الامير الراحل سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام هو مهندس دخول هذه الطائرات الى الخليج. حين اعلن قبل سنوات عن توقيع اتفاقية صفقة الطائرات العسكرية المقاتلة من “تايفون” المسماة ايضا ب “يوروفايتر” نظرا لمشاركة فرنسا في تصنيعها مع بعض دول المجموعة الاوروبية مع بريطانيا، سارت الصفقة وفق الخطط الموضوعة لها بين القيادتين السعودية والبريطانية. والهدف حسب ولي العهد في تصريحه حينذاك، “نقل التقنية الحديثة وتطوير اسلحتنا”.
و بدأت باكورة هذه الصفقة تأخذ طريقها للتنفيذ بعد ان تسلمت المملكة العربية السعودية اول مقاتلتين من طراز “تايفون”، وفق ما اعلنه الامير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية على هامش الاحتفال بهذه المناسبة في العاصمة البريطانية، مضيفا: ان المملكة ستتسلم ٤٨ طائرة خلال عدة اسابيع في اطار هذه الصفقة، وسيتم تجميعها في اكثر من قاعدة في البلاد، بالتعاون بين شركات التوازن الاقتصادي والقطاع الخاص.
وتقدر قيمة العقد لشراء المقاتلات ال ٧٢ بعشرين مليار جنيه استرليني ٩.٣٢ مليار دولار بما يشمل التسليح والصيانة على المدى الطويل.والسعودية اول دولة غير اوروبية تحصل على هذه المقاتلة المتعددة المهمات التي تنتجها مجموعة شركات اوروبية بزعامة “بي ايه اي سيستمز” البريطانية.
والصفقة الجديدة ستسمح بتحديث اسطول المملكة القتالي الجوي الذي يعتمد حاليا على مقاتلات “تورنادو” البريطانية و”اف ١٥” الاميركية.ونقل عن الامير خالد قوله “هدفنا هو ليس اكثر ولا اقل من الدفاع عن وطننا لعقود قادمة”.
حملة مشبوهة الى ذلك ثمة تخوف كان يراود المراقبين خلال العامين الماضيين من تعثر هذه الصفقة التي تشمل بيع بريطانيا للسعودية ٧٢ مقاتلة “تايفون” بقيمة ٢٠ بليون جنيه استرليني، عبر شركة “بي ايه اي” سيستمز وذلك في اطار مشروع “السلام”. السعودي الدفاعي حيث تسلم الشركة ٢٤ مقاتلة كاملة التجهيز في المصانع البريطانية فيما تقوم بتجميع باقي المقاتلات في السعودية.وقد نشأت حالة التخوف لدى المراقبين من جراء الضجة الاعلامية المفتعلة التي فجرتها بعض الصحف ووسائل الاعلام البريطانية
. اعادت فيها الى الاذهان ملابسات صفقة طائرات “تورنيدو” التي تمت بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية، وتحدثت هذه عن عمولات رافقت إتمام تلك الصفقة التي عُقدت في السبعينات. ولكن الحكومتين السعودية والبريطانية، تداركتا ابعاد واهداف هذه الحملة. انطلاقا من العلاقات التاريخية ذات المصداقية العالية القائمة بين البلدين منذ عشرات السنين.التقنية الحساسة وجاءت موافقة الولايات المتحدة الاميركية مطلع العام الجاري، اواخر عهد الرئيس جورج بوش الابن، على بيع هذه الطائرات التي يدخل في تصنيعها اجزاء من التقنية الاميركية الحساسة لتعطي هذه الصفقة دفعة قوية في طريق التنفيذ ومن ثم التسليم وفق الخطط الموضوعة والبرنامج الزمني المحدد.
مواصفات كاملة فقد ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” آنذاك ان ادارة الرئيس بوش ابلغت الكونغرس عزمها المصادقة على نقل التقنيات الاميركية في هذه الطائرات ومنح بريطانيا الضوء الاخضر لبيع السعودية مقاتلات “تايفون”، رغم اعتراض الكونغرس ووزارة العدل على هذه الصفقة.كما عملت الدبلوماسية السعودية على الدفع باتجاه تنفيذ العقود حسب الخطوط المرسومة والاصرار على عدم اجراء اي تعديلات في مواصفات هذه المقاتلات المتطورة. بل التأكيد في الحصول على كامل التقنية المتقدمة وفق الدراسات الفنية التي تمت مناقشتها مع الشركة المصنعة والحكومة البريطانية.
ثمرة السلام الى ذلك اقيم حفل تدشين الطائرتين اللتين تشكلان باكورة الصفقة، في لندن، وذلك في مقر الشركة البريطانية للطيران والفضاء في مدينة وارتن ضمن اتفاقية مشروع “السلام” الموقعة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة، حضره عن الجانب البريطاني وزير القوات المسلحة في وزارة الدفاع البريطانية بيل رامل. والسفير السعودي لدى بريطانيا الامير محمد بن نواف بن عبد العزيز وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع البريطانية والشركة المصنعة.
وبهذه المناسبة قال الاميرخالد بن سلطان ان طائرة “تايفون”، هي ثمرة مشروع السلام الذي جاء نتيجة لتوجيهات القيادة للأخذ بأفضل ما ينتجه العالم من معدات وتقنيات حديثة، ومنها الطائرات.التفرد والأولوية وأوضح بأن السعودية هي الدولة الأولى التي تمتلك طائرة “تايفون” بعد الدول المصنعة، مشيراً الى ان مشروع السلام سيزود القوات الجوية السعودية ب ٧٢ طائرة من هذا النوع.
وأكد مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية، ان تجميع ٤٨ طائرة “تايفون” في السعودية، ستصل قريباً، امر لم يحدث في اي دولة اخرى، مبيناً أنه سيتم نقل التقنية الى معاهد ومصانع المملكة، بالتعاون مع القطاع الخاص في مجال التصنيع.وشدد الأمير خالد بن سلطان على ان الشباب السعودي ستكون له الأولوية في شغل الوظائف التي سيعلن عنها المشروع. موضحاً ان شركة “بي ايه بي سيستمز” يعمل فيها نحو ٥ آلاف موظف، اكثر من نصفهم سعوديون
.أضاف قائلاً: “ان هذا الانجاز الذي تحقق كان نتيجة الدعم الذي تجده افرع القوات المسلحة الجوية، والبحرية، والبرية، من الحكومة لرفع القدرة القتالية لقواتنا. وأسأل الله ان نكون عند حسن الظن”.مواكبة وجهوزية على صعيد متصل، اكد قائد القوات الجوية الملكية السعودية جهوزية العديد من ابناء الوطن لقيادة هذه الطائرات وتشغيلها. وقال في تصريح له بهذه المناسبة، انه “منذ توقيع العقد تم ابتعاث عدد من الضباط الطيارين والمهندسين والأفراد الفنيين، وتم تأهيلهم على أحدث المعدات والأجهزة من المختصين بسلاح الجو الملكي البريطاني، ليكونوا جاهزين لتشغيل تلك الطائرات عند وصولها لقواعدها الجوية في المملكة خلال اسابيع، حيث تنتظرهم هناك برامج وخطط تدريبية مستمرة لمواكبة التقنية الحديثة للعاملين على تلك الطائرات”.
|