كل يوم نسمع المزيد من الروايات التي لاتصدق في العراق!!!!
هناك الكثير من الاقوال لفلاسفة كنا نمر على بعضها مر الكرام لكن وبعد مجيئ عينات معروفة الى السلطة في العراق احتجنا لمثل تلك الاقوال بل انها ربما قيلت وكتبت لهذا العصر الذي يمر به العراق من تلك الاقوال قول للفيلسوف بلزاك الذي كان يسخر من القوانين فوصفها بانها اشبه ب” شباك الصيد ” التي يخترقها السمك الكبير وتحجب مرور السمك الصغير.
واليكم هذه الرواية الحقيقية التي حدثت في موسم الحج الحالي اوردها خطيب الجمعة في مدينة النجف الاشرف السيد الكربلائي حول تعطيل طائرة الخطوط الجوية العراقية المتجهة الى مكة وهي تقل نحو مائة و خمسين حاجا مدة خمس ساعات من قبل مسؤول في السلطة حتى تلحق زوجته برحلة الطائرة انها رواية تحصل في ” دولة القانون” الذي تحدث عنه الفيلسوف بلزاك ومن يدري ان القانون الذي يتحدثون عنه في العراق هو” قانون” العازف المرحوم خضير الشبلي الذي كان يعزف عليه مشنفا مسامع السامعين في وقت ان هذه الرواية التي اورها السيد الكربلائي كانت مثيرة للاشمئزاز وتنم عن استخفاف بل ” استهتار” قل نظيره يؤكد ان مصير المواطن مرهون بمزاجية اي مسؤول” في سلطة الديمقراطيين المتامركين”.
فالمسؤول بات يعتبر نفسه ” هو الكل بالكل ” كيف لا وهو الذي يضرب القوانين عرض الحائط ويتحرك برتل سياراته المدججة بالمسلحين وفق مايشاء في الشوارع وبالضد من جميع الاجراءات المرورية فضلا عن الصخب الذي يحدثه مرور المسؤول في الطرقات وبات هو الذي يتحكم برقاب الناس فالذي يستطيع ان يتحكم برحلة طائرة مدنية تقل حجاجا متجهين الى مكة يستطيع ان يتحكم بمصير اي مواطن وحتى بقوته اليومي بل باستطاعته ان” يصدر امرا يعتقل فيه من يشاء مثلما اعتقل الحجاج في الطائرة لمدة خمس ساعات حتى تهيئ زوجته نفسها وعلى راحتها لتعود له ” حجية نصف ردن ” مع سبق الاصرار.
هذه ليس المرة الاولى التي نسمع فيها مثل هذه القصص” التي ترقى الى قصص” الف ليلة وليلة. سبق وان حدثني صديق عن تاخره في مطار بغداد عدة ساعات وهو في طريقه من بغداد الى دولة عربية اتضح بعدها ان سبب تاخر الطائرة التي كان سيستقلها كانت متجهة في رحلة من بغداد الى النجف اتخذ هذاالقرار دون الاكتراث بالركاب.
من يدري ربما مسؤول هو الاخر “محصور ازيارة” الى النجف فطلب توجه الطائرة الى النجف دون الاكتراث بالذين ينتظرون رحلتهم في بغداد. انها مهزلة حقا كل هذه القصص المضحكة تقع ويطلبون من العراقي المسافر ان يستخدم طائرات الخطوط العراقية باعتبارها خطوط بلاده الوطنية وان يعزف عن استخدام الخطوط الاجنبية تشجيعا لخطوط العراق لاسيما وانهم يتحدثون عن وصول طائرتين حديثتين نوع ” اير باص” ستدخلان الخدمة بعد اكتمال الاجراءات ” اية اجراءات” لانعلم انها ستكون ايضا في خدمة مسؤولين وعوائلهم من النمط الذي فضحه السيد الكربلائي في خطبته.
السيد الكربلائي لم يتطرق الى اسم المسؤول الذي كشف عن دوره في تعطيل الرحلة المتجهة الى مكة 5 ساعات تكريما” لعقيلته المبجلة”.
ادعوكم ان تستعرضوا جميع دول العالم من القارة الافريقية حتى جزر ” واق واق” هل سمعتم بحياتكم حادثا مشابها لما كشف عنه السيد الكربلائي؟؟ الجماعة يعتقدون كما يبدوا ان كل شيئ في العراق اصبح مستباحا ملك صرف لهم ولعوائلهم يتحكمون برقاب الناس ويلغفون على هواهم ” رواتب خيالية امتيازات و حمايات وخدم و حشم استحواذ على مباني و مؤسسات كانت تابعة للدولة وشراءها بابخس الاثمان وتجييرها باسمائهم ومصادرة العديد من المناطق والفلل في مناطق مهمة ببغداد بحجة انها كانت تابعة للنظام السابق وتحديدا مناطق المسبح والجادرية وغيرها من المناطق ناهيك عن المنطقة الخضراء.
والا بماذا يمكن تفسير مثل هذه الاعمال ؟؟ ابحثوا جيدا عن ماضي هؤلاء الذي يتصرفون بهذه الطريقة ستجدونهم ” من مزوري الشهادات” ومن عتاة الاميين والجهلة ” حرامية بامتياز” يتبجحوة بالدين زورا لايعرفون في حياتهم غير امتطاء الحمير” التي استبدلوها بالسيارات الفارهة ” وحتى المضادة للرصاص”
. والابماذا يمكننا ان نفسر هذا التصرف وما هي الاجراءات التي ستتخذ ضد المسؤول الذي يستغل المال العام لجيوبه ولخدمة عائلته دون الاكتراث بالمواطنين الاخرين؟؟
انها مصيبة حقا ترقى الى المصائب و الكوارث التي تحدث في العالم .
أضافة من القوة الثالثة
لو سمح لنا كاتبنا الكبير الأستاذ الربيعي أضافة بعضا من المآساة ذات الصلة.. في مطار السليمانية وأحيانا في مطار أربيل لا يجد الغلابة الذين يسافرون على متن الطائرة المتجهة لبغداد أي لا يجدون طائرتهم التي حجزوا عليها ــ ويحدث بأستمرار ـ ويقال لهم ( أستقلها الوزير فلان أو المسؤول فلان وذهب لبغداد) ويبقى هؤلاء عالقين في المطار ليوم أو يومين وطبعا بدون خدمات وأيواء وطعام مثلما تفعل شركات الطيران العالمية عند التعطيل أو عند حدوث الأزمات أو الخطأ… وأحيانا كثيرة تتأخر الطائرات في النجف وبغداد وشمال العراق لأنتظار مسؤول أو عشيقته أو سكرتيرته… فالأمر بات عاديا جدا في العراق