العاهل الاردني يؤكد أمام برلمانيين بريطانيين: الربيع العربي أفادنا بالإصلاح وتقدم الشباب نحو المواقع الأمامية
قال العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني أن الربيع العربي شكل فرصة كي يمضي الأردن قدما في جهود الإصلاح وتحقيق التنمية في مختلف القطاعات، معتبرا أن ما تحقق إلى الآن من خطوات وإجراءات على طريق الإصلاح الشامل يهيئ البيئة والأرضية المناسبة والقوية لتطوير الحياة السياسية وتفعيل العمل الحزبي وتعزيز المشاركة في عملية صنع القرار من خلال المشاركة في الانتخابات، وصولا إلى برلمان قوي ينجم عنه حكومات برلمانية.
واستعرض الملك عبدالله خلال لقائه عددا من رؤساء وأعضاء لجان الشؤون الخارجية والدفاع والأمن في مجلسي العموم واللوردات، في مقر البرلمان البريطاني، الجهود الإصلاحية التي ينفذها الأردن وصولا إلى تجربة الحكومات البرلمانية، ومجمل تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا المستجدات على الساحة السورية.
وأكد خلال استعراضه لمسيرة الإصلاح الشامل في المملكة الاردنية على دور الشباب الذين يشكلون الفئة الأكبر في المجتمع في المساهمة في الإصلاح والانخراط في العملية السياسية والانتخابات النيابية التي ستجرى في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني/ يناير ليكون لهم صوتهم ورأيهم المؤثر تحت قبة البرلمان من خلال إيصال المرشحين الذين لديهم برامج واضحة تخدم المجتمع وتمكن الشباب وتضع حلولا لمشاكلهم.
وأعرب عن تطلعه في أن يتمأسس العمل الحزبي ليكون أفضل ويستند إلى برامج واضحة وعملية تعالج مختلف القضايا والتحديات من صحة وتعليم وفقر وبطالة وغيرها.
وتحدث خلال اللقاء عن التطورات المتصلة بعملية السلام، مؤكدا أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لتحقيق انفراج في هذه العملية، وصولا إلى السلام الشامل والعادل والدائم المستند إلى حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي.
وأكد في هذا الاطار أهمية الانخراط الدولي السريع في عملية السلام، خصوصا خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس باراك أوباما، مشيرا إلى أن الأردن سيواصل العمل مع بريطانيا والولايات المتحدة ومختلف الأطراف الإقليمية والدولية لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على العودة إلى طاولة المفاوضات التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع في سوريا، حيث أشار العاهل الاردني إلى التداعيات الخطيرة للأزمة على المنطقة بأسرها في حال استمرارها دون حل يجنب الشعب السوري المزيد من المعاناة، لافتا جلالته إلى الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.
وعبر في هذا السياق عن تقديره لبريطانيا ومساهمتها في تقديم المساعدات للاجئين السوريين، داعيا مختلف الدول إلى زيادة مساعداتها بما يسهل الاستمرار في تقديم خدمات الإغاثة الإنسانية لهم.
وأعرب البرلمانيون البريطانيون من مجلسي العموم واللوردات، خلال اللقاء الذي حضره مدير مكتب الملك عماد فاخوري والسفير الأردني في لندن مازن الحمود والسفير البريطاني في عمان بيتر ميليت، عن تقديرهم بعد وضعهم في صورة التطورات والتحديات في المنطقة بشكل دقيق، مشيدين بالجهود الدؤوبة لتعزيز فرص تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وقيادته لجهود الإصلاح في الأردن.
وقال نائب رئيس مجلس العموم البريطاني، نايجل ايفانز، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية، وللتلفزيون الأردني عقب اللقاء “وضعنا الملك في صورة الأوضاع في الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه الأردن في هذه المرحلة، وخصوصا ما يتحمله من أعباء متزايدة جراء استقبال أعداد متزايدة من اللاجئين السوريين”، مؤكدا ضرورة أن تقدم بريطانيا والمجتمع الدولي دعما أكبر للأردن في هذا المجال.
وأعرب عن ارتياحه لمستوى العلاقات الوثيقة بين بريطانيا والأردن، وقال “نقدر عاليا القيادة المعتدلة التي يظهرها الملك في منطقة الشرق الأوسط المضطربة”.
وبين رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني ريتشارد أوتاوي في تصريح مماثل أن بلاده، كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، تقوم بدور مهم في الشرق الأوسط.
وقال “نحن منخرطون بشكل نشط في دعم دول المنطقة في الانتقال إلى الديمقراطية، ولدينا علاقات قوية مع الأردن، وخلال اجتماعنا اليوم أطلعنا بشكل واضح على طبيعة الوضع في المنطقة”.
ولفت إلى أن الإصلاحات في الأردن تسير على الطريق الصحيح، مشيرا إلى أهمية الانتخابات النيابية القادمة في تعزيز النهج الديمقراطي في المملكة.
وسبق وان بحث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في قضية الاسلامي المتشدد ابو قتادة الذي تسعى لندن لترحيله الى المملكة منذ عشر سنوات.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية ان “الملك ورئيس الوزراء شددا على تعهد البلدين الاستمرار في التعاون الوثيق لايجاد حل يتيح عودة (ابو قتادة) الى الاردن”.
والتقى وزير الخارجية وليام هيغ ايضا العاهل الاردني ونظيره ناصر جوده. وقال في بيان “اعربت عن امتناني للمساعدة التي قدمتها الحكومة الاردنية لجهودنا من اجل اعادة ابو قتادة” الى بلاده