وثيقة للـ CIA: دولة فلسطين ستقوم بحلول عام 2030، وصراعات داخل إسرائيل ــ وحرب بين السعودية وإيران
نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم، ما قالت إنه وثيقة قدمتها المخابرات الأمريكية “CIA” إلى الإدارة الأمريكية، وجرى توزيعها على إداراة الجهاز المخابراتي الأمريكي، بالإضافة إلى جهات سياسية ودبلوماسية أمريكية محددة، موضحة أن هذه الوثيقة ترسم مستقبل العالم بحلول العام 2030.
وبحسب “هآرتس”، فإن هذه الوثيقة تتناول الواقع الفلسطيني الإسرائيلي، موضحة أنها تعتقد أن إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 ستتم بحلول العام 2030، حتى دون توقيع اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بشكل نهائي، إذ لن يتم تسوية النزاع بين الجانبين بشأن القدس.
غضب العالم الإسلامي على أمريكا سينخفض إذا تم التوصل لتسوية
وأشارت التقديرات المخابراتية الأمريكية إلى أن تسوية العديد من الأمور بين الجانبين ستتم، مثل تبادل الأراضي، ووضع تكون فيه الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، وترتيبات أمنية على الحدود مع الأردن ومصر.
وأشارت الوثيقة إلى أن الغضب في العالم الإسلامي على أمريكا سيخف حال انسحاب قوات الولايات المتحدة من العراق، والتوصل لتسوية بشأن الملف الفلسطيني، حتى ولو لم يكن حلا نهائيا جذريا ينهي الصراع.
الوثيقة تتوقع زيادة الخلافات الداخلية الإسرائيلية
وحول مستقبل إسرائيل، تتوقع وثيقة المخابرات الأمريكية زيادة الخلافات والتوترات الداخلية، خصوصا بين أنصار المجتمع المدني والمتدينين، والعلمانيين والمستوطنين.
وبحسب “هآرتس”، فإن مجلس الاستخبارات الوطني في واشنطن أجرى تقييما لوثيقة المخابرات الأمريكية التي تنص على أنه “على الصعيد المحلي الداخلي، فإن إسرائيل ستواجه انقسامات متزايدة حول رؤية تأسيس الدولة في عام 1948.”
ليبرالية دولة إسرائيل ستنخفض
وترى الوثيقة أن ليبرالية الدولة ستنخفض وسيكون هناك تزايد في وزن وثقل للمحافظين وحركة المستوطنين المتدينين بين الناس في إسرائيل.
وبحسب محللي الاستخبارات الأمريكية، فإنهم عبروا عن اعتقادهم أن هذه التوترات قبل عام 2030 سوف تزداد، لكن إسرائيل ستبقى أقوى قوة عسكرية في المنطقة، ولكن سوف تواجه شدة في التهديد المستمر.
كما ستواجه إسرائيل معارضة متزايدة في الرأي العام العربي، والتي قد تحد من حرية المناورة لإسرائيل.
الدولة الفلسطينية ستولد بعد إرهاق، ودون توصل لحلول حول اللاجئين والقدس
ويرى واضعو الوثيقة أن “حل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني يمكن أن يحدث في وقت قريب، وعدم تحقيقه سيكون له عواقب مدى العقدين القادمين على المنطقة وعلى إسرائيل، لأن عدم توصلها لحل سوف يصعب مهمتها في القضاء على إيران وحزب الله وحماس، فبدون تآكل الدعم الشعبي لهذه الأطراف المعادية لإسرائيل لن يتم التخلص منها، وللتخلص من هذه الجهات المعادية، لا بد من دعم فرصة إقامة الدولة الفلسطينية.”
ويؤكد واضعو الوثيقة كذلك على أنه لا يمكن تصور نهاية للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن إسرائيل ستواجه مصاعب جمة إذا لم يتم التوصل لحل، إذ ستكون مجبرة على بذل جهد أكثر للسيطرة على السكان الفلسطينيين في الضفة، وستواجه الاضطرابات في جارتها غزة.
وتشير التقديرات المخابراتية الأمريكية إلى أن الدولة الفلسطينية ستولد بعد سنوات من الإرهاق والتعب للجانبين، دون حل القضايا الجوهرية مثل اللاجئين والعودة والقدس.
“حماس” ستخرج من معسكر إيران، والمصالحة ستتحقق
كما أشارت الوثيقة إلى أن “حماس” ستخرج من معسكر إيران، وستكون ضمن معسكر العالم السني الذي لن يعترض على الدولة الفلسطينية الجاري الحديث عنها، كما أن الأمريكيين يعتقدون أن المصالحة الفلسطينية ستمضي قدما بين رام الله وغزة.
وقالت “هآرتس” إن الوثيقة الخاصة بـ “CIA” تتناول مستقبل نحو عشرين بلدا في العالم، وتوجهات الأوضاع بهذه الدول في حلول العام 2030.
الدول العربية ستبقى ضعيفة، وتوقعات نشوب حرب بين السعودية وإيران
كما رأى الـ “CIA” أن الدول العربية ستبقى ضعيفة، فيما ستبقى الدول المسيطرة والقوية بالشرق الأوسط إيران، وتركيا، وإسرائيل، مشيرين إلى أن هناك توقعات بنشوب حرب بين إيران والمملكة العربية السعودية، التي ترفض قيام دولة نووية في طهران، موضحة أن السعودية ستبادر لشراء القوة النووية من باكستان إذا لم يتم وقف الملف النووي الإيراني، مشيرين إلى أن تركيا، والإمارات، والأردن تدعم الموقف السعودي.
ثورة في إيران، والصين ستنافس الولايات المتحدة على زعامة العالم
كما توقع السيناريو إمكانية قيام ثورة في إيران ضد النظام الإيراني المتشدد، حيث ستكون الثورة عنيفة جدا، لكنها ستنتهي بإسقاط النظام الإيراني وتحول الدولة إلى ديمقراطية تتحالف مع الغرب.
كما توقعت المخابرات الأمريكية أن تبقى الولايات المتحدة في قمة الدول المسيطرة على العالم، إلا أنها ستواجه تنافسا كبيرا من الصين