادته أمام العالم وسط كسل شيعي وسني عربي لم يحدث من قبل في تاريخ العراق.
فلقد تحرك أخيرا رئيس الوزراء نوري المالكي نحو السياسة البراغماتية لأنها هي الدواء لإرهاصات أردوغان وبرزاني، فيجب أن تكسب بغداد الأصدقاء على ضوء المصالح لكي تتجمع بيد بغداد أوراقا كثيرة لتلعب فيها في الملفات وفي المحن والمفاوضات والضغوطات.. فأن دعوة زعيم المعارضة التركية تأخر كثيرا وكان يفترض منذ زمن بعيد جدا
وبسرعة راح الأكراد ليكيلون التحليل السلبي ضد زيارة زعيم المعارضة التركي . فلقد اعتبر قيادي كردي أن دعوة الحكومة العراقية رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار اوغلو، لزيارة بغداد وسيلة ضغط على الحكومة التركية.وقال النائب محمود عثمان القيادي في كتلة “التحالف الكردستاني”: إن “دعوة العراق للمعارض التركي لزيارة البلاد تعد وسيلة ضغط على الحكومة التركية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان”.
وأضاف أن “الحكومة العراقية تسعى بخطوتها إلى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الجانب التركي الذي استقبل نائب رئيس الوزراء العراقي طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام ورفض الجانب التركي تسليمه لبغداد”.
وحاول المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي نفي توجيه الدعوة لأوغلوا، وقال امس “ليست هناك دعوة خاصة لاوغلو ولكنه مرحب به لزيارة العراق حاله حال أي شخصية سياسية اقليمية ترغب بزيارة البلاد”، إلا أن مصدر سياسي رفيع كشف أن الدعوة وجهت الى اوغلو من قبل شخصية قريبة من الحكومة لحضور مؤتمر موسع يناقش طبيعة العلاقات التركية – العراقية.
وشهدت العلاقة بين بغداد وانقرة تطورا ملحوضا خلال السنوات الماضية في مختلف المجالات الاقتصادية والدبلوماسية ولكنها سرعان ما تدهورت على خلفية تصريحات لمسؤولين اتراك ابدوا فيها مخاوفهم من استمرار الازمة السياسية في العراق واحتمالات انفتاحها على حرب اهلية وهو ما رفضه العراق بشدة، ناهيك أن تركيا عقدت اتفاقيات سرية مع البرزاني تمس بسيادة العراق.
وتفاقمت العلاقة مع لجوء نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام الى تركيا ورفض الحكومة التركية تسليمه الى الجانب العراقي.
وكانت السلطات العراقية منعت طائرة وزير الطاقة التركي تانر يلدز من الهبوط في مطار اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق بسبب عدم حصول الرحلة على “الموافقات القانونية” اللازمة.
وعلق اوغلو لصحيفة “حرييت ديلي نيوز” التركية اول من امس حول الحادثة بقوله “لا اعرف ما إذا كان سيتم طرح المسألة خلال زيارتي للعراق لكن الموقف يمس السياسة الخارجية التركية ولم يحصل بتاريخ تركيا أي حادث مماثل في أي مكان“